جبل الذرواء في نجران .. حكاية حضارة الإنسان بنقوشه الأثرية القديمة
تمتاز منطقة نجران بكثرة النقوش الإسلامية في عديد من مواقع المنطقة، وهي غنية بالمواقع الأثرية، التي أصبحت شاهدة على مكانتها التاريخية، كما أنها كانت موقعا مهما على طريق التجارة القديمة، الأمر الذي أسهم في انضمامها لمنظمة اليونيسكو، من خلال منطقة حمى الثقافية. جبل الذرواء هو أحد تلك المواقع الزاخرة بالنقوش ذات الخطوط البديعة، التي شكلت تاريخا مهما، وثقت من خلاله الحياة الاجتماعية خلال فترة صدر الإسلام، وتحكي عن تفاصيل المكان، وحضارة الإنسان قديما.
ويقع الجبل بنقوشه الجميلة والفريدة جنوب متنزه الملك فهد، وتبرز النقوش الصخرية فيه، وهي منحوتة بشكل بديع، وبلغة تحكي سيرة وحياة السابقين، وحضاراتهم وتفاصيل الأحداث التي مروا بها في هذا المكان وأزمنته المختلفة.
تعد منطقة نجران، من أكثر المناطق أهمية من الناحية التاريخية، حيث أظهرت الاكتشافات الأثرية أنها شهدت قيام عدة حضارات، يعود بعضها إلى العصر الحجري، وعثر الباحثون فيها على آثار حضارة إنسانية تعود إلى أكثر من مليون عام. كما تم الكشف عن آثار لبحيرات قديمة تدل على أن تلك المنطقة، الواقعة في أحضان الربع الخالي، كان لها أهمية تاريخية كبيرة، ما جعلها نقطة ارتكاز في صراع الممالك العربية القديمة الراغبة في السيطرة على تلك الواحات الخضراء. وبالتالي، شكل موقع نجران أهمية اقتصادية بوصفها ممرا رئيسا لأحد أهم طرق التجارة القديمة، ونقطة التقاء لقبائل غرب ووسط الجزيرة العربية.