سام ألتمان ورؤيته للذكاء الاصطناعي .. صدام مع المنظمين

سام ألتمان ورؤيته للذكاء الاصطناعي .. صدام مع المنظمين

طرح سام ألتمان مشروعا جديدا للتفريق بين البشر والروبوتات متزايدة الذكاء هذا الأسبوع، مسلطا الضوء على اعتقاد مؤسس أوبن أيه آي بأن الاكتشافات في مجال الذكاء الاصطناعي ستخلق تحديات جديدة للمجتمع قريبا – وقناعته بأنه يمكنه حلها.
إن إطلاق مشروع العملات المشفرة وورلد كوين الذي يعمل عن طريق عمل مسح للعين هو الأحدث في سلسلة من التطورات في الشركات التي يدعمها ألتمان أو يقودها. يتضمن ذلك إطلاق أوبن أيه آي لشات جي بي تي في تشرين الثاني (نوفمبر) العام الماضي وإعلان طرح شركة أوكلو الناشئة للانشطار النووي التي يرأسها ألتمان هذا الشهر للاكتتاب العام بصفقة تقدر قيمتها 850 مليون دولار.
قال ألتمان في مقابلة مع "فاينانشيال تايمز": "هذه أجزاء مستقلة من رؤية خاصة للمستقبل الذي أؤمن به. لكنها جميعها تعمل عملها الخاص وتعمل باستقلال".
يمكن أن تعيد مشاريع ألتمان مجتمعة تشكيل المجتمع وسيضعه نجاحها في قلب شبكة قوية من الشركات. جعلت هذه الجهود للرجل البالغ 38 عاما مكانة عالمية وفي الوقت نفسه وضعته في مسار تصادمي مع المنظمين.
أصر ألتمان أنه لم تكن لديه نية "الاستغناء عن وساطة" الحكومات لكنه أشار إلى أن القطاع العام كان "منعدم الإرادة" في قيادة الابتكار.
"يسألني الناس بشكل دوري، ألا تظن أن هذا عمل يجب أن تفعله الحكومة؟ أليس فظيعا أنك تفعل ذلك كونك شركة تكنولوجيا خاصة؟"، كما قال. "لم لا تسألون الحكومة عن سبب عدم فعلها لهذه الأمور، أليس ذلك هو الجزء الفظيع؟"
تعمل أوبن أيه آي التي تدعمها مايكروسوفت على تطوير ذكاء اصطناعي عام – أنظمة حاسوب متقدمة قادرة على أداء مجموعة من المهام بمستوى البشر نفسه أو أعلى منه، وهو هدف قال ألتمان أنه يمكن بلوغه خلال عقد.
تتضمن خطط وورلد كوين نظام تعرف عالمي يمسح أعين المستخدمين ليساعد على التمييز بينهم وبين الروبوتات ويوفر البنية التحتية لتقديم مجموعة كاملة من الخدمات المالية والمعونات الاجتماعية بما فيها الدخل الأساسي الشامل.
كما استثمر ألتمان في ريترو بايوساينسز، شركة ناشئة تهدف إلى إطالة عمر البشر، ونيورالينك، شركة شارك إيلون ماسك في تأسيسها تطور حاسوبا يمكن زراعته داخل الدماغ.
لقد استاء من الأفكار التي تلمح إلى أنه يحايل ليصبح في مركز عالم يسيطر عليه الذكاء الاصطناعي أو أنه يعمل ليحصل على مكافآت مالية.
قال ألتمان إنه لا يملك حصة مباشرة في أوبن أيه آي، وفقط حيازة "غير مادية" في الشركة من خلال "واي كومبيناتور"، الشركة الناشئة الحاضنة التي أدارها من 2014 إلى 2019. إنه ثري مستقل، يملك حصصا في بعض أنجح شركات وادي السيليكون الناشئة بما فيها شركة المدفوعات سترايب والشبكة الاجتماعية ريديت.
