"خلك حريص" من يمين ومن يسار!

من المصادفات اللطيفة انطلاق حملة توعية تحذر من الوقوع ضحية للاحتيال المالي لعملاء البنوك والمصارف وتحت هاشتاق "خلك حريص" على منصة x (تويتر) سابقا دعت حسابات بنوك وحساب لجنة الإعلام بالبنوك السعودية المتابعين إلى تصوير مبان أضيئت باللون الأحمر والمشاركة بها، واللون الأحمر إشارة إلى خطر الاحتيال المالي الذي تضرر منه عدد غير معلوم فلا إحصائيات معلنة حتى الآن، والحملة باختصار تدعو إلى ضرورة المحافظة على سرية المعلومات الشخصية البنكية وغيرها وعدم إفشائها للغير والحذر من الرسائل والروابط المشبوهة، التي قد تصل عن طريق وسائل التواصل والبريد الإلكتروني وقد تستخدم بريدا مزيفا على أنه بريد من جهة رسمية.
جانب اللطافة أو الظرافة الذي أشرت إليه في مستهل المقال أن هذه الحملة "خلك حريص"، جاءت بعد نحو أسبوع من إعلان البنك المركزي السعودي "ساما" على حسابه في منصة X عن إصداره قواعد احتساب معدل النسبة السنوي APR للعملاء الأفراد عند حصولهم على المنتجات التمويلية، وقال البنك المركزي في بيانه أنه أصدر هذه القواعد "في مبادرة لتطوير ممارسات الإفصاح"، إضافة إلى توحيد آلية احتساب المعدل لمختلف المنتجات في قطاع التمويل. وحدد الإعلان الالتزام بهذه القواعد بعد 90 يوما من نشرها على موقع ساما الإلكتروني.
ومعدل النسبة السنوي مؤشر متعارف عليه دوليا للإفصاح عن التكلفة الفعلية للتمويل ويدخل في حسابه التكاليف والرسوم الإدارية كافة على مختلف مسمياتها، ويحسب للبنك المركزي الحرص على إلزام البنوك والمصارف بهذا الإفصاح، ويحسب عليه أنه تأخر في ذلك متجاوزا فترة مهمة من الطلب المرتفع، إذ إننا شهدنا خلال الأعوام القليلة الماضية أكبر توجه من الأفراد للحصول على الخدمات التمويلية من قروض لشراء وحدات عقارية أو لأغراض استهلاكية مختلفة، حيث كانت بعض البنوك والمصارف في حملاتها الإعلانية الكبيرة والتنافسية تعلن نسبة فائدة منخفضة لجذب عملاء في حين أن التكلفة الفعلية التي سيدفعها المقترض أو المستفيد أعلى من ذلك، فتكون مفاجأة مؤلمة للمستفيد بعد وقوع الفأس في الرأس.
إذا طبقت الجهات والبنوك الالتزام بهذه القواعد سيتمكن الأفراد الراغبون أو المضطرون للحصول على قروض من المقارنة بين العروض المقدمة من جهات التمويل المختلفة بصور أكثر سهولة. و"ساما" ولو متأخرة تؤكد بهذا الإعلان حرصها على الوضوح، الحرص مهم للأفراد فـ"خلك حريص" من هنا ومن هناك.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي