ولاية أمريكية تشهد تجربة جديدة لمواجهة مشكلات الصحة العقلية
شهد العام الماضي سلسلة من العناوين الكئيبة عن الصحة العقلية للأطفال. وفي حقيقة الأمر، يعاني الأطفال والمراهقون في الولايات المتحدة مستويات مرتفعة من الاكتئاب والقلق. وهناك ارتفاع في معدلات الانتحار، واضطرابات الأكل.
وتقول ليزا جارفيس، وهي كاتبة أمريكية مختصة في التكنولوجيا الحيوية والرعاية الصحية وصناعة الأدوية، في تقرير نشرته "بلومبيرج"، إن هناك الآن ما يدعو للتفاؤل: تجربة طموحة في ولاية أوريجون الأمريكية يمكن أن تحدد الطريق صوب حل جديد.
وتم قضاء فترة كبيرة من العامين الماضيين في محاولة تحليل الأسباب الجذرية للإحصاءات المروعة بدلا من مناقشة ما ينبغي عمله بشأنها، رغم أنه كان هناك بعض التغيير الإيجابي. فقد شكلت التوجيهات الجديدة التي توصي بمراقبة واسعة النطاق لقلق واكتئاب الأطفال، بداية جيدة. وكذلك كان استثمار إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في المساعدة من أجل وجود اتصال أفضل للعائلات بالخدمات الصحية والسلوكية.
وقامت عدة ولايات بتوسيع نطاق التدريب للموجهين، وحسنت من إمكانية التواصل عن بعد مع الخدمات الصحية.
وتوضح جارفيس أنه، رغم ذلك، لا تستطيع كل هذه الأمور مواجهة مشكلة أساسية بشكل كامل، فعدد الأطفال الذين يحتاجون للمساعدة يفوق عدد أفراد الأجهزة المتاحة لتقديم خدمات الصحة العقلية، إذ إن عدد العاملين في هذا المجال لم يرتفع، رغم الطلب المتزايد عن أي وقت مضى. وكشفت دراسة في عام 2019، وقد استعانت ببيانات من المسح العام لصحة الأطفال، أن نحو نصف الأطفال الذين كانون يعانون اضطراب الصحة العقلية لم يتلقوا أي علاج. ومن المحتمل أن يكون النقص أكثر سوءا الآن.
وذكرت جارفيس أن كاتي ماكلوجلين الطبيبة في مجال علم النفس الإكلينيكي الخاص بالأطفال قالت لها: "نحن بحاجة إلى تجربة شيء جديد، شيء مختلف تماما عما اعتدنا عمله، ومن الواضح أنه لا يحقق نجاحا".
وسيقوم إخصائيو الصحة السلوكية للأطفال من خريجي المعهد بالعمل وسط مجتمع معين للتعرف على الأطفال الذين يعانون، ويقدمون خدمات موجزة ومبكرة لمساعدتهم.