لماذا تخلت الولايات المتحدة عن المكوكات الفضائية؟
قررت الولايات المتحدة التخلي عن استخدام المكوكات الفضائية بسبب عدم تجميع حمولات كبيرة تنقلها إلى المحطات الفضائية لتعود بها إلى الأرض.
ويشير سيرجي تسيبين، نائب رئيس رحلات المكوك الفضائي السوفيتي "بوران" في حديث لوكالة نوفوستي الروسية للأنباء، إلى أنه إضافة إلى ذلك تبين أن رحلاتها لم تكن مربحة وآمنة بما فيه الكفاية، كما كان متوقعا في البداية.
ويذكر أن يوم 15 نوفمبر 2023، يصادف مرور 35 عاما على أول وآخر تحليق للمكوك الفضائي السوفيتي "بوران".
وقال تسيبين في افتتاح معرض "أشخاص بوران" في البيت المركزي للطيران والملاحة الفضائية DOSAAF في روسيا، المكرس للذكرى الـ35 لإطلاق المكوك الفضائي بوران، إن الهدف من صنع المكوك الأمريكي وبوران كان لإعادة الحمولات من المدار إلى الأرض وليس العكس. ولكن لم تتشكل الكمية الكبيرة من الحمولات في المحطات الفضائية، كما وعدونا ببلورات فائقة النقاء "مواد بيولوجية فائقة النقاء وما شابه. أين كل هذا؟ لا يوجد شيء".
والسبب الثاني بحسب تسيبين هو سوء تقدير التكاليف، فقد تبين أن المركبات الفضائية القابلة لإعادة الاستخدام -المكوكات- لم تكن مربحة كما كان متوقعا.
ويضيف "عندما طلب الأمريكيون أموالا للبرنامج، قدموا خطة عمل، تنص على أن تكلفة وضع كيلوجرام من الحمولة في المدار عند الإطلاق الأول سيكلف نحو 3.5 ألف دولار، وبعد خمسة أعوام 330 دولارا. ولكن عندما بدأت الرحلات المكوكية المستمرة، أدركت وكالة ناسا أنها لا تستطيع التعامل مع الأمر، استعانت بشركة لوكهيد، التي حسبت كل شيء بأمانة وحددت المبلغ، 500 مليون دولار للإطلاق بحمولة مكوكية تبلغ 20 طنا، أي 25 ألف دولار لكل كيلوجرام". والسبب الثالث للتخلي عن المكوكات الفضائية وفقا لتسيبين، هو حادثتا تحطم المكوك الفضائي تشالنجر (انفجر بعد 73 ثانية من إطلاقه) عام 1986 وكولومبيا (تحطم أثناء عودته إلى الأرض) عام 2003، التي أودت بحياة 14 رائدا أمريكيا.