أسواق النفط ترصد إشارات تباطؤ الضغوط التضخمية .. 5 أسابيع من المكاسب
توقع محللون نفطيون استمرار ارتفاع أسعار الخام خلال الأسبوع الجاري بعد خمسة أسابيع من المكاسب المتتالية بفضل تعافي الطلب وتخفيضات الإنتاج من تحالف "أوبك+".
وأوضحوا لـ"الاقتصادية" أن أسعار النفط (خام غرب تكساس الوسيط وخام برنت) وسعت صعودها في ختام الأسبوع الماضي إلى المستويات التي شوهدت آخر مرة في منتصف نيسان (أبريل) الماضي، ومن المتوقع استمرار هذه الوتيرة الصاعدة خلال الأسبوع الجاري.
ولفتوا إلى أن مكاسب النفط لاقت دعما من تراجع الدولار الأمريكي، وفقا للعلاقة العكسية بينهما، إضافة إلى رصد مزيد الإشارات على تباطؤ الضغوط التضخمية، منوهين إلى أن السوق النفطية تترقب في بداية الأسبوع الجاري بعض البيانات الرئيسة من الصين خصوصا مؤشر مديري المشتريات الذي من المتوقع أن يصعد إلى الأعلى، ما قد يعطي أسعار النفط الخام مزيدا من الدعم.
وأكد المحللون تركيز السوق سيكون على اجتماع لجنة مراقبة الإنتاج الوزارية المشتركة في تحالف "أوبك+" مطلع أغسطس لتدارس مستجدات السوق واستعراض أحدث بيانات العرض والطلب والمخزونات النفطية وتقييم سياسات الإنتاج والحصص الحالية لكافة الدول الأعضاء في التحالف.
وفي هذا الإطار، قال لـ"الاقتصادية" روس كينيدي العضو المنتدب لشركة "كيو إتش أيه" لخدمات الطاقة إن النفط الخام أقرب لمواصلة وتيرة المكاسب للأسبوع السادس على التوالي بدعم من تقليص المعروض مقابل نمو الطلب القوي خاصة الطلب الصيفي الموسمي.
ولفت إلى أن السوق النفطية تتابع عن كثب سياسات "أوبك+" خاصة إعلانها الأخير عن تمديد خفض الإنتاج، مع تزايد التكهنات في السوق حول ما إذا كان تحالف "أوبك+" سيقرر الاستمرار في خفض الإنتاج في سبتمبر أم لا؟ بينما يميل خبراء السوق نحو إجراء خفض مستدام آخر.
وتوقع، دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة "تكنيك جروب" الدولية أن تستمر أسعار النفط خاصة الخام الأمريكي في الارتفاع بسبب مزيج المعنويات الحالية الإيجابية والتغييرات الأخيرة في السوق خصوصا تقلص أنشطة الحفر وهي من الأمور الداعمة لصعود النفط الخام بشكل أقوى.
وأضاف "من المثير للاهتمام أن نرى إلى أي مدى يمكن أن يستمر الاتجاه الصعودي لأسعار النفط الخام خاصة مع اكتساب مخاوف النمو العالمي قوة دفع أخيرا، ما دفع الاحتياطي الفيدرالي وبنوك مركزية أخرى إلى رفع أسعار الفائدة لمكافحة التضخم".
أما بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة فيرى أن انخفاض العرض من جانب "أوبك+" والمنتجين الأمريكيين هو أكبر محفز لصعود أسعار النفط خاصة خام برنت، مشيرا إلى أنه رغم ذلك تسعى شركات طاقة دولية إلى تعزيز المعروض النفطي لتهدئة وتيرة مكاسب النفط.
ولفت إلى أن شركتي "إكسون موبيل" و"شيفرون" العملاقتين الأمريكيتين في طريقهما لزيادة الإنتاج من حوض برميان بنسبة 10 في المائة هذا العام أي أكثر من ضعف معدل منافسيهما الأصغر موضحا أن الإدارة الأمريكية تحث الشركات على زيادة الإنتاج لتهدئة أسعار الوقود خاصة في موسم القيادة الصيفي.
