«أويل برايس»: إمدادات النفط العالمية تتقلص رغم الإنتاج القياسي للصخري

«أويل برايس»: إمدادات النفط العالمية تتقلص رغم الإنتاج القياسي للصخري
«أويل برايس»: إمدادات النفط العالمية تتقلص رغم الإنتاج القياسي للصخري

أدت مخاوف المستثمرين من اتساع نطاق الصراع في الشرق الأوسط إلى إنهاء أسعار النفط الخام تعاملات الأسبوع الماضي وسط قلق من اضطراب إمدادات النفط الخام العالمية، بينما انخفض برنت على مدار الأسبوع نحو 2 في المائة وهبط خام غرب تكساس ‏الوسيط نحو 4 في المائة.
وفي هذا الإطار، ذكر تقرير "ريج زون" النفطي الدولي أن أسعار النفط ارتفعت بأعلى مستوياتها خلال أسبوعين بعد تصاعد الأعمال العسكرية في غزة، ما جدد المخاوف بشأن انتشار الصراع على نطاق أوسع.
وأضاف التقرير أنه "مع ذلك سجل الخام أول انخفاض أسبوعي له منذ بدء الحرب، حيث انخفض بنسبة 3.6 في المائة"، موضحا أنه على مدار الأسبوع أدت معنويات السوق الهبوطية والعلامات السابقة على إعادة النظر من جانب إسرائيل في نطاق غزوها البري إلى تقويض علاوة أخطار الحرب.
وأشار إلى أن أسواق النفط الخام شهدت اضطرابا منذ 7 أكتوبر الجاري حيث تصاعدت في البداية بسبب المخاوف من صراع أوسع نطاقا ومنذ ذلك الحين قلصت الأسعار تلك المكاسب مع استمرار احتواء الحرب وظهرت مخاوف بشأن ضعف الطلب المادي، وإجمالا ارتفع سعر النفط الخام بنحو 3.3 في المائة منذ بدء الصراع.
وأشار التقرير إلى انخفاض أسواق الأسهم العالمية أيضا في ختام الأسبوع في حين يقترب مقياس الدولار من أعلى مستوياته منذ نوفمبر ما أدى إلى زيادة أسعار السلع الأساسية بالنسبة إلى معظم المشترين، منوها بانتعاش أرباح شركة توتال إنرجي للربع الثالث لتنهي سلسلة من ثلاثة انخفاضات متتالية حيث استفادت الشركة الفرنسية العملاقة من ارتفاع الأسعار وهوامش التكرير.
وأبرز التقرير أن أرباح شركات النفط الكبرى أقل من المستويات القياسية التي شهدتها العام الماضي، إلا أن الصناعة لا تزال لديها مبالغ ضخمة من النقد تتدفق إلى خزائنها وقد سمح لهم ذلك بتعزيز المدفوعات للمساهمين، وفي الأسابيع الأخيرة أدى إلى أكبر عمليات استحواذ أمريكية منذ عقود.
من جانب آخر، ذكر تقرير "أويل برايس" النفطي الدولي أن أسواق النفط شهدت وضعا مضطربا خلال الأسبوع مع موازنة التوترات الجيوسياسية وضيق السوق من خلال المخاوف الاقتصادية المستمرة.
ولفت التقرير إلى أن أسعار النفط تحركت في نطاق محدود نسبيا خلال الأسبوع الماضي حيث راوح سعر خام برنت في بورصة لندن بين 88 و90 دولارا للبرميل، لكن المد والجزر المستمر للمخاوف الجيوسياسية أوجد نمطا متأرجحا في التداول اليومي، ورفعت الضربات الجوية العسكرية الأمريكية على الأراضي السورية سعر خام برنت فوق 90 دولارا للبرميل مرة أخرى قبل أن يتراجع قليلا.
وأشار التقرير إلى استمرار إمدادات النفط العالمية في التقلص رغم الإنتاج القياسي للولايات المتحدة من النفط الصخري، لافتا إلى توقع بنك ستاندرد تشارترد انخفاضا إضافيا بمقدار 120 مليون برميل في المخزونات العالمية في الربع الرابع.
وعد أسعار النفط كانت متقلبة خلال الشهرين الماضيين حيث تتفوق المحفزات السلبية في بعض الأحيان على المحفزات الإيجابية، والعكس صحيح، موضحا أنه في الآونة الأخيرة كانت المخاوف من امتداد الصراع سببا في تقديم دعم كبير لأسعار النفط.
