لبنان: القبض على رجل الأعمال عز الدين بعد إعلان إفلاسه
أعلن مصدر سياسي أن السلطات اللبنانية ألقت القبض على رجل أعمال شيعي بارز للاشتباه بضلوعه في جريمة احتيال بعد أن استثمر مئات الملايين من الدولارات نيابة عن أثرياء شيعة.
وقال المصدر إنه تم القبض خلال الأسبوع الماضي على رجل الأعمال صلاح عز الدين المعروف بقربه من جماعة حزب الله وذلك بعد إفلاسه.
وأكدت مصادر قضائية أن عز الدين يخضع للتحقيق في «جريمة الاحتيال بمبالغ كبيرة من المال وشيكات بمبالغ ضخمة». وقال المصدر إن بعض القطريين استثمروا أموالهم معه أيضا.
وأثارت القضية قلق كبار الزعماء الشيعة خشية ضياع مدخرات عديدا من الشيعة في جنوب لبنان ممن استثمروا أموالهم مع عز الدين.
ولا يزال الجنوب اللبناني يكافح للتعافي من حرب عام 2006 حين قصفت إسرائيل مساحات واسعة من معقل حزب الله. وعز الدين من قرية معروب في جنوب لبنان.
وذكرت أنباء نقلا عن شهود أن إفلاس رجل الأعمال صلاح عز الدين «سبّب لدى البعض انهيارات عصبية نُقلوا إثرها إلى المستشفيات»، إذ لا يمكن أن يمرّ الخبر مروراً عادياً في بلدة معروب التي استثمر معظم أبنائها أموالهم في مشاريعه. لكنهم، في الوقت ذاته، يترفعون عن الحديث عن ابن بلدتهم لما عهدوه منه من «خلق وخير وإيمان» من جهة، ولأن المشهد لم يكتمل بالنسبة إليهم من جهة أخرى.
والأقوال كثيرة هنا عن قيمة المبالغ وسبب الإفلاس، وعن مصير الآلاف الذين ربطوا أحلامهم وطموحاتهم وأموالهم به. البعض يتهمه بالاحتيال الذي أدى إلى ضياع مبلغ 600 مليون دولار، فيما يُرجع آخرون سبب إفلاسه إلى أسباب تقنية مرتبطة بالأزمة العالمية المالية. هؤلاء يعلّلون أنفسهم بأمل أن «صاحب الأيادي البيضاء لا بد لشركات النفط ومصانع الحديد وتجارة الأحجار الكريمة والمناجم والشحن وإعادة استخدام قطع السفن الغارقة التي ينفّذها بين دول إفريقيا ولبنان من أن تتأثر بالأزمة». لكن مهما كان السبب، فالأمر «لم يكن مجرد تعثر مالي، بل كارثة إنسانية أصابتنا» يقول أحد المستثمرين، الذي رفض الكشف عن اسمه. فالرجل كان قد باع منزله منذ خمس سنوات واستأجر آخر وأودع ثمنه مكتب عز الدين لاستثماره في التجارة. وبموجب العقد، كان يحصل على أرباح بلغت أحياناً 50 في المائة من قيمة المبلغ المودع. جاره استثمر جني غربة ابنه طوال 15 سنة في إفريقيا، في مشاريع عز الدين .
من جهة حاول حسين فنيش رئيس البلدية أن يهدئ من غضب الناس «لحين معرفة الحقيقة وصدور نتائج التحقيقات القضائية وجلاء الغموض الذي يكتنف القضية حتى الآن». وأكد أن الكارثة «كان من الممكن أن تُحدث ثورة لو سبّبها رجل آخر غير صلاح عز الدين المؤمن والخيّر والنبيل».
مرة أخرى، تذهب مدخرات عدد كبير من المواطنين وأحلامهم ضحية التعثر المالي الذي يصيب بعض كبار رجال الأعمال من حين إلى آخر. وتقدر الخسارة الإجمالية لهؤلاء المواطنين بمئات ملايين الدولارات، وهناك من يتوقع أن يكون الرقم قد بلغ ملياراً و195 مليون دولار، الأمر الذي دفع أحد المطلعين على هذا الملف إلى القول إن ما حصل هو بمثابة كارثة فعلية من شأن هزاتها الارتدادية أن تصيب شريحة واسعة من الناس. وعز الدين هو مدير «دار الهادي للنشر» وصاحب تلفزيون «الهادي» للأطفال والمشرف على «حملة السلام» للحج، كما كانت له مشاريع في مجالي الحديد والنفط.
وفي حين تفاوتت الأسباب المتداولة لتعثره المالي والتي تراوحت بين تأثره بالأزمة العالمية والتوسع غير المدروس في مشاريعه، عُلم أن عز الدين موقوف حالياً لدى المباحث المركزية التي باشرت في التحقيق معه تحت إشراف القاضي سعيد ميرزا.