بدورها، تقول أرفي ناهار مختصة شؤون النفط والغاز في شركة " أفريكان ليدرشيب " الدولية إن السوق النفطية تتسم حاليا بالمكاسب المتنامية نتيجة التضييق السريع لإمدادات النفط الخام استجابة للحظر المفروض على شحنات جبال الأورال الروسي المنقولة بحرا إلى جانب تقليص إنتاج تحالف "أوبك+" وهو ما أدى إلى الزيادات المستمرة في أسعار البيع الرسمية لكبار منتجي "أوبك".
ولفتت إلى ارتفاع أسعار البنزين بنحو 20 في المائة منذ بداية العام الجاري، مشيرة إلى أن مخزونات البنزين في الولايات المتحدة أصبحت أقل من متوسط الخمسة الأعوام بسبب الفجوة بين معدلات الطلب والإنتاج وأيضا بسبب الانقطاعات غير المخطط لها في مصافي التكرير.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي.. ارتفعت أسعار النفط في ختام التعاملات الأسبوع وسجلت مكاسب للأسبوع الخامس على التوالي وسط تفاؤل بين المستثمرين باستمرار ارتفاع الأسعار بفضل تعافي الطلب وتخفيضات الإمدادات. وزادت الشهية للمخاطرة في الأسواق المالية بصفة عامة بفعل توقعات متزايدة باقتراب بنوك مركزية كبيرة مثل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنك المركزي الأوروبي من إنهاء دورة التشديد النقدي وهو ما عزز التوقعات للنمو العالمي والطلب على الطاقة. وارتفع خاما القياس نحو 5 في المائة، هذا الأسبوع مدعومين بتخفيضات الإمدادات التي أعلنها تحالف "أوبك+" في وقت سابق من الشهر الجاري، ويتجه الخامان لتسجيل مكاسب بنسبة 13 في المائة، خلال الشهر. وارتفع مزيج برنت 75 سنتا إلى 84.99 دولار للبرميل عند الإغلاق الجمعة بينما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 49 سنتا إلى 80.58 دولار للبرميل. وزادت التوقعات بنمو الطلب الخميس بعدما نما الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي في الربع الثاني بمعدل 2.4 في المائة، وهو ما تجاوز التوقعات ويدعم وجهة نظر جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي القائلة بأن الاقتصاد قادر على تحقيق ما يسمى "الهبوط الهادئ". من جانب أخر، ذكر تقرير " بيكر هيوز " الأمريكي الأسبوعي المعني بأنشطة الحفر أن العدد الإجمالي لمنصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة انخفض بمقدار خمسة هذا الأسبوع.
ولفت إلى انخفاض إجمالي عدد الحفارات إلى 664 هذا الأسبوع حتى الآن هذا العام مشيرا إلى خسارة أكثر من 100 منصة حفر نشطة حيث انخفض عدد الحفارات هذا الأسبوع بمقدار 411 منصة مقارنة بعدد الحفارات في بداية 2019 قبل انتشار الوباء.
ونوه إلى انخفاض عدد الحفارات النفطية بواقع واحد هذا الأسبوع إلى 529 بانخفاض 92 حتى الآن في 2023. وانخفض عدد منصات الغاز بمقدار ثلاث إلى 128 بخسارة 28 منصة غاز نشطة منذ بداية العام وقد فقدت الحفارات المتنوعة منصة واحدة هذا الأسبوع الماضي.
وأفاد بارتفاع عدد الحفارات في حوض بيرميان من 1 إلى 17 منصة أقل من الفترة نفسها من العام الماضي وقد انخفض عدد الحفارات في إيجل فورد بمقدار 2 وهو الآن أقل بـ17 من هذا الوقت من العام الماضي.
وأبرز التقرير انخفاض مستويات إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة بمقدار 100 ألف برميل يوميا إلى 12.2 مليون برميل يوميا في الأسبوع المنتهي في 21 تموز (يوليو) - وفقا لآخر تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأسبوعية – وذلك على قدم المساواة مع مستويات الإنتاج في بداية العام كما ارتفعت مستويات الإنتاج في الولايات المتحدة الآن 100 ألف برميل يوميا مقارنة بالعام الماضي.