رسالة المؤتمر الدولي لتقنيات البترول من الظهران .. "البيانات طاقة المستقبل"
تراهن الشركات العاملة في قطاع الطاقة على حلول الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة في تحديد مستقبل الطاقة، ولا سيما الطاقة المتجددة، التي من شأنها تحديد كيفية إنتاج الطاقة المتجددة ونقلها وتوظيفها بطرق أقل تكلفة وأكثر سرعة وأمنا.
وبدا لافتا في المعرض المصاحب للمؤتمر الدولي لتقنية البترول الذي أختتم أعماله أمس في الظهران وهو مؤتمر ومعرض دولي سنوي للبترول والغاز، انطلق في 2005، يناقش التقنيات والقضايا الرئيسة التي تواجه المتخصصين في قطاع الطاقة في جميع أنحاء العالم، بدا لافتا للزائر، أن تركيز الشركات كان منصبا على التقنيات المتقدمة المتعلقة بصناعة الطاقة المتجددة، والتقنيات المستخدمة في تطوير مصادر الطاقة التقليدية بطرق أكثر حماية للبيئة.
يقول عبدالله خالد العتيبي الرئيس التنفيذي لشركة "الوقود الحيوي" إن الشركات توظف خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتسخير البيانات والتحليلات والابتكار والاستفادة من هذه البيانات لتحسين توليد الطاقة المتجددة كطاقة الرياح أو الطاقة الشمسية من جهة وابتكار أشكال جديدة من أنوع الطاقة مثل الهيدروجين الأخضر والوقود الحيوي وغيرها.
وأضاف العتيبي، لقد فتحت التطورات السريعة في تكنولوجيا الطاقة المتجددة إمكانات غير مسبوقة للانتقال إلى مستقبل أخضر ومستدام، وأصبحت أنظمة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والمد والجزر والأمواج والطاقة الحرارية الأرضية والطاقة الكهرومائية أكثر كفاءة ومجدية اقتصاديا، ما يمهد الطريق لثورة الطاقة المتجددة، مشيرا إلى أنه ومع استمرار تطور هذه التقنيات وتسهيل الوصول إليها، سيعيد تشكيل مشهد الطاقة العالمي خلال الأعوام المقبلة، ويساعد في الجهود العالمية والمحلية لمواجهة التغير المناخي و انبعاثات الغازات.
في المقابل يؤكد المهندس أحمد الغامدي الرئيس التنفيذي لشركة الذكاء الاصطناعي العالمية، أن التقنية في قطاع الطاقة متقدمة إلى حد كبير، وذلك في الطاقة المتجددة والطاقة التقليدية" غاز ونفط " على حد سواء.
ويشير الغامدي إلى أن الشركات العاملة في قطاع الطاقة تسخر الذكاء الاصطناعي لخدمة أعمالها، من خلال تحليل البيانات وتعطي قراءات فنية دقيقة عن المكامن، وتسهل من عمليات الحفر والاستخراج، ما يقلل من الأثر البيئي، إلا أن الغامدي يرى أن قطاع الطاقة المتجددة يستفيد أكثر من الذكاء الاصطناعي من خلال تحديد نوعية مصادر إنتاج الطاقة المتجددة، وكيفية الإنتاج.
أسامة اليافي، مدير منطقة في شركة نابورس العالمية لخدمات الحفر، يوضح إن الشركات بدأت في تطبيق حلول الذكاء الاصطناعي في قطاع الطاقة، خاصة فيما يتعلق بالطاقة المتجددة مثل التنبؤ بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح باستخدام الذكاء الاصطناعي ومراقبة المنتجات البترولية.
وأشار اليافي إلى أن الذكاء الاصطناعي يسهم في إيجاد حلول لعديد من التحديات التي تواجه تحول الطاقة، حيث يعمل على تعزيز فرصة النمو لقطاع الطاقة من خلال تقليل الوقت والجهد وخفض التكاليف التشغيلية.
الشبكات الذكية واحدة من التقنيات التي توظف في مجال الطاقة اليوم بحسب اليافي الذي أشار إلى أن "نابورس" عرضت أحدث مشاريعها في مجال التكنولوجيا وأتمتة منصات الحفر في الشرق الأوسط خلال المعرض.
وقال: "أحد هذه المنتجات هو نظام تشغيل منصات الحفر SmartROS وهو منصة للرقمنة وأتمتة عمليات الحفر التي تم تصميمها خصيصا لعمال الحفر بواسطة الحفارين ويمكن توسيع نطاقها عبر أي منصة تيار متردد. هذه التكنولوجيا المتقدمة خفيفة الوزن وتجعل التشغيل الآلي قابلا للنشر ويمكن الوصول إليه لرفع مستوى الأداء للأشخاص والعملاء".
في المحصلة .. كان الشيء الصحيح الذي فعلته الشركات العارضة لتقنياتها في المؤتمر الدولي لتقنيات البترول (IPTC)، أنها أوصلت رسالة جلية مفادها أن الطاقة بجميع أشكالها التقليدية منها والمتجددة ستظل مهمة ومصدرا للحياة وأن "البيانات هي طاقة المستقبل".