لهذا تخلف الاتحاد الأوروبي عن منافسيه .. لا تجعلوا الاستثمار صعبا
تضم أوروبا 44 دولة يوجد فيها مجتمعة، نحو 32 مليون مؤسسة نشطة، بحسب بيانات المفوضية الأوروبية، ومع ذلك شهدت القارة العجوز نموا كئيبا في الأعوام القليلة الماضية.
تشير تقديرات البنك المركزي الأوروبي إلى أن أوروبا ستسجل نموا بنسبة 0.6 % في 2023، مع توقعات بتحسن هامشي يصل به إلى 0.8 % في 2024.
ولتوضيح الصورة، ارتفع الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة بمعدل سنوي 3.3 % في الربع الأخير من 2023، وتشير تقديرات رويترز والبنك الدولي إلى نمو صيني بنسبة 5.2 % في 2023.
إذن، ما الخطأ في أوروبا؟
يمثل "بزنس يوروب" 36 اتحادا تجاريا وطنيا في أوروبا – جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27، إضافة إلى دول عدة أخرى تشمل المملكة المتحدة وأوكرانيا.
وعند سؤال أعضائه عما يرون أنه سبب نقص النمو وإعاقة القدرة التنافسية، برزت ثلاثة موضوعات رئيسة: الطاقة والتنظيم وانفتاح التجارة.
في مقابلة مع فريدريك بيرسون، رئيس الاتحاد، حول كيفية إعادة أوروبا مكانا تنافسيا لممارسة الأعمال التجارية، ذكر أن تكلفة الطاقة التي ارتبطت أولا بالجائحة، ثم بالحرب في أوكرانيا جعلت أوروبا في وضع سيئ.
وبحسب يورونيوز بزنس، قال: "قبل عام كانت الأسعار أعلى كثيرا، لكنها انخفضت الآن. لكن حتى عند المستويات الحالية، الأسعار في أوروبا تضاعفت بعد الجائحة"، مضيفا أن الزيادة في الولايات المتحدة 30 % تقريبا "لذلك إننا نخسر أمام منافسينا الأمريكيين والآسيويين".
وما لم يتم حل مشكلة تكلفة الطاقة ستستمر، كما قال، رؤية الشركات مثل "بي إيه إس إف"، أكبر منتج للمواد الكيميائية في العالم، تخرج من أوروبا للحصول على أسعار أكثر ملاءمة.
تظهر بيانات جديدة من "يوروستات" أن الشركات الصغيرة والمتوسطة تشكل أكثر من 99 % من شركات الاتحاد الأوروبي.
على صعيد التنظيم، شدد فريدريك على أهمية أن تضع أوروبا قواعدها التنظيمية على النحو الصحيح، وقال: "نحن حريصون جدا في أوروبا على تنظيم الأمور. في الأعوام الخمسة الماضية مثلا، تم إصدار ما يقارب 100 قانون جديد على المستوى الأوروبي، ما يعني صدور لائحة جديدة كل يومين".
وأضاف "بالنسبة إلى الشركات الكبيرة، يعد هذا أمرا صعبا، لكن لديهم الهيكل والأقسام اللازمة للتعامل معه. أما بالنسبة إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، فهي إما أن تتوقف عن العمل، وإما تقرر عدم الدخول في سوق جديدة، وهي تعد العمود الفقري للشركات ذات رأس المال الكبير، لأنه إذا لم توجد شركات صغيرة ومتوسطة، ستتعثر الشركات الكبيرة أيضا".
هذا لا يعني التخلص من جميع التنظيمات، بل بتخفيفها لكن مع جودة أفضل، بما يضمن تسريع مدة المعالجة وزيادة فرص ممارسة الأعمال التجارية خارج الاتحاد الأوروبي.
قال فريدريك: "إذا فعلنا ذلك، فأنا متأكد من أن أوروبا ستعود إلى المركز الأول"، لكن إذا لم يحدث أي تغيير التوقعات بشأن أوروبا ستكون قاتمة.
وأشاد رئيس "بزنس يوروب" بكيفية تقدم الولايات المتحدة في قطاع التكنولوجيا، لكنه أشار أيضا إلى قوة قطاع التكنولوجيا الخضراء في أوروبا.
قال: "إذا نظرت إلى الـ15 عاما الماضية، فستجد أن أحد الأسباب وراء هذا النوع من النمو الممتاز في الولايات المتحدة، مقارنة بأوروبا، هو بالطبع الطريقة التي تحركوا بها في مجال التكنولوجيا".