المجتمع الأمريكي ينقسم حول نجاح فيلم «ساوند أوف فريدوم»
شكل فيلم التشويق "ساوند أوف فريدوم" الذي يتناول الاتجار بالأطفال مفاجأة قلبت موازين شباك التذاكر الأمريكي، وعكس الانقسامات الفكرية التي تعصف بالمجتمع الأمريكي، إذ اشاد به مناصرو التيار المحافظ فيما انتقدته وسائل إعلام أمريكية عدة.
بعد أسبوعين فقط من إطلاقه في أمريكا، حقق الفيلم أرباحا تزيد على 85.7 مليون دولار، أي ما يقرب من ستة أضعاف تكلفة إنتاجه، وتفوق بفارق كبير على إنتاجات ذات ميزانيات ضخمة مثل أحدث فيلم من سلسلة "إنديانا جونز".
يروي الفيلم الروائي المستوحى من أحداث حقيقية، قصة الإنقاذ البطولي لأطفال من ضحايا الاتجار بالبشر. وتبدو حبكة الفيلم كلاسيكية للوهلة الأولى، من دون أفكار جدلية، ما قد يوحي بأنه سيحظى بإجماع الآراء حوله.
لكن في بلد منقسم يشهد ازديادا في الحروب الثقافية وهو مصطلح يطلق على الخلافات المتفجرة حول القضايا الاجتماعية فإن الفيلم أثار تساؤلات وانقسامات في المجتمع الأمريكي.
وتفاخر شركة "أنجل ستوديوز" Angel Studios الموزعة للفيلم بالنجاح الكبير الذي يحققه العمل في مختلف الصالات السينمائية الأمريكية. ويقول المسؤول عن التوزيع في الصالات براندون بوردي "أصبحت مشاهدة الفيلم أمرا ضروريا، بفضل الثناء الذي يحظى به".
لكنّ الفيلم تعرض لانتقادات كثيرة بسبب طريقة تصويره للاتجار بالبشر، ردود الفعل على الفيلم، سواء كانت إيجابية أو سلبية، تسلط الضوء على فجوة بين الرأي السائد في الصحافة وآراء الجمهور، إذ منح الفيلم درجة مثالية بنسبة 100 في المائة على موقع Rotten Tomatoes "روتن تومايتموز"، وعلامة "أيه +" (A +) على موقع CinemaScore "سينما سكور".
وكانت المراجعات التي نشرتها أغلب وسائل الإعلام الرئيسة سلبية، إذ انتقدت صحيفتا "نيويورك تايمز" و"ذي جارديان" العمل بوصفه عملا ركيكا.
وكتبت مجلة رولينج ستون "معرفة أن الآلاف من البالغين سيدغدغهم حلم العدالة الذي يصوره الفيلم" و"سيعتقدون أنهم على دراية أفضل بأزمة حضارية خفية... أمر محبط للغاية".
ويقول جوردان إن فيلم "ساوند أوف فريدوم" يذكرنا أنه "رغم وجود أشرار كثيرين في هذا العالم يفعلون أسوأ الأشياء التي يمكن تخيلها، هناك أيضا أناس طيبون يقاتلون لتقديمهم إلى العدالة".