إيرباص .. 54 عاما منذ التأسيس واستمرار في التطوير وتنافس ممتد مع «بوينج»
كلما ترفع بصرك إلى السماء، وتستمع إلى ضجيج أصوات الطائرات يخطر ببالك شركة إيرباص ومنافستها الأمريكية بوينج، اللذان استحوذا على سماء العالم، واكتسبا ثقة المسافرين على مدى عقود.
رغم الحوادث المتفرقة لم تزعزع مكانة الشركتين كثيرا، بل دفعتهما إلى تطوير صناعتهما باتفاقات جديدة وصفقات مستمرة تصب في انتعاش سوق الطيران العالمية.
الشركتان لهما باع وتاريخ طويل في الصناعة فكل منهما تتنافس وتتسابق من أجل الحصول على طلبيات جديدة.
وليس ببعيد ما تم إعلانه من مجموعة الخطوط السعودية عن أكبر صفقة مع إيرباص بـ 105 طائرات بوصفها أكبر صفقة في تاريخ الطيران السعودي.
ووفقا لما أوردته الشركة السعودية في بيان سيكون تسلم أولى تلك الطائرات في الربع الأول من 2026، وتمتد عمليات التسليم حتى 2031، لتنضم إلى أسطول الطيران السعودي المتنوع.
زار أمس وفد من مجموعة الخطوط السعودية مدينة هامبورج الألمانية التي تضم أحد أهم المقار الصناعية لشركة بوينج لمتابعة تنفيذ الصفقة.
منذ تأسيس شركة إيرباص في مدينة تولوز الفرنسية تحت مسمى اتحاد تصنيع الطائرات الأوروبي الذي تم تشكيله في عام 1970 لملء مكانة سوقية للطائرات النفاثة ذات المدى القصير إلى المتوسط، ذات السعة العالية.
تعد الآن واحدة من أكبر شركتين مصنعتين للطائرات التجارية في العالم، وتتنافس مباشرة مع شركة بوينغ الأمريكية وتهيمن في كثير من الأحيان على سوق الطائرات النفاثة من حيث الطلبيات أو التسليم أو الإيرادات السنوية.
يقول تقرير من موقع الشركة اطلعت "الاقتصادية" عليه إن من بين الأعضاء الكاملين في إيرباص، الشركة الأوروبية للدفاع الجوي والفضاء (EADS) المملوكة لألمانيا وفرنسا وإسبانيا، بحصة 80%، وشركة BAE Systems البريطانية بحصة 20%. تعد شركة Belairbus البلجيكية وشركة Alenia الإيطالية عضوين منتسبين لتقاسم المخاطر في برامج مختارة.
يضم "الكونسورتيوم " أكثر من 1500 مورد ويعقد اتفاقيات تعاون مع عديد من الشركات في عديد من البلدان. وتعد الشركات الأمريكية مسؤولة عن نحو ثلث مكونات طائرات إيرباص. يقع المقر الرئيس بالقرب من تولوز الفرنسية، وتوظف أكثر من 50 ألف شخص.
ويعمل الموظفون مباشرة على طائرات إيرباص في فرنسا وألمانيا وإسبانيا والمملكة المتحدة والصين، ويعمل آخرون في الهندسة والمبيعات والتدريب وغيرها من المهن حول العالم.
ويوضح التقرير أن الشركات الشريكة تعمل معظمها على أعمال التجميع الفرعي في مصانعها الخاصة، على سبيل المثال يتم تصنيع أجنحة جميع طائرات إيرباص في المملكة المتحدة، ويتم تصنيع مجموعات الذيل الفرعية في إسبانيا.
ويتم نقل التجميعات الفرعية عن طريق البر والسكك الحديدية والصنادل والسفن والطائرات باستخدام أسطول من الطائرات الخاصة، إيرباص سوبر ترانسبورتر بيلوجا، إلى خطوط التجميع النهائية في فرنسا وألمانيا والصين.
يتم تجميع طائرات إيرباص A320، A330/A340