صناعة الرياضات الإلكترونية تجد طريقها نحو الربحية في السعودية
بعد سنوات من التجارب والأخطاء، يبدو أن صناعة الرياضات الإلكترونية قد وجدت أخيرا طريقا نحو الربحية في السعودية. فعلى مدى العقدين الماضيين حاولت شركات الرياضات الإلكترونية تسلق جدار الربحية، لكنها فشلت في معظم المحاولات، بحسب موقع DIGI DAY.
في البداية جاءت مدفوعات البث المباشر لفرق الرياضات الإلكترونية وصفقات حقوق الإعلام لدوري الرياضات الإلكترونية مع منصة تويتش، لكنها توقفت قبل بضع سنوات. تعاملت بعد ذلك شركات الرياضات الإلكترونية مع العملات المشفرة وأموال المقامرة، وهي مصدر للاستثمار انهار خلال شتاء العملات المشفرة في 2022 و2023. في الوقت نفسه، انهارت محاولات بعض منظمات الرياضات الإلكترونية للتحول إلى القطاع العام، ما ثبط اهتمام المؤسسات الاستثمارية من عالم رأس المال الجريء والأسهم الخاصة التي كانت متحمسة ذات يوم.
ورغم أن العلامات التجارية وميزانياتها التسويقية كانت مصدر إيرادات ثابتا نسبيا لشركات الرياضات الإلكترونية، فإن هذا الجانب من الأعمال لم ينمو بالسرعة التي توقعها كثيرون، خاصة مع انسحاب عدد من المعلنين من المجال في 2023.
إحدى المؤسسات القليلة التي لا تزال تمول الرياضات الإلكترونية هي صندوق الاستثمارات العامة في السعودية، الذي يضخ حاليا الأموال في الصناعة من جميع الاتجاهات. استحوذت السعودية على مجموعة ESL/FACEIT، مشغلة دوري الرياضات الإلكترونية، مقابل 1.5 مليار دولار في 2022.
ويقترب الآن موعد كأس العالم للرياضات الإلكترونية، البطولة السعودية التي بدأت العام الماضي باسم "جيمرز 8". ومن بين الاستثمارات الأخرى، قسم الألعاب والرياضات الإلكترونية في مدينة القدية السعودية.
قال رالف رايشرت، الرئيس التنفيذي لمؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، وهي منظمة غير ربحية أسستها الحكومة السعودية: "ما حاولنا فعله في السنوات القليلة الماضية، تحديدا العام الماضي، هو التأكد أن العالم يعرف أن المملكة جادة تماما بشأن الرياضات الإلكترونية".
أضاف: "إنها تتمتع بسجل حافل مع EFG- عملية الاستحواذ التي سارت جيدا وواصلت مسيرتها نحو مهمتها الأصلية - ومع جيمرز8، التي تمهد لما سيصبح عليه كأس العالم للرياضات الإلكترونية". حتى الآن، يبدو أن كل أصحاب المصلحة في صناعة الرياضات الإلكترونية قد فهموا الرسالة. بالنسبة إلى الناشرين ومنظمي البطولات وفرق الرياضات الإلكترونية أصبح الحصول على شريحة من "الكعكة" السعودية خطوة واضحة - وضرورية، وفقا لبعض المراقبين - للصمود بعد تحديات شتاء الرياضات الإلكترونية العام الماضي. وبحسب جرانت روسو، المدير العالمي للرياضات الإلكترونية والعمليات لمنظمة الرياضات الإلكترونية الرائدة في السعودية "تيم فالكونز": "لم يكن الوضع رائعا تماما قبل شتاء الرياضات الإلكترونية.
كانت بعض الفرق تكافح ماليا من أجل إظهار نطاق واضح ومربح، وقادنا ذلك إلى الوضع الحالي، الذي شهد انسحاب المستثمرون". أضاف: "شيء مثل هذا يعيد تنشيط الصناعة إلى حد كبير"، مشيرا بذلك إلى اهتمام السعودية بالرياضات الإلكترونية.
السعودية ليست الدولة الوحيدة التي استثمرت بكثافة في الرياضات الإلكترونية في السنوات الأخيرة. مثلا، حققت شركة بلاست، المنظمة للبطولة، ربحا هذا العام بعد أن صمدت في 2023 من خلال جولة استثمارية جمعت 12.7 مليون يورو بقيادة صندوق التصدير والاستثمار الدنماركي. كما فتحت حكومات الولايات الأمريكية، مثل ولاية كارولينا الشمالية، صناديق منح لصناعة الرياضات الإلكترونية في السنوات الأخيرة.
قال رايشرت: "إذا قارنتها بأي رياضة أخرى، فستجد أن جميعها ممول بشكل كبير من الحكومات في جميع أنحاء العالم، بدءا من الرياضات غير الاحترافية إلى الاحترافية .. ربما تكون هذه المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك التمويل بهذا الحجم في الرياضات الإلكترونية. إنه أمر جيد، في الواقع، إنه ليس سيئا أبدا".
لكن من بين الدول التي تستثمر الأموال حاليا في الألعاب التنافسية، فإن التزام السعودية تجاه المجال هو الأكبر على الإطلاق. يقال إن مجموعة سافي للألعاب الإلكترونية، التي تضم EFG وغيرها من شركات الألعاب السعودية، خصصت 38 مليار دولار لجعل المملكة حاضرة في مجال الألعاب والرياضات الإلكترونية.
قال مايك ميلانوف، رئيس المجلس الاستشاري للألعاب والرياضات الإلكترونية في مدينة القدية: أنا أحب السعودية، وأحب اتجاهها. لذلك أريد فقط أن أنقل ذلك (الألعاب) بالطريقة الصحيحة."