جنوب شرق آسيا منطقة بكر لتنويع استثمارات المؤسسات الخليجية
يحرص المستثمرون المؤسسيون في الشرق الأوسط على الاستفادة من الاقتصادات المتنامية في جنوب شرق آسيا، سعيا لتنويع محافظهم الاستثمارية في وقت تتصاعد فيه التوترات بين الصين والغرب.
وفقا لشركة تي في إم كابيتال هيلث كير للأسهم الخاصة التي تتخذ من دبي وسنغافورة مقرا لها "كانت مكاتب إدارة الثروات العائلية في الشرق الأوسط تركز بشكل شبه حصري على الولايات المتحدة وأوروبا. لم تنظر إلى آسيا، وهذا الأمر يتغير الآن".
فقد شهد صندوق عافية من "تي في إم كابيتال هيلث كير" مشاركة مستثمرين مؤسسيين من دول الخليج وأوروبا، بقيادة صندوق جدا، شركة تابعة لصندوق الاستثمارات العامة في السعودية، والشركة السعودية للاستثمار الجريء.
قال هيلموت شوسلر، الرئيس والرئيس التنفيذي لـ"تي في إم كابيتال هيلث كير": "هناك علاقات راسخة بين الصين ودول مثل السعودية والإمارات العربية المتحدة، لكن نظرا إلى التطورات السياسية مع الصين والولايات المتحدة في الآونة الأخيرة، فإن دول الشرق الأوسط تحاول البقاء محايدة إلى حد كبير وتطوير علاقات عميقة مع الجميع، وعلى وجه الخصوص مع دول جنوب شرق آسيا".
في الشهر الماضي أغلقت "تي في إم" صندوقها الثاني في الشرق الأوسط، الذي جذب 250 مليون دولار. وتعكف الشركة على جمع صندوق منفصل في جنوب شرق آسيا بحجم مستهدف يراوح بين 150 مليون دولار و200 مليون دولار. ومن المتوقع أن يكون الإغلاق الأولي للصندوق الجديد الذي تلقى التزامات من مستثمرين رئيسين من الشرق الأوسط، بحلول نهاية هذا العام، وفقا لشوسلر.
إلى جانب التنويع الجغرافي، يعمل الشركاء المحدودون في الشرق الأوسط على توسيع إستراتيجياتهم الاستثمارية، متجاوزين الاستثمارات العقارية التقليدية لاستكشاف فئات أصول بديلة مثل الأسهم الخاصة.
قال شوسلر: "عندما أقول أسهم خاصة، أعني الشركات الكبرى – كانت هي المتلقي الرئيس لرأس المال. لكن مع مرور الوقت، أصبح المستثمرون في الشرق الأوسط أكثر تنوعا في نهجهم في عالم الأسهم الخاصة. باتوا يتطلعون إلى الشركات الصغيرة وشركات الأسهم الخاصة الأصغر حجما التي تركز بشكل أكبر على نمو رأس المال".
تنشط "تي في إم" في الشرق الأوسط منذ 2010، وتستثمر في شركات تمر بمرحلة توسع ونمو وفي الوقت نفسه بدأت في توليد تدفقات إيرادات وتمثل فرصة نمو "كبيرة". ومع التركيز بشكل خاص على الرعاية الصحية وخدماتها، تستثمر الشركة في حصص تراوح بين 10 ملايين دولار و30 مليون دولار، وفقا لشوسلر.
وأضاف: "نحن لا نتردد في الحصول على الأغلبية في أي شركة، ونريد على الأقل أن نكون أقلية كبيرة".
وأوضح أن الشركة تخطط لتخصيص كل رأس المال الذي جمع في صندوق عافية لـ6 إلى 8 أهداف بحلول نهاية هذا العام.
قال: "ما سيحدث في الأعوام الـ10 المقبلة هو أن آسيا ستصبح أكثر تطورا كوجهة استثمارية. توجد أنشطة ريادية كثيرة هناك. ستصبح المنطقة ركيزة ثالثة للتنويع الدولي لاستثمارات الشرق الأوسط".