أقدم المصورين.. 150 ألف صورة في 44 عاما
44 عاما قضاها أقدم مصور فوتوغرافي في تصوير جميع المناسبات سواء الرسمية أو العادية، متنقلا بين مناطق المملكة المختلفة لالتقاط أجمل الصور خصوصا في زيارات واحتفالات ملوك ومسؤولي الدولة، حتى استطاع أن يضم لأرشيفه الخاص بالصور أكثر من 150 ألف صورة متنوعة ما بين رؤساء المملكة وزعماء الدول الأخرى، إلى جانب عدد من مسؤولي المملكة.
ويأتي تنقل أقدم مصور في جميع مدن المملكة بسبب عدم وجود مصورين يساندونه في تغطية تلك المناسبات في صحيفته حينذاك، كما أن عدم وجود التقنية الحديثة «الإنترنت» كان له دور كبير في تنقلاته الكثيرة، حتى استطاع أن ينشئ قسم التصوير»الاستديو» في صحيفته التي يعمل فيها بمفرده إلى أن وصلت لعدد كبير من المصورين.
ويروي فتحي كالي البالغ من العمر 65 عاما الذي يعمل في إحدى الصحف المحلية بدايته، بقوله: «بدأت منذ قرابة 44 عاما في مجال التصوير في المملكة بعد أن قدمت من فلسطين، وعملت في أحد المحال الخاصة بالتصوير في محافظة جدة لخمسة أعوام، وبعد تلك الفترة أتت الفرصة أن أعمل في إحدى الصحف المحلية في مدينة الرياض قبل 39 عاما وكان ذلك في عهد الملك سعود ـ رحمه الله «، مبينا أنه كان يتقاضا مرتبا شهريا قدره 300 ريال، مشيرا إلى أنه بدأ وحيدا في تلك الصحيفة حتى استطاع أن ينشئ قسما خاصا بالتصوير ويديره بنفسه فترة طويلة، أما الآن فيضم قسم التصوير عددا هائلا من المصورين السعوديين البارعين في التصوير، مشيرا إلى أنه عمل خلال تلك الفترة تحت أربعة رؤساء تحرير.
ويضيف كالي «قمت بتصوير عديد من المناسبات الرسمية في عهد خمسة ملوك بدءا من الملك سعود - رحمه الله - واستطعت أن أصور تلك المناسبات التي يفتتحها ملوك المملكة في جميع المناطق»، مضيفا «عدم وجود وسيلة تسهل عملية إرسال الصور من مواقع الاحتفالات والمناسبات كانت سببا في تنقلاتي الكثيرة في جميع مدن المملكة»، مبينا أنه بعد الانتهاء من التصوير يتم إرسال الصور عن طريق الطيران أو الانتظار حتى وصوله إلى الرياض الذي ربما يستغرق يوما أو أكثر.
وعن الكاميرات المستخدمة سابقا، أوضح فتحي كالي أن الكاميرات المستخدمة في التصوير تسمى «رول فلكس» وكانت تقتصر على اللونين الأبيض والأسود، حيث لم يكن هناك كاميرات ملونة في تلك الحقبة الزمنية، موضحا أنه يتم تحميض الصور ومن ثم تسليمها لمدير التحرير لاختيار أفضل الصور ووضعها في العدد.
ويشير كالي إلى أنه كان يقوم بتغطية عديد من المناسبات في اليوم، حيث إنه يقوم بتصوير مناسبات في الصباح وإذا صادف في فترة المساء مناسبة أو مباراة يتم تغطيتها وتصويرها، كل ذلك كان يعمله بمفرده ودون مساندة، مشيرا إلى أنه في اليوم ربما يصل عدد المناسبات إلى ثلاث مناسبات، موضحا أنه صور أكثر من 150 ألف لقطة وصورة متنوعة وتاريخية.