مجموعة العشرين وطرق عملها

مجموعة العشرين وطرق عملها

تأسست مجموعة العشرين (جي20) في 1999 بعد الأزمة المالية الآسيوية كمنتدى لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمناقشة القضايا الاقتصادية والمالية العالمية.
مع تزايد مكانة مجموعة العشرين بعد القمة الافتتاحية لقادتها في 2008، أعلن قادة المجموعة في 25 سبتمبر 2009 أن المجموعة ستحل محل مجموعة الثماني باعتبارها المجلس الاقتصادي الرئيس للدول الغنية.

أين تعقد القمة؟
تعقد قمة مجموعة العشرين سنويا، تحت قيادة رئاسة دورية. وركزت مجموعة العشرين في البداية إلى حد كبير على قضايا الاقتصاد الكلي الواسعة، لكنها وسعت جدول أعمالها منذ ذلك الحين ليشمل التجارة وتغير المناخ والتنمية المستدامة والصحة والزراعة والطاقة والبيئة وتغير المناخ ومكافحة الفساد.

أعضاء مجموعة العشرين
اعتبارا من 2021، هناك 20 عضوا في المجموعة: الأرجنتين، أستراليا، البرازيل، كندا، الصين، الاتحاد الأوروبي، فرنسا، ألمانيا، الهند، إندونيسيا، إيطاليا، اليابان، المكسيك، روسيا، السعودية، جنوب إفريقيا، كوريا الجنوبية، تركيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.
إضافة إلى ذلك، يشمل ضيوف مجموعة العشرين كل عام إسبانيا؛ رئيس الاسيان؛ دولتان أفريقيتان (رئيس الاتحاد الإفريقي وممثل الشراكة الجديدة من أجل تنمية إفريقيا (نيباد) ودولة (أحيانا أكثر من دولة) مدعوة من قبل الرئاسة، وعادة ما تكون من منطقتها.

كيف تعمل المجموعة
تقود رئاسة مجموعة العشرين جدول أعمال مجموعة العشرين لمدة عام واحد وتستضيف القمة. وتتكون المجموعة من مسارين متوازيين: مسار التمويل ومسار شيربا. يقود وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية مسار المالية بينما يقود الشيربا مسار شيربا.

ما المقصود بـ"شيربا"
شيربا هو مبعوث دبلوماسي يمثل حكومته في التحضير للمفاوضات والاتفاقيات الرئيسة قبل انعقاد القمم الدولية، ويظهر بالتحديد في قمة مجموعة العشرين وقمة الدول الصناعية السبع والمؤتمرات التي تنعقد بمشاركة رؤساء الدول، بهدف توفير الوقت والتمهيد للمفاوضات بين رؤساء الدول في القمة المنعقدة، وتقتصر مهامه على التفاوض والتحضير وليس له أي صلاحية في اتخاذ القرارات النهائية بشأن الاتفاقيات. تم استعمال مصطلح "شيربا" رسميا في 2005 عندما تم إطلاق مصطلح "شيربا المجموعة الفرعية" رسميا على الفريق الرفيع المستوى المعني بالقدرة التنافسية لصناعة المواد الكيميائية في الاتحاد الأوروبي.

عمل "شيربا" في جي20
ييتم تنسيق عملية مجموعة العشرين من جانب الشيربا الدولة المستضيفة للقمة وشيربا من الدول الأعضاء، وهم مبعوثون شخصيون للقادة. ويقود مسار المالية وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية في البلدان الأعضاء. وضمن المسارين، هناك مجموعات عمل ذات توجه موضوعي يشارك فيها ممثلون من الوزارات ذات الصلة للأعضاء وكذلك من الدول المدعوة / الضيفة ومختلف المنظمات الدولية.
وفي العادة تقود وزارة المالية مسار التمويل بشكل رئيس، وتجتمع مجموعات العمل هذه بانتظام طوال مدة كل رئاسة. يشرف الشيربا على المفاوضات على مدار العام، ويناقشون بنود جدول أعمال القمة وينسقون العمل الجوهري لمجموعة العشرين. وتقود وزارة المالية المسار المالي أساسا. وتجتمع هذه الأفرقة العاملة بانتظام طوال فترة كل رئاسة.
يشرف الشيربا على المفاوضات على مدار العام، ويناقشون بنود جدول أعمال القمة وينسقون العمل الموضوعي لمجموعة العشرين.
إضافة إلى ذلك، هناك مجموعات المشاركة التي تجمع بين المجتمعات المدنية والبرلمانيين ومراكز الفكر والنساء والشباب والعمل والشركات والباحثين في دول جي20.

