خطط التعامل مع الكوارث
عاش أهل المغرب وليبيا أسبوعا مؤلما فقدوا فيه الأحبة وتلاشت البنى التحتية وانتهت حياة كثيرين بموت أو غرق أو فقدان.
هذه المأساة التي تمر بكثير من دول العالم تعيدنا إلى التفكير المستنير حيال البقاء على أهبة الاستعداد لما يمكن أن يأتي من أمر الله. وإن الإنسان مهما بلغت قوته وقدرته لا يساوي شيئا أمام قدر الله.
فإن كانت الدولتان فقدتا كثيرا بسبب الزلزال والإعصار، فهما يمثلان واقع أغلب دول العالم، فالولايات المتحدة في إعصار كاترينا الشهير فقدت الآلاف وبقي عشرات الآلاف دون مأوى لأعوام، بل إن كثيرين هربوا من المناطق المحاذية لخليج المكسيك نحو الداخل وانتهى بهم الأمر هناك بشكل دائم.
أقول هذا لئلا نبقى في خانة جلد الذات وتوزيع الاتهامات التي أراها كل يوم في قنوات الأخبار التي تنقل المأساة.
صحيح أن البنى التحتية غير مؤهلة لمواجهة هكذا كارثة طبيعية، وأن الأعداد مرتفعة بشكل غير مسبوق وقد تكون أعلى مما يمكن أن يحدث في دول متقدمة في مجال البنى التحتية. كل هذا أتفق معه، لكننا بصدد مواجهة النتائج اليوم، لا توجيه أصابع الاتهام، وإنما المناسب هو التفاعل والترحيب بكل من يريد أن يشارك في مواجهة تلك الأزمة المؤلمة.
أغلب دول العالم تفاعلت والمملكة في مقدمتها بتسيير جسر جوي يقدم الدعم والمواد الغذائية والعلاجية واحتياجات الملاجئ والمساكن والأسر، وهناك محاولات مستمرة لخفض ما يمكن أن ينتج عن هذه المصائب.
يعيدني هذا الأمر إلى إدارة الكوارث وأهمية خطط الكوارث التي يجب أن تكون معدة وجاهزة وتم اختبارها مرات ومرات قبل حدوث المصيبة التي نواجهها اليوم.
الخطط السليمة ستقدم النتائج الأفضل بالإمكانات المتوافرة، ولعل من المهم أن نتذكر أن كثيرا من الجمعيات الخيرية للمغتربين في أوروبا أثارت الجدل حيال تشكيكها في بعض عمليات التوزيع التي تتم في المناطق المتضررة، وهذا من الأمور التي يجب أن تكون ضمن برنامج التعامل مع الكوارث والخطط التي ذكرناها هنا. فليس أسوأ ممن يأتي في وقت كهذا ليسلب المصابين والأسر المكلومة ما يعينها على مواجهة الكارثة ويبقي أفرادها على قيد الحياة، ويؤويهم. فإن لم يكن هناك تأهيل للجمعيات والكيانات المستقبلة من قبل الحكومات فليبدأ فورا ولتتم متابعة كل ما يصل وإلى أين يتجه.