«نجم» وحدها لا تكفي ..!

تعاقدت إدارة مرور الرياض مع شركة «نجم» لمساعدتها في مباشرة الحوادث المرورية، وبخطوة منها بتخصيص قطاع في إدارة المرور يتم توليه من قبل القطاع الخاص، ففي مطلع العام الحالي باشرت الشركة متابعة الحوادث المرورية التي تقع في أحياء وشوارع الرياض. ورغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الشركة، إلا أن المطالب ما زالت تتواصل بتوسيع نطاق الصلاحيات الممنوحة للشركة، والتي تشترط لمباشرة الحوادث حمل أحد الطرفين وثيقة تأمين سارية المفعول، وعدم وجود إصابات في الموقع، ما يعني أن الحوادث التي تخلو من هذين الشرطين سيتحتم عليها اللجوء إلى دوريات المرور والتي تتكبد هي الأخرى معاناة معاينة الكثير من الحوادث اليومية في العاصمة.
«الاقتصادية» كان لها جولة مع شركة «نجم»، وقفت خلالها على كيفية سير أعمالها في شوارع الرياض.
بدأت الجولة في منتصف اليوم وتحديدا عند الساعة 6 مساء وكانت برفقة عبد الملك أبا الخيل محقق الحوادث، والذي بدوره شرح كيفية العمل بقوله «شركة نجم لا تباشر جميع الحوادث التي تقع في مدينة الرياض، بل الحوادث التي يكون طرفاها أو أحدهما يحمل وثيقة تأمين سارية المفعول، إضافة إلى الحوادث التي تقتصر تلفياتها على المركبات دونما حدوث إصابات، ويضيف «هناك كم هائل من الحوادث تتم استقبالها يوميا وعلى مدار الساعة، وتكون آلية العمل بأن يتم توجيه محقق الحوادث من غرفة التحكم المركزية إلى مكان الحادث محملا بالعنوان، وذلك بعد أن يتم التأكد من وجود وثائق تأمين سارية المفعول، بعد ذلك يتم كتابة تقرير عن الحادث ومن ثم يتم إعطاء المواطن ورقة لمراجعة المرور لاستخراج ورقة إصلاح، إضافة إلى ورقة مراجعة لشركة التأمين الخاصة بالمتضرر، وتقوم الشركة بدورها بإيصال جميع المستندات المطلوبة للحادث لشركة التأمين، ويعطى موعدا لمراجعة شركة التأمين من أجل تقدير حجم التلفيات وتعويضه». وعن كيفية التحقيق في الحادث يقول أبا الخيل «في البداية تتم معاينة الموقع، ومعاينة مكان التلفيات في المركبات، ويتم تصوير الأجزاء المتضررة من المركبة وأخذ الأوراق الثبوتية لقائد المركبة، ويتم إرفاق ذلك مع تقرير الحادث إلى شركات التأمين».

#2#

في الوقت نفسه أوضح المواطن أحمد العتيبي الذي كان طرفا في أحد الحوادث التي باشرتها «نجم» خلال الجولة، أن وجود شركة متخصصة في الحوادث تساند إدارة المرور هو مطلب ضروري، ووذلك نظرا للحجم الكبير والأعداد الكثيرة للحوادث في مدينة الرياض، والذي لا يمكن تغطيته من قبل إدارة المرور وحدها، حيث إن تحمل إدارة المرور ذلك بشكل منفرد يتسبب عادة في تكبد الأطراف مشقة الانتظار لساعات عدة، تصل أحيانا إلى أربع ساعات، إضافة إلى مراجعة إدارة المرور لإكمال ما تبقى من المستندات، ناهيك عن مراجعة شركة التأمين بعد ذلك. وكل هذا يستغرق وقتا طويلا من قبل المواطن، ووجود مثل هذه الشركات يقلل من كمية العناء التي يتكبدها قائدو المركبات بمراجعة إدارة المرور وشركات التأمين.
في موقع آخر من مدينة الرياض كان للمواطن عبد الرحمن الشعلان رأي آخر بقوله «لا شك أن الشركات المتخصصة في الحوادث تقلل ساعات الانتظار سواء كان في موقع الحادث أم في مراجعة المرور، ولكن الأمر سيكون أفضل حالا فيما لو تم إعطاء الشركة بعضا من الصلاحيات، وأن يتم تقدير الحوادث في الموقع نفسه من قبل المحقق، فحتى يومنا هذا ما زال على المواطن أن يذهب لتقدير نسبة تلفيات سيارته وذلك طبعا بعد مراجعته شركة التأمين، وهذا من الممكن توفيره في موقع الحادث نفسه مثلما هو معمول به في كثير من الدول. ويقول الشعلان «هذه الإجراءات التي يتحملها المواطن في متابعة حادثه يجب أن يكون لشركة التأمين جزء منها، وأن تكون ضمن قائمة الخدمات التي تقدمها شركة التأمين لعملائها».
«الاقتصادية» توجهت بالسؤال إلى العقيد عبد العزيز البوحيمد نائب مدير إدارة مرور الرياض عن الفائدة من وجود مثل هذه الشركات وتغطيتها للحوادث وأهميته، والذي قال «بلا شك أن وجود شركة «نجم» في متابعة حوادث مدينة الرياض ساعد في جزء كبير من مهام المرور، فإدارة المرور لا تتابع الحوادث فقط بل هي مسؤولة عن تنظيم حركة السير أيضا، ووجود هذه الشركة يجعل التركيز أكبر على تنظيم حركة السير داخل طرق مدينة الرياض، ويقول البوحيمد «بداية شركة نجم مع مطلع العام الجاري في مدينة الرياض كانت بداية تدريجية، فهي تغطي ما نسبته 60 في المائة من مدينة الرياض، لكنها في طريقها لتغطية ما تبقى من المدينة»، وعن محدودية الحوادث التي تتابعها شركة نجم يقول البوحيمد «يقتصر عملها على الحوادث التي لا تكون فيها إصابات أو حوادث جنائية، فمثل هذه الحوادث يجب التنسيق مع بعض القطاعات كالهلال الأحمر والدفاع المدني في وقت وقوع الحادث. واختتم البوحيمد حديثه لـ «الاقتصادية» بقوله «إدارة المرور ذللت جميع الصعاب لعمل هذه الشركة، فبالتأكيد إن المواطن مستفيد من وجود مثل هذه الشركة، والتي تعمل تحت إشراف إدارة المرور مباشرة».
يذكر أن شركة «نجم» بدأت العمل أولا في مدينة الخبر قبل عام تقريبا، إلا أن الشركة المساهمة المغلقة والتي تم تأسيسها من قبل شركات التأمين المعتمدة في المملكة، بدأت في مباشرة الحوادث في مدينة الرياض مطلع العام الميلادي الجاري.