طباخات الرياض: كسل ربات البيوت سبب ازدهار سوقنا !
في الخمسينيات الماضية كانت الأمهات يتقنّ إعداد الموائد للأسر الغنية، ويأخذن أجرهن بعد كل وجبة أو بشكل شهري، إلا أن هذه المهنة ''الطباخة'' اختفت، وحل محلها العامل الأجنبي في المطاعم المنتشرة في العاصمة وغيرها، ولكن قبل عدة سنوات قليلة عادت هذه المهنة من جديد، فقد انتشر تسويق المأكولات كظاهرة نسائية, وتوصيلها للزبائن في أماكن إقامتهم، كما بدأت بعض الطباخات بتعليم بعض الفتيات الراغبة في امتهان هذه المهنة بمقابل مادي، إضافة إلى أن بعضهن أوضحن أنهن بدأن بنشر بروشورات في بعض المراكز المشهورة من أجل التسويق لهن.
''الاقتصادية'' أجرت الاستطلاع مع بعض النساء العاملات في المطابخ السعودية. بداية كان الحديث مع موضي العبد العزيز التي تمارس الطبخ في أوقات الفراغ، وذلك بطبخ المأكولات بجميع أنواعها شرقي وغربي، حيث تذكر أنها تقوم بإعداد موائد الحفلات والاجتماعات، وتكون بالتسعيرة المعمول بها في المطاعم، حيث تتقاضى 50 ريالا للشخص الواحد، أما إذا كانت وليمة عادية فالأمر يختلف ويكون السعر على حسب الطلب، وعن العمالة المساعدة لها في الطبخ قالت: استقدمت لهذه المهنة خادمات فقط من أجل الإعداد والتجهيز.أما أم صالح الغانم التي تعتمد على التأمين الشهري الذي تحصل عليه من إعداد مثل هذه الوجبات والولائم، حيث تذكر أن عملها يقتصر على تلبية طلبات المعلمات والموظفات, من حيث إعداد وجبة الغداء وإيصالها لمنازلهن قبل حضورهن بوقت قصير أو على حسب الوقت المتفق عليه، أما نورة العابد فهي تقوم بأخذ طلبات الزبائن في نهاية الأسبوع، حيث إجازة نهاية الأسبوع وكذا مناسبات الصيف والتجهيز للولائم والحلويات وكذا المناسبات الخاصة كالأعياد ومواسم الأفراح كموائد الملكة والخطبة، أما عن التواصل مع الزبائن والدعاية والإعلان أوضحت أن ذلك يتم من خلال توزيع بروشورات في البازارات وكذا حجز طاولات في المراكز كدعاية بين النساء.
بينما تذكر أم مالك أنها امتهنت الطبخ في البيوت منذ 20 سنة ولها زبائن معروفون بقرى الرياض ومحافظاتها، وتضيف أن قسوة ظروفها المعيشية اضطرتها للطبخ من أجل تدبير شؤون حياتها دون الحاجة للمساعدة ،كما تقوم بتجميع البهارات ووصفات متنوعة بعد أن تجهزها وتنظفها وتجففها ثم تطحنها حسب خلطات متنوعة لمختلف الأكلات في حال رغبة السيدة في إعداد مائدتها بنفسها كخلطات للسمبوسة والسمك والكبة والدجاج وجميع الطبخات.
أم محمد توضح أن عديدا من الأكلات الشعبية أصبحت نادرة على موائد السعوديين، كإعداد'' الجريش والقرصان والمرقوق والهريس''وغير ذلك من الأكلات ذات الفائدة البدنية، إلى ذلك تعلل أن سبب اختفاء مثل هذه الأطباق الكسل الذي أصاب ربات البيوت، كما أن دخول الخادمة ووجود المطاعم الغربية سبب آخر للإحجام، ودخول بعض المعجنات والبيتزا والحلويات الشرقية، ثم تذكر أنها تعهدت هي ومجموعة من النساء للقيام بهذا المشروع، حيث يقمن بإعداد الوجبات الشعبية وقت الطلب، ثم تضيف أنهن يسعين لتدريب مجموعة من الفتيات وبمقابل مبلغ مالي للساعة . أم هناء ترجع ازدهار المطابخ النسائية واعتماد الأسر على الطلب هو اختلاف الأجيال خاصة أن بعض النساء لا يعرفن الطبخ ولم يتدربن على ذلك من قبل أمهاتهن، ثم إن النساء يرغبن في الأكل الجاهز من المطاعم التي تديرها نساء سعوديات مهما كان سعره .من جانبها تذكر إحدى مديرات مطعم نسائي في العاصمة الذي يتكفل بتقديم جميع الوجبات والموائد خاصة بيع السمبوسة في رمضان ''مجمدة''، أن السبب في توجه الناس إلى المطاعم في رمضان هو الكسل وعدم اهتمام المرأة بالمطبخ والتفنن فيه، ثم تكشف أن هناك جنسيات عدة يعتبرون شهر رمضان موسما تجاريا في السعودية حيث إعداد المأكولات المجمدة كالكبة وورق العنب والمعجنات المختلفة وكذا التنويع بالسلطات والربح يصل إلى آلاف الريالات .وعن الأسعار تقول أم فهد العتيبي إن الطلب يزداد على جميع المأكولات كالسمبوسة، الجريش، القرصان ،ومختلف أنواع السلطات، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار لتصل أسعار 40 حبة سمبوسة مبلغ 150 ريالا والجريش بين 60 ـ 100 ريال ، وحافظة القرصان الصغيرة 50 ريالا ، وورق العنب الحبة بريالين ، وتضيف أن الأسعار تختلف على حسب الحجم والطلب ، وتذكر أن سبب الارتفاع هو ارتفاع أسعار السلع بالدرجة الأولى .