«المتسولون».. ينسجون قصصا خيالية وأعذارا وهمية بحثا عن المال!!
يكاد لا يمر عليك يوم أو يومان في شهر رمضان المبارك إلا وتشاهد وبعد نهاية كل صلاة وبخاصة صلاتي العصر والمغرب أحد المتسولين القابعين عند باب المسجد، يحاول استعطاف المصلين الخارجين من المسجد بعد نهاية الصلاة، أو الداخلين إلى المسجد لقضاء الصلاة التي فاتتهم، الأمر الذي أزعج الكثير من المصلين.
ولا يكتفي هذا المتسول بالجلوس خارج المسجد بل يكون قد ألقى بعد انتهاء الإمام من الصلاة عدة كلمات استعطافية وجهها للمصلين، يذكر من خلالها الأسباب التي جعلته يقف هذا الموقف، وهي أسباب في معظمها واهية، لا تخرج عن أنه يعول أسرة مكونة من عشرة أفراد مع والده المصاب بمرض السرطان، وأنه لا يملك عملا، ومن ثم يخرج أوراقا يزعم أنها تؤكد صحة مرض والده بالسرطان، وهكذا حيث تجده ينتقل بين المساجد وبشكل يومي عارضا أسباب وقوفه بين يدي المصلين بصيغة أخرى تختلف عن تلك التي ذكرها في المسجد السابق، لعله يجد من يمنحه قليلا من المال.
ويحرص المتسولون إلى الابتعاد عن المساجد التي يمتلك أئمتها صرامة كبيرة تجعلهم يقومون بطرد المتسولين ونهيهم عن الطلب أمام المصلين وأمرهم بالخروج من المسجد، ويقوم عدد من المتسولين بعد جمع المال من المسجد الأول بالذهاب إلى مكان بعيد حيث يجد هناك سيارة آخرى في انتظاره لتقله إلى مسجد آخر.في الوقت الذي أبدى عدد من المصلين تذمرهم مما يحدث من المتسولين في المسجد بعد الصلاة وخاصة بعد صلاة المغرب، حيث استاء البعض من تصرفات المتسولين وعدم وجود رقيب عليهم، مما جعلهم يتمادون في تسولهم بين أكثر من مسجد في العاصمة، والبعض أكد أن المتسولين يتنقلون من مسجد لآخر وكل مرة لهم خدعة جديدة للمصلين المتواجدين، وأكثر المتسولين يحملون جنسيات عربية.
من جانب المصلين، أكد علي الشمراني أن المتسولين أصبحوا يتواجدون بشكل كبير في كل صلاة دون رادع يبعدهم عن فعلتهم، موضحا أن المتسولين يتشابهون إلى حد كبير في قولهم، وأسبابهم معروفة مثل أنه يعول والده، أو يصرف على إخوانه القصر، والبعض ينسب شيئا لوالديه من أمراض كذب دون الخوف من الله في أن يصيبهم ما يقول.
وأشار الشمراني إلى أن المتسولين يتواجدون بكثرة في صلاة المغرب، علما منهم بأن المسجد يكتظ بالمصلين ومعرفتهم بأن ما سيجنونه من مال كثير، مضيفا أن قليلا من المتسولين يعمد إلى عرض مشكلته لدى المصلين بعد صلاة التراويح، ليجد الاستعطاف الكبير من المصلين خاصة أن البعض يراه في الصلاة فيحن قلبه على هذا المسكين.
ولفت الشمراني إلى أن أكثر المتسولين لا يكون من السعوديين خاصة أنه يعرف من لهجته، مضيفا أن من النادر أن ترى السعوديين يفعلون هذا الأمر وكلهم من جنسيات عربية.