جنوب شرق آسيا ملعب جديد لوادي السيليكون يستقبل استثمارات بـ 60 مليار دولار

جنوب شرق آسيا ملعب جديد لوادي السيليكون يستقبل استثمارات بـ 60 مليار دولار

لطالما كانت جنوب شرق آسيا مركزا نائيا للتكنولوجيا، وها هي تبرز بسرعة لتنصب نفسها مركز ثقل لهذه الصناعة، مع تحول أنظار عمالقة القطاع إلى أهمية المنطقة عالميا.

وبعد عقود من لعب دور ثانوي بعد الصين واليابان، تجتذب المنطقة التي يبلغ عدد سكانها نحو 675 مليون نسمة استثمارات تكنولوجية غير مسبوقة، إذ تعهد قادة الصناعة، أبل ومايكروسوفت ونفيديا، باستثمارات تبلغ مليارات الدولارات في المنطقة.

ووفقا لـ"بلومبرغ"، من المقرر أن تنفق أكبر الشركات في العالم ما يصل إلى 60 مليار دولار على مراكز البيانات وحدها على مدى السنوات القليلة المقبلة، مع تزايد اهتمام الشباب في جنوب شرق آسيا ببث الفيديو والتسوق عبر الإنترنت والذكاء الاصطناعي.

ورحبت المنطقة بالاستثمارات الغربية على مر الزمان، وفي ظل التوترات الجيوسياسية في أماكن أخرى، فإن الموقف المحايد الذي تتمتع به جنوب شرق آسيا والبيئة الملائمة للأعمال التجارية ومجموعة المواهب سريعة النمو وارتفاع الدخل تجذب انتباه وادي السيليكون.

وتؤكد زيارة تيم كوك وساتيا ناديلا أهمية المنطقة، حيث من المتوقع أن تسهم استثماراتهما في تحويل المنطقة إلى ساحة معركة رئيسة بين أمثال أمازون ومايكروسوفت وجوجل في المستقبل.

ومع وجود القوى العاملة المتنامية إلى جانب سعي حكوماتها من أجل تحسين التعليم والبنية التحتية، أصبحت المنطقة قاعدة جذابة لكل شيء من التصنيع ومراكز البيانات إلى البحث والتصميم.

وتتحول جنوب شرق آسيا بسرعة إلى سوق مهم للأدوات والخدمات عبر الإنترنت، حيث من المتوقع أن يصبح نحو 65% من سكان المنطقة من الطبقة المتوسطة بحلول 2030، مع ارتفاع القوة الشرائية، وفقا لتقديرات حكومة سنغافورة.

وتشير تقديرات جوجل وتيماسيك هولدينجز وباين آند كو إلى أن هذا سيؤدي إلى مضاعفة سوق الخدمات المستندة إلى الإنترنت إلى 600 مليار دولار.

وشركة أبل التي لم تكن منتجاتها ميسورة لكثيرين في المنطقة بسبب ارتفاع أسعارها، توسع متاجرها، إذ أسفرت جولة رئيسها التنفيذي الأخيرة في إندونيسيا عن تحقيق إيرادات قياسية في الدولة، على الرغم من انخفاض المبيعات العالمية.

وتأتي جاذبية جنوب شرق آسيا لشركات التكنولوجيا وسط تباطؤ النمو في وادي السيليكون، الذي يكافح في وضع أسس الذكاء الاصطناعي. ستحتضن سنغافورة حدثين كبيرين يضمان قادة القطاع لتسليط الضوء على إمكانات المنطقة.

ويعد الذكاء الاصطناعي التوليدي المحفز الأكبر للشركات، ومن المنتظر أن يسهم التبني المتنامي للتكنولوجيا في جنوب شرق آسيا بنحو تريليون دولار في اقتصاد المنطقة بحلول 2030، وفقا لتقرير صادر عن شركة كيرني الاستشارية.

ومن المتوقع أن ينمو الطلب على مراكز البيانات في جنوب شرق آسيا وشمال آسيا 25% سنويًا حتى 2028، مقارنة بـ 14% سنويا في الولايات المتحدة، وأن تكون المنطقة ثاني أكبر مصدر غير أمريكي لإيرادات مراكز البيانات حينها.

ويمثل جنوب شرق آسيا تحديات للشركات العالمية، مثل ثقافات العمل المتنوعة وتقلبات العملة، ومع ذلك تنجذب شركات التكنولوجيا الكبرى إلى مزايا المنطقة، بما في ذلك القوى العاملة الماهرة والفعالة من حيث التكلفة.

وأعلنت معظم الشركات الأمريكية عن برامج تدريبية مع حكومات المنطقة. وعدت "مايكروسوفت" بتدريب ما مجموعه 2.5 مليون شخص على مهارات الذكاء الاصطناعي في جنوب شرق آسيا بحلول 2025.

الأكثر قراءة