هل تستمر طفرة الذكاء الاصطناعي؟ «شات جي بي تي» لا يملك الإجابة
في خضم الارتفاع الكبير للأسهم الأمريكية، قد يتساءل بعض المستثمرين عما إذا كان هذا أمرا جيدا أكثر من اللازم؟
شهد مؤشر إس آند بي 500 بضعة أشهر استثنائية، حيث ارتفع أكثر من 25 % عن أدنى مستوياته في أكتوبر. وكان مرتفعا في 15 من أصل الـ17 أسبوعا الماضية، وهو إنجاز لم يحدث إلا مرة في القرن الماضي عام 1989. وإذا حقق مكاسب أخرى هذا الأسبوع، فإنه سيكون مرتفعا 16 من أصل 18 أسبوعا، وستكون هذه المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك منذ 1971.
سبب ارتفاع التفاؤل ليس سرا، فمنذ أدنى مستوياته في أكتوبر، استمر التضخم في التباطؤ حتى مع بقاء البيانات الاقتصادية متفائلة. وسمح ذلك للاحتياطي الفيدرالي بأن يصبح أكثر تساهلا، ما أدى إلى آمال بتخفيض أسعار الفائدة في المستقبل. وانخفضت عوائد سندات الخزانة، التي أثرت في الأسهم. لكن هل هذا كاف لتبرير ارتفاع الأسهم؟ بحسب صحيفة "بارونز" الأمريكية.
كتب توم إساي، مؤسس ورئيس شركة سيفنس ريبورت للأبحاث: "لا أستطيع أن أمنع نفسي من الاعتقاد أن هذا الصعود الذي لا هوادة فيه قد تجاوز كثيرا التحسن الفعلي في الأساسيات، وتجاوز التوقعات المنطقية المتعلقة باستمرار التحسن".
على الرغم من انخفاض توقعات السوق لتخفيضات أسعار الفائدة هذا العام من سبعة في نهاية 2023 إلى أربعة حاليا، لم تحدث أي تخفيضات خلال ارتفاع مؤشر إس آند بي 500 السريع. لقد انجرف التضخم نحو الانخفاض، لكنه لم يصل إلى هدف الاحتياطي الفيدرالي.
أدى هذا الارتفاع الهائل - الذي يعتمد إلى حد كبير على الحماس بشأن الذكاء الاصطناعي وعدد من أسهم التكنولوجيا الكبرى - إلى مخاوف من أننا قد نكون في فقاعة أسهم تكنولوجيا شبيهة بفقاعة الدوت كوم في مطلع القرن.
كتب داف روزنبرغ، رئيس شركة روزنبرغ للأبحاث، أن إيرادات وأرباح "إنفيديا" التي أظهرت نتائجها الأسبوع الماضي تنمو بمعدل مذهل وغير مسبوق، وأكدت "قوة واستمرارية جنون هذا الذكاء الاصطناعي".
وأضاف أن "قليلا من الشركات بهذا الحجم هي التي تمكنت من الحفاظ على مثل هذا النمو، لكن إذا كان المضاربون على ارتفاع الذكاء الاصطناعي على حق، فقد تستمر في التغلب على الصعاب".
يرى هنري ألين، استراتيجي للاقتصاد الكلي لدى دويتشه بنك، أن النطاق الضيق للارتفاع يمثل نقطة ضعف محتملة للمؤشر. في العام الماضي، ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500، الذي يعتمد على التقييمات السوقية للشركات، 24.2 %، لكنه كان سيرتفع 11.6 % فقط على أساس أوزان متساوية.
وهذا يجعل 2023 أول عام منذ 1998 (في خضم حماسة الدوت كوم) الذي يتفوق فيه مؤشر ستاندرد آند بورز 500 على نسخته ذات الوزن المتساوي بأكثر من 10 نقاط مئوية. وحتى الآن يسجل المؤشر زيادة نسبتها 6.7 % مقابل 2.5 % للنسخة ذات الأوزان المتساوية.
هناك أيضا احتمال حدوث ردود فعل عكسية تدعو إلى مزيد من التنظيم للذكاء الاصطناعي. فبحسب فريد هافيماير، رئيس قسم الذكاء الاصطناعي وأبحاث البرمجيات في شركة ماكواري الأمريكية "من المرجح أن نشهد إخفاقات كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي في 2024، خاصة أن الذكاء الاصطناعي يحظى بمزيد من اهتمام الجمهور طوال الدورة الانتخابية".
وعلى ذلك من الصعب أن نقول إن طفرة الذكاء الاصطناعي تقترب بالفعل من ذروتها، لكن "شات جي بي تي" لا يملك كل الإجابات، حتى الآن.