وزير الطاقة: لا نستهدف الأسعار بل الحد من التقلبات .. سلوك «أوبك +» كالبنوك المركزية
أكد الأمير عبدالعزيز بن سلمان، وزير الطاقة، أنه على أسواق الطاقة العالمية التركيز على أمن الطاقة، لأنه الركيزة الأولى لاستدامتها.
وأضاف وزير الطاقة، خلال مشاركته في جلسة حوارية ضمن مؤتمر البترول العالمي، بعنوان "إمداد العالم بالطاقة بطريقة مسؤولة" في كالغاري بكندا، أن "سلوك (أوبك+) لا يختلف عن بنك مركزي ومجموعة من البنوك المركزية.. لا نستهدف الأسعار، بل الحد من تقلباتها".
وأوضح الأمير عبدالعزيز بن سلمان، أن العالم سيمضي من أزمة طاقة لأخرى إذا لم يتم التخطيط الجيد لسلاسل الإمدادات.
في سياق متصل، دعا المهندس أمين الناصر رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، إلى اتخاذ إجراءات من أجل تفادي أزمة طاقة أكثر خطورة، وتجنب حدوث فجوة فيما يتعلق بتحولات الطاقة بين شمال العالم وجنوبه.
وخلال كلمة ألقاها في المؤتمر، سلط الضوء على الحاجة إلى خطة عالمية للتحول نحو الطاقة النظيفة تتسم بالواقعية والتوازن وتنوع مصادر الطاقة التي تشتمل عليها، بحيث لا تنحاز لمصادر على حساب مصادر أخرى، وأن تكون الخطة قادرة على استيعاب سرعات التنفيذ المختلفة للدول، حسب إمكاناتها وأوضاعها الاقتصادية.
وشدد الناصر، أيضا على أن خطط تحول الطاقة ينبغي أن تراعي العواقب المحتملة في حال تم تجاهل القضايا المتعلقة بأمن الطاقة، والقدرة على إتاحة الطاقة بتكاليف معقولة، مرحبا في الوقت نفسه بإقرار قادة العالم بأن التخطيط لمرحلة التحول يتطلب حلولا واقعية.
وفيما يتعلق بخطر حدوث فجوة عالمية في مجال الطاقة، قال الناصر: "في حين يركز كثيرون في دول شمال العالم التي تتمتع بمعايير عالية في جودة الحياة على الاستدامة البيئية، فإن الأولوية بالنسبة لكثيرين في جنوب العالم هي تأمين لقمة العيش والبقاء. وهو ما يصعب الموقف ويجعل اتساع الفجوة نتيجة حتمية لذلك".
واستعرض الناصر، الأخطار المتعلقة بالتخلص التدريجي من الطاقة التقليدية قبل الأوان، وقال: "إن أوجه القصور في خطط التحول الراهنة تسبب ارتباكا جماعيا للصناعات التي تنتج أو تعتمد على الطاقة، الأمر الذي يجعل المستقبل بالنسبة للمستثمرين غامضا، ما يؤدي إلى زيادة خطر حدوث خلل حاد في توازن العرض والطلب في مجال الطاقة التقليدية، وبالتالي زيادة أزمة الطاقة، التي لن تؤثر سلبا فقط في الاستثمارات، بل ستحد من ازدهار وتقدم الدول والشعوب".
وحول حجم التحديات، أضاف الناصر: "نحن نتحدث اليوم عن تحول كامل للاقتصاد العالمي بقيمة تصل إلى 100 تريليون دولار، ومن المرجح أن يتضاعف هذا الرقم بحلول عام 2050 نتيجة لزيادة عدد مستهلكي الطاقة بنحو ملياري مستهلك. وهذا باختصار، يستدعي تغييرا شاملا لأسلوب حياتنا الذي يعتمد على الطاقة، وذلك في أقل من 30 عاما".