في ورقة بحثية صدرت في 2021 بعنوان "قانون مور لكل شيء"، جادل ألتمان أن ظهور الذكاء الاصطناعي العام سينشئ ثروة كبيرة بخفض تكاليف العمل إلى الصفر تقريبا ودفع حدود العلم عن طريق الاكتشافات الأصلية. قد يسهل ذلك الإنجازات للشركات الأخرى التي استثمر فيها مثل أوكلو أو هيليون، التي تعمل على الاندماج النووي، أو نيورالينك.
قال ألتمان إنه يلعب دورا بارزا في تقديم التكنولوجيات الحديثة جزئيا لأن الحكومات تجنبت قيادة آخر موجات الابتكار.
قال ألتمان، ملوحا بجزء من طائرة كونكورد الفرنسية البريطانية يحتفظ به في مكتبه، إن قدرة الحكومة على الابتكار قد تراجعت منذ تعاون المملكة المتحدة وفرنسا لإنشاء طائرة أسرع من الصوت وإطلاق الولايات المتحدة لمهمات أبولو الفضائية.
"في مجتمع يعمل بشكل جيد، ستكون الحكومات هي من تقوم بمشروع الذكاء الاصطناعي العام والاندماج النووي وعدة أشياء أخرى – إلا أنها لا تفعل ذلك".
"لذا إما أن نجلس ونشهد الانخفاض التدريجي لقدرة الدولة ونقول هذا مؤسف ولن يكون لدينا مزيد من التقدم التكنولوجي (...) وإما نفعل ثاني أفضل الأمور ونبني شركات عظيمة"، كما قال.
قضى ألتمان الذي يصف نفسه بأنه "مواطن أمريكي فخور جدا جدا" وقتا أكثر في واشنطن هذا العام، حيث عرض قضيته على الكونجرس وفي البيت الأبيض في سعيه لبناء الثقة وشرح تبعات الذكاء الاصطناعي العام.
قال، "بعد رد الفعل على شات جي بي تي وأخذ الناس الذكاء الاصطناعي العام بجدية، فنحن مدينون لهم بالوقت لإجابة أي تساؤل لديهم".
وافقت أوبن أيه آي وشركات أخرى الأسبوع الماضي على السماح بفحص أنظمتها خارجيا قبل إطلاقها للناس عامة في خطوة قال البيت الأبيض إنها "ستساعد على المضي نحو تطوير سليم وآمن وشفاف للذكاء الاصطناعي".
في وقت مبكر من هذا الشهر، أخبرت لجنة التجارة الفيدرالية أوبن أيه آي بأنها كانت تحقق فيما إذا تضرر الناس من إنشاء شات جي بي تي معلومات خاطئة عنهم، إضافة إلى ما إذا شاركت الشركة في ممارسات "غير عادلة أو مخادعة" للخصوصية وأمن البيانات.
كما واجهت أوبن أيه آي المنظمين في الاتحاد الأوروبي، الذين يصيغون مجموعة من أكثر القواعد شمولية المتوافرة حاليا للتكنولوجيا. في أيار (مايو) من هذا العام، اتضح أن ألتمان أطلق طلقة تحذيرية على بروكسل، مشيرا إلى أن شركته قد تسحب خدماتها من الاتحاد الأوروبي إذا كان التنظيم شديدا للغاية.
"سنحاول الامتثال، لكن إن لم نستطع فسنوقف التشغيل"، كما حذر ألتمان الذي تراجع عن التعليقات لاحقا.
تصادم وورلد كوين أيضا مع منظمي الولايات المتحدة. قررت الشركة عدم إصدار الرموز في الولايات المتحدة أثناء حملة على الأصول الرقمية في الدولة بقيادة هيئة الأوراق المالية والبورصات. اتخذت الهيئة الرئيسة لمراقبة الأسواق المالية في الأشهر الأخيرة إجراءات إنفاذ ضد أكبر الأسماء في عالم العملات المشفرة، بما في ذلك بورصة كوينبيس المدرجة في ناسداك، وباينانس، أكبر بورصة في العالم.
قال ألتمان، "إنه محزن للغاية. سنتبع القانون بالطبع. أتمنى أن يكون هناك وضوح أكبر مع الوقت في الولايات المتحدة وبيئة أكثر ودية، لكن هذا ما سنضطر لفعله في الوقت الراهن".

سمات

الأكثر قراءة