وأفاد التقرير بأنه في الوقت نفسه استمرت إمدادات النفط العالمية في التقلص رغم الإنتاج القياسي للولايات المتحدة من النفط الصخري، لافتا إلى أحدث البيانات الأسبوعية الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة التي جاءت صعودية للغاية حيث انخفضت مخزونات النفط الخام بمقدار 4.49 مليون برميل إلى 419.75 مليون برميل ما أدى إلى انخفاض العجز إلى أقل من متوسط خمسة أعوام إلى 20.91 مليون برميل.
من ناحيته، ذكر تقرير وكالة "بلاتس" الدولية للمعلومات أن أسعار الخام في الأسابيع الأخيرة استجابت للصراع في الشرق الأوسط حيث تم تقييم سعر خام برنت عند 91.36 دولار للبرميل عقب اندلاع المواجهات ثم ارتفع إلى 95 دولارا للبرميل ثم انخفض في وقت لاحق. من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار النفط نحو 3 في المائة الجمعة إلى أعلى مستوى في أسبوع.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 2.55 دولار، بما يعادل 2.9 في المائة، ليتحدد سعر ‏التسوية عند 90.48 دولار للبرميل، في حين زاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنحو‏ 2.33 دولار، أو 2.8 في المائة، ليتحدد سعر التسوية عند 85.54 دولار.‏ وارتفعت علاوة برنت على خام غرب تكساس الوسيط إلى أعلى مستوياتها منذ ‏مارس، ما يجعلها أكثر جاذبية لشركات الطاقة لإرسال السفن إلى الولايات ‏المتحدة للحصول على النفط الخام للتصدير.‏
وأبقى محللون من "جولدمان ساكس" توقعاتهم لسعر برنت في الربع الأول من 2024 ‏عند 95 دولارا للبرميل لكنهم أضافوا أن تراجع الصادرات الإيرانية قد يدفع ‏الأسعار الأساسية إلى الارتفاع بنحو 5 في المائة.
من جانب آخر، ارتفع إجمالي عدد منصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة بمقدار منصة هذا الأسبوع بعد ارتفاعه بمقدار اثنتين الأسبوع الماضي، حيث يواصل الحفارون العمل بضبط النفس.
وأوضح التقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الأمريكية المعنية بأنشطة الحفر أن إجمالي عدد منصات الحفر ارتفع إلى 625 منصة هذا الأسبوع وحتى الآن هذا العام، قدرت شركة بيكر هيوز خسارة 154 منصة حفر نشطة. وأضاف التقرير أن عدد منصات الحفر يقل هذا الأسبوع بمقدار 450 منصة عن عدد منصات الحفر في بداية 2019 قبل تفشي الوباء.
ولفت الى ارتفاع عدد منصات النفط بمقدار اثنتين إلى 504 بانخفاض 117 حتى الآن في عام 2023 فيما انخفض عدد منصات الغاز بمقدار منصة واحدة هذا الأسبوع إلى 117، بخسارة 39 منصة للغاز النشط منذ بداية العام في حين بقيت الحفارات المتنوعة على حالها.
وأفاد بارتفاع عدد منصات الحفر في حوض بيرميان بمقدار منصة واحدة مرة أخرى هذا الأسبوع وهو الآن أقل بمقدار 33 منصة عن الوقت نفسه من العام الماضي. كما ارتفع عدد منصات الحفر في Eagle Ford بمقدار واحدة وهو الآن أقل بـ19 منصة مقارنة بهذا الوقت من العام الماضي.
ونوه ببقاء مستويات إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة ثابتة عند 13.2 مليون برميل يوميا للأسبوع المنتهي في 20 أكتوبر-وفقا لأحدث التقديرات الأسبوعية لإدارة معلومات الطاقة- وهو أعلى مستوى إنتاج في الولايات المتحدة على الإطلاق، بينما ارتفعت مستويات الإنتاج الأمريكي الآن بمقدار مليون برميل يوميا منذ بداية العام، وفقا للأرقام الأسبوعية المقدرة.

الأكثر قراءة