«الحياه الفطرية»: التوسع في المناطق المحمية يثري التنوع الأحيائي ويحقق الريادة العالمية

قال لـ "الاقتصادية" الدكتور محمد علي قربان رئيس المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية: إن التوسع في المناطق المحمية يأتي ضمن مبادرة تهدف لحماية 30 % من مساحة المملكة البرية والبحرية بما يثري التنوع الأحيائي ويحقق الريادة العالمية في تمثيل النظم البيئية والحفاظ على الأنواع الفطرية وتعزيز الأمن الغذائي، إضافة إلى تنشيط السياحة البيئية عبر توفير الفرص السياحية في المناطق المحمية أمام 150 مليون سائح مستهدف وفق رؤية السعودية 2030.
وأوضح أن السعودية حققت الريادة على مستوى العالم بإعلان هذه المبادرة حيث سبق تم الكشف عنها ووضع استراتيجيتها قبل إعلان اتفاقية التنوع الأحيائي CBD التابعة للأمم المتحدة، في حين حقق المركز قفزات ملحوظة في هذه المبادرة.
ويعتزم المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية تنفيذ ثلاث مبادرات رئيسة تنطلق من "السعودية الخضراء"، تتمثل في "التوسع والإدارة المتكاملة للمناطق المحمية، إكثار وإعادة توطين الكائنات المهددة بالانقراض، وتقييم البيئات البحرية والساحلية وإعادة تأهيل المتضرر منها وإدارتها بشكل مستدام."
وأكد قربان أن نسبة المناطق المحمية البحرية ارتفعت في 2023 إلى 6.48 % بعد أن كانت 3.76 % من المساحة البحرية للسعودية في 2017، كما ارتفعت المحميات البرية إلى 18.1 % بعد أن كانت 4.56 % من المساحة البرية للسعودية خلال الفترة نفسها.
ونوه رئيس المركز إلى تسجيل محمية جزر فرسان في "برنامج الإنسان والمحيط الحيوي" التابع لليونسكو، وإدراج محمية عروق بني معارض في لائحة التراث العالمي الطبيعي لليونسكو في سبتمبر الماضي.
وفيما يتعلق بمبادرة إكثار وإعادة توطين الكائنات المهددة بالانقراض في بيئاتها الطبيعية، أبان قربان، أنه تم إطلاق أكثر من 7000 كائن مهدد بالانقراض من خلال برامج إكثار، "شملت المها العربي، ظبي الريم، ظبي الإدمي، طائر النعام، طائر الحبارى إضافة إلى برامج تتضمن إكثار الذئب العربي، الوشق، الضبع المخطط، الفهد الصياد، والأرنب البري."
وحول دور المركز في التنمية والحماية أوضح أن المركز نفذ عديد من المشاريع والبرامج لتحقيق رؤيته وأهدافه ضمن مفهوم التنمية والحماية، من بينها برنامج استكشاف الكهوف والدحول للتعرف على الحيوانات الفطرية التي كانت تعيش فيها من خلال الوقوف على الدلائل والشواهد التي تدل عليها، منها مومياوات الفهد الصياد التي عثر عليها في شمال السعودية.
ونفذ برنامج "تقييم أضرار تزايد قرود البابون وتحديد المشكلات وأفضل الحلول"، معلنا بدء المعالجات المتكاملة والمستدامة للمناطق المتضررة من زيادة أعدادها ومعالجة مشكلاتها في مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة حيث كان موسم حج 2023 خاليا من هذه المشكلة، وليواصل المركز أعمال المعالجة في جميع البؤر المتضررة في جنوب غرب السعودية.
وينفذ المركز مشاريع مسح استكشافية لرصد جميع أنواع النظم البيئية والأنواع البرية والبحرية لبناء خط أساس معرفي يمكننا الانطلاق منه في برامج المحافظة والتنمية الإدارة المستدامة، كما ستشكل مرجعا معتمدا لمراكز الأبحاث والعلماء في السعودية وخارجها.