مشاركات السعودية
سجل دخول المملكة عضوا في أكبر مجموعة اقتصادية في العالم اعترافا بأهمية الاقتصاد السعودي ليس في الوقت الحاضر فقط، إنما في المستقبل أيضا، وتعطي العضوية في هذه المجموعة للمملكة قوة ونفوذا سياسيا واقتصاديا ومعنويا كبيرا يجعلها طرفا مؤثرا في صنع السياسات الاقتصادية العالمية التي تؤثر في اقتصاد المملكة واقتصادات دول المنطقة.
 وبدأت قمة العشرين أول اجتماعاتها في العاصمة الأمريكية واشنطن في شهر نوفمبر من 2008 بمشاركة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
 وصدر عن اجتماع القمة بيان (قمة الأسواق المالية والاقتصاد العالمي) أعرب فيه القادة عن التصميم على تعزيز التعاون والعمل معا لتحقيق الإصلاحات التي يحتاج إليها النظام المالي العالمي.
 وأشار البيان إلى أن دول المجموعة اتخذت خلال الشهرين الماضيين إجراءات عاجلة واستثنائية لدعم الاقتصاد العالمي واستقرار الأسواق المالية وأنه يجب أن تستمر هذه الجهود، كما يجب وضع أساس للإصلاح لضمان عدم تكرار حدوث أزمة مالية مثل هذه مرة أخرى.
 وجاء في البيان أن قادة مجموعة العشرين متنبهون لتأثير الأزمة المالية الراهنة على الدول النامية وخاصة الدول الأكثر تعرضا لها ويؤكدون أهمية أهداف الألفية للتنمية والالتزام بمساعدات التنمية للدول النامية.
 كما تضمن البيان خطة عمل لتنفيذ ما اتفق عليه قادة مجموعة العشرين وتعزيز الإجراءات الرقابية وإجراءات إدارة المخاطر وترقية النزاهة والشفافية في الأسواق المالية وتعزيز التعاون الدولي في هذه المجالات إلى جانب وضع إصلاحات جديدة لتعزيز أداء المؤسسات المالية الدولية.
 وفي شهر أبريل من 2009 شهد مركز إكسل الدولي شرق العاصمة البريطانية لندن اجتماع قادة دول العشرين الذين ناقشوا عددا من المقترحات والإجراءات التي تهدف إلى إنعاش الاقتصاد العالمي وتحسين مسار الاقتصاديات الدولية وتخفيض حدة الركود والانكماش الاقتصاديين وتنشيط عمليات الإقراض لتوفير المصادر المالية للأفراد والعائلات والشركات ودعم مسيرة الاستثمار المستقبلي علاوة على إصلاح الفجوات في المؤسسات الدولية ومناقشة مقترح إنشاء نظام دولي للإنذار المبكر بشأن الوضع الاقتصادي والمالي الدولي.
 ورأس خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وفد السعودية في القمة، وناب عنه في الجلسة الافتتاحية الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية.
 وأقر ملوك ورؤساء حكومات عشرين دولة مهمة في العالم إنشاء مجلس للاستقرار المالي العالمي مع آليات تعزز مهمته في التعاون البناء مع صندوق النقد الدولي لتوفير آلية للإنذار المبكر حول المخاطر الاقتصادية والمالية مع توفير آليات للتصدي لمثل هذه المخاطر.
 وأكد بيان ختامي لقادة الدول المتقدمة والاقتصادات الناشئة المنضوية تحت لواء مجموعة العشرين أهمية اتخاذ إجراءات لإعادة تشكيل الأجهزة المالية التنظيمية حتى تتمكن السلطات المعنية من تحديد ماهية المخاطر المالية والاقتصادية في الوقت المناسب.
 وبمشاركة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عقد قادة دول مجموعة العشرين قمتهم الاقتصادية في مدينة تورنتو الكندية خلال شهر يونيو من 2010.
 وفي القمة التي عقدت في مدينة لوس كابوس في المكسيك في 2012، رأس وفد المملكة وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف نيابة عن خادم الحرمين الشريفين، واستعرض القادة مستجدات الاقتصاد العالمي، وإطار النمو القوي والمتوازن والمستدام، وتعزيز البنية المالية الدولية، والنظام المالي العالمي، وتعزيز الحوكمة المالية العالمية.
 ورأس الدكتور العساف أيضا وفد المملكة إلى قمة روسيا التي أقيمت في مدينة سانت بطرسبرغ خلال شهر سبتمبر من 2013 حيث بحثت القمة مستجدات الاقتصاد العالمي، وإطار النمو القوي والمتوازن والمستدام، وتقوية المصادر المالية العالمية.
 وبحث القادة خلال القمة موضوعات تتصل بالبيئة والأمن الغذائي العالمي، ودور التجارة بوصفها مصدر لإيجاد الوظائف، وتجنب سياسات الحمائية.
وعقدت القمة التالية في مدينة برزبين الأسترالية بمشاركة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
 وأكد خادم الحرمين الشريفين رئيس وفد المملكة في قمة مجموعة العشرين حرص المملكة على تعزيز دورها الفاعل في مجموعة العشرين المنتدى الرئيس للتعاون الاقتصادي بين دول المجموعة التي تمثل أكبر عشرين اقتصادا في العالم، واهتمام المملكة بما يطرح في إطارها من قضايا حرصا منها على نمو الاقتصاد العالمي واستقراره وبما يحقق مصالح الجميع.
 وشهدت مدينة أنطاليا التركية يومي الـ 15 والـ 16 من شهر نوفمبر 2015 انعقاد القمة على مستوى القادة، بمشاركة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله -، الذي أكد في كلمته أمام القمة ضرورة مضاعفة المجتمع الدولي لجهودهِ لاجتثاث آفة الإرهاب الخطيرة ولتخليص العالم من شرورها التي تهدد السلم والأمن العالميين.
وفي اليوم الرابع من شهر سبتمبر 2016 بدأت قمة قادة دول مجموعة العشرين أعمالها في مدينة هانغجو في الصين.
 ورأس وفد المملكة في القمة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.
 وخلال قمة قادة مجموعة العشرين (G20) التي استضافتها مدينة هامبورغ شمالي ألمانيا 2017، تحت عنوان "نحو بناء عالم متواصل"، أكدت السعودية أن الإرهاب لا دين له وهو جريمة تستهدف العالم أجمع لا تفرق بين الأديان والأعراق، وأنها تدين الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره إدانة مستمرة وقاطعة أيا كان مرتكبوه وحيثما ارتكبوه كونه من أشد الأخطار التي تهدد السلم والأمن العالمين.
 وناقشت قمة مجموعة العشرين، التي استضافتها العاصمة الأرجنتينية بيونس أيريس في 30 نوفمبر 2018، العديد من الموضوعات الاقتصادية المهمة المطروحة على جدول أعمال القمة، من أهمها جلسة أولى ناقشت مباحثات بشأن الاقتصاديات الرائدة الدولية المطروحة والاستقرار المالي العالمي والتنمية المستدامة.
 ورأس الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، في 28 يونيو 2019 وفد المملكة المشارك في أعمال قمة قادة دول مجموعة العشرين في مدينة أوساكا اليابانية.
 وألقى ولي العهد كلمة في الجلسة الختامية للقمة (الرابعة عشرة لمجموعة العشرين) أشاد فيها ببرنامج عمل مجموعة العشرين خلال الرئاسة اليابانية، وتركيزها على بناء مستقبل اقتصادي يتمحور حول الإنسان، ومواجهة التحديات الديموغرافية والتقنية، مؤكدا أن المملكة ستواصل دعمها للرئاسة اليابانية لتنفيذ برنامج العمل خلال بقية العام.
 وفي 26 مارس 2020 عقدت برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز القمة الاستثنائية الافتراضية، لقمة العشرين، وناقشت سبل المضي قدما في تنسيق الجهود العالمية لمكافحة جائحة كورونا، والحد من تأثيرها الإنساني والاقتصادي.

سمات

الأكثر قراءة