بحضور ولي العهد .. مبادرة مستقبل الاستثمار تشخص أبعاد العالم الجديد
بحضور الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، انطلقت أعمال الدورة السابعة لمبادرة مستقبل الاستثمار، بمشاركة 6000 شخصية من 90 دولة و500 متحدث، بينهم قادة العالم وكبرى الشركات الصناعية والمستثمرون والمبتكرون وصانعو السياسات، لبحث التحديات العالمية التي يواجهها العالم في مجالات المناخ والاقتصاد والتكنولوجيا.
ووصل ولي العهد وبرفقته رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول، حيث شهد الجلسة الحوارية الخاصة للرئيس الكوري في المنتدى.
وخلال الجلسة، قال رئيس كوريا الجنوبية، يون سيوك يول: إن رؤية السعودية ليست فقط للصناعات المتقدمة والتصنيع والجوانب الثقافية والقطاع الخاص، وإنما هي رؤية تحول وطني.
وقال إنه "بفضل زيارة ولي العهد إلى كوريا الجنوبية في عام 2022 فإن المملكة أعلنت التعاون الاقتصادي مع كوريا بقيمة 29 مليار دولار في مجالات الطاقة والدفاع وإنشاءات البنى التحتية".
وأكد أن كوريا تقود الصناعات المتقدمة من خلال الابتكارات، حيث 20 في المائة أو أكثر من أشباه الموصلات والبطاريات القابلة للشحن والهواتف الذكية تصنعها شركات كورية، وتعد أحد أكبر سبعة مراكز للطاقة عالميا وتمتلك الخبرات لبناء محطات الطاقة النووية، مضيفا: "زيارتي للمملكة فرصة رائعة لتوسيع أفق التعاون وتقوية العلاقات للتقدم المشترك".
وفي بداية المؤتمر، أوضح ريتشارد آتياس الرئيس التنفيذي لمؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار أن مستقبل القيم الإنسانية هو موضوع ذو أهمية عميقة، ولا سيما أن العالم يقف على أعتاب عصر جديد.
وقال: "إن العالم اليوم يتطور بوتيرة غير مسبوقة، ومعه تتطور القيم ذاتها التي وجهت مجتمعاتنا لعدة قرون"، مفيدا أن التحديات التي يواجهها الكوكب فيما يخص التغير المناخي والأزمات الصحية العالمية والصراعات تتطلب روحا جماعية من التعاطف لإيجاد حلول تعود بالنفع على الجميع".
وأضاف آتياس: "من المهم أن يسعى الجميع للإسهام في مجتمعات تحتضن التنوع بجميع أشكاله، مع العمل على الإمكانات الكاملة للإبداع والابتكار البشري، نحو الوصول إلى الشمولية والتسامح"، مؤكدا أهمية السعي وراء المعرفة والتعليم التي تشكل المستقبل في عصر التقدم التكنولوجي السريع، وتعزيز ثقافة تشجع الفضول والتفكير النقدي والسلام.
وبين أن العالم اليوم يجب عليه العمل بوتيرة متسارعة ولا سيما فيما يتعلق بالتكنولوجيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والهندسة الوراثية، مع ضرورة إنشاء أطر أخلاقية قوية تحمي حقوق الإنسان والخصوصية والكرامة، التي ستضمن قيم الشفافية وتسخير هذه التكنلوجيا لمصلحة الجميع.
وأفاد آتياس، بأن مستقبل القيم الإنسانية يحتضن التعاطف والشمول والتسامح والمعرفة والأخلاق والسلام، منوها بأهمية إدراك المسؤوليات المشتركة في رعاية الكوكب، داعيا الجميع إلى التمسك بهذه القيم كونها البوصلة التي توجه نحو مستقبل أكثر إشراقا وإنصافا واستدامة للجميع للتأثير على البشرية، وهذا ما تسعى إلى تحقيقه مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار.
من جانبه، أكد ياسر الرميان محافظ صندوق الاستثمارات العامة رئيس مجلس إدارة مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار خلال كلمته في افتتاح المبادرة، أن الواقع يعكس أهمية موضوع مبادرة مستقبل الاستثمار "البوصلة الجديدة"، منوها بالتفاعلية لتطوير استراتيجية جديدة لفهم أكبر التحديات في هذا العصر، وكذلك المستقبل الذي يعتمد على أمل الإنسانية.
وبين أن النسخة السابقة لمبادرة مستقبل الاستثمار ركزت على احتياجات ومتطلبات الأفراد في مختلف التنوعات الديموغرافية، مفيدا أن النسخة الحالية تتحدث عن مستقبل الاستثمار وأهم أولوياتنا.
وتطرق الرميان إلى الظروف التي يشهدها العالم والجهود التي يبذلها الجميع في تحفيز مستقبل الاستثمار وتحفيز الاقتصادات والمجتمعات لإيجاد نظام عالمي مستقر ومستدام.
وقال الرميان: "إن المصارف المركزية وضعت سياسات رصد ومراقبة للحد من التضخم العالمي، والحكومات وشركات القطاع الخاص في جميع أنحاء العالم تتأقلم مع هذا الواقع الجديد"، مفيدا أن الشركات لا يمكنها تحمل النفقات والمصاريف نفسها التي تحملتها في الماضي، منوها بأهمية وضع أولويات للشركات في التركيز على الابتكار والتقنيات.
ولفت إلى التطورات الهائلة التي تشهدها قطاعات التقنية في فترة وجيزة، وأهم هذه القوى (الذكاء الاصطناعي) الذي قد يزيد الناتج العالمي بنسبة 14 في المائة وله القدرة على إيجاد مجتمعات أكثر شمولية ونموذج مستدام للتنمية، مبينا أهمية التعاون الدولي لتقديم التشريعات، وتطوير الصناعات الحيوية مثل الصحة والسياحة والتصنيع والطاقة المتجددة وأمن العامة.
وأفاد بأن الذكاء الاصطناعي يؤثر في التجارة العالمية بطرق متعددة، متوقعا أن 70 في المائة من الشركات ستتعامل على الأقل مع نوع واحد من تقنية الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030. وقال: "عديد سيستفيدون من الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية إذا لم يكن الأمر الآن، وكقادة للأعمال التجارية لا بد أن نكون على درجة من العملية، وأيضا مع تنامي الذكاء الاصطناعي يزداد استهلاكنا للطاقة، حيث إن القدرات المحوسبة التي نحتاجها لتعلم الآلات والذكاء الاصطناعي ضخمة وهائلة وفي تزايد مستمر، فعلى سبيل المثال، الاستهلاك اليومي للطاقة لدعم برنامج شات جي بي تي، يقدر بـ564 ميجاواط في الساعة وهذا مطابق للطاقة المستهلكة من 26 ألف منزل أمريكي في العام".
وتطرق إلى فائدة استخدام الذكاء الاصطناعي ودوره في تمكين التحول في الطاقة مع موارد متاحة مثل المشاريع التي تقوم بها أرامكو، ومنها دعم التحول في الطاقة مثل تطوير أنواع جديدة من الوقود الذي تسهم في تقليل الانبعاثات في المحركات بأكثر من 70 في المائة مقارنة بالوقود التقليدي.
وعبر عن فخره بأن المملكة تقود حراكا لإيجاد حلول في تقليل الانبعاثات لمواجهة أكبر التحديات في العالم، مشيدا بمتانة الاقتصاد السعودي الذي شهد تناميا بلغ 8.7 في المائة في الناتج الإجمالي المحلي في العام 2022 وهو الأعلى بين دول مجموعة العشرين.
وأفاد بأن صندوق الاستثمارات العامة يشهد عهدا جديدا من النمو الاقتصادي والفرص الاقتصادية وفق رؤية السعودية 2030، فقد ركز على 13 قطاعا لتحقيق التعددية وفرص جديدة، وأوجد 90 شركة جديدة في محفظته الاستثمارية، وأكثر من 560 ألف وظيفة، بهدف تحقيق الأثر الإيجابي محليا وعالميا.