بيت شعري يتفتّح بخجل
إلى جانب هذه الشجرة فكّرت
في سؤال أبي الهول
في كلمة سيبيلا
في هاوية الكتاب
وفي الحلم الذي يسدل الستار عن فمه
من البوّابة الضيّقة
سيجتاز الصحراء
ليلةً بعد أخرى
ويوماً بعد آخر
سيعرف عن عُري البشر
عن تدرُّجات وتلوينات الفجر
الصرخة التي تصدح من الصمت
وعن تحدّي الذاكرة.
أغمض عينَيّ
أغمض عينَيَّ مثل لعبة
يحدث آنذاك الوجود
رقصة أو تعاقُب أيام خاطف
طابعة أصوات وألوان
درب يؤدّي إلى الصمت.
إلى لقاء مع ظلك
(فن الهروب قاعدة لهذه الحياة)
إلى أقصى الحياة نفسها
بينما الحيوان تحت النظر
الإنسان يستجوب العتمة
مجبول من الوقت والخذلان
للقاء مع ظلّه
ـ ليس كل شيء عاصف ـ
من يجرّب ضوء الصوت
سيشرع بدخول الظلّ بلا خوف
مبدّلاً الموسيقى الداخلية بالكلمة
حيث يتأسّس الزمن بلا عودة.
كل كلمة تخبّئ
كل كلمة تخبّئ كلمةً أخرى
حقيقة مؤجَّلة
صوت أخرس
وذلك الذي يسمّي
ليس سوى تقارب
ذكرى في الضباب
بيت شعري يتفتّح بخجل
كل كلمة تخبّئ كلمةً أخرى
ليست منطوقة
ولا مكتوبة بعد
أخلع حجابات تبرق
للحظة واحدة فحسب
أتمنّى أن أجعلها لي
بل تبقى كلمة
تقاوم بضراوة
تقاوم حتى لا تُمحى.