لندن تتحول إلى مركز مالي عالمي

لندن تتحول إلى مركز مالي عالمي

أشارت دراسة أخيرة إلى أن بريطانيا قد تتحول إلى مركز عالمي للنظام الإسلامي المالي بعد أن أصبحت تضم عددا من البنوك الإسلامية يفوق عدد البنوك الموجودة في باكستان وتركيا ومصر وبنجلاديش وهي دول إسلامية تتمتع بكثافة سكانية عالية مقارنة بدول الخليج العربي التي أنشأت ورعت أول بنك إسلامي في العالم منذ السبعينيات من القرن المنصرم. وتضم بريطانيا حاليا خمسة بنوك إسلامية تتعامل بصفة تامة وفق المبادئ الإسلامية، وأيضا 17 فرعا خاصا ببنوك ومؤسسات مالية تتعامل وفق الشريعة الإسلامية أبرزها بركليز آر بي إس ولويدز بانكين جروب. وتقدر أسهم البنوك الإسلامية في بريطانيا بأكثر من 18 مليار دولار وهي تتفوق في قيمتها المالية عن قيمة البنوك الإسلامية في الدول الإسلامية ذات الكثافة السكانية المذكورة آنفا. بالإضافة إلى ذلك يوجد 55 معهدا ومؤسسة علمية محترفة تقدم التعليم في النظام المالي الإسلامي في بريطانيا وهذا الأمر لا يوجد في أي مكان في العالم.
وأضاف التقرير الذي نشره مركز الخدمات المالية الدولية الذي يقع مقره في لندن أن بريطانيا سوف تتحول إلى مركز للصيرفة الإسلامية مستقبلا وذلك بسبب الدعم الذي يلقاه النظام من طرف الحكومة البريطانية، التي وسعت النظام الضريبي لكي يشمل القروض المتوافقة مع الشريعة الإسلامية وأيضا سهلت من عملية التجارة بالصكوك الإسلامية. وحسب دانكان ماكنزي مدير الاقتصاديات في المؤسسة البحثية فإن بريطانيا استفادت بطريقة عميقة من السياسات الحكومية المدعمة التي جعلت أهمية الخدمات الإسلامية بنفس أهمية الخدمات المالية التقليدية. وقد كشفت الدراسة أن لندن أصبحت تضطلع بدور ريادي في قطاع الصيرفة الإسلامية بعد أن احتلت المركز الثامن عالميا بسبب قيمة الأسهم الإسلامية المتداولة في سوق لندن المالية التي تفوق 18 مليار دولار.
وفي هذا السياق أكد السير أندرو كان المدير التنفيذي لمؤسسة ترايد اند انفستمنت التي مقرها لندن أنه على الرغم من أصولها الأجنبية، إلا أن الصيرفة الإسلامية وجدت في بريطانيا حضنا طبيعيا خاصة بعد أن أثبتت الأزمة المالية العالمية التي عصفت بغالبية القطاعات المالية والاقتصادية في العالم، أن النظام المالي الإسلامي لديه قدرة كبيرة على المقاومة. وقد أيقظت هذه المعطيات المؤسسات المالية في بريطانيا وأصبحت جميعها تتسابق في إيجاد أساليب مالية جديدة لاجتذاب الجالية المسلمة التي يتعدى عددها مليوني شخص وتتزايد بعشرات المرات. وأمام تنامي الاقتصاد الإسلامي بدأ المتعاملون الماليون الغربيون التفكير بجدية في اقتحام عالم الاقتصاد الإسلامي وتم اعتماد العديد من المنتجات المالية التي تعتمد على الشريعة الإسلامية، وقد لاقت إعجابا كبيرا إلى درجة بدأت تمتد إلى غير المسلمين.
وحسب العديد من الملاحظين فإن اقتحام البنوك البريطانية لميدان الشريعة الإسلامية يأتي لمواجهة البنوك العربية التي يوجد لها فروع في بريطانيا وخاصة بنكي الكويت وقطر اللذين يعرضان منتجات إسلامية. وقد أصبحت التعاملات الإسلامية ظاهرة مميزة في الخريطة المالية البريطانية لأنها تلبي حاجة متزايدة. إذ في السابق كانت نسبة كبيرة من المسلمين في بريطانيا، وعلى الرغم من حرمة الفائدة، يحصلون على قروض لشراء بيوت. وفي العام الماضي فقط لجأت 40 ألف أسرة مسلمة في بريطانيا إلى طلب قروض ربوية لشراء بيوت، إلا أن هذا العدد في تناقص مستمر بسبب تنامي تيار قوي بدأ يعرج على الشريعة الإسلامية. وفي هذا الصدد يقول إقبال خان المدير التنفيذي لمكتب أمانة للمالية التابع لبنك هتش إس بي سي، ويتعامل وفق الشريعة الإسلامية ومقره دبي إن «الفرع يتلقى طلبات مستمرة من قبل المتعاملين يسألون عن المنتجات المالية التي تتعامل وفق الشريعة الإسلامية، خاصة في قطاع العقارات التجارية والسكنية. وقد دخلت التعاملات الإسلامية إلى بريطانيا بعد موافقة البنك المركزي البريطاني وأيضا هيئة الخدمات المالية البريطانية «إف إس إي»مرحلة مصيرية .

الأكثر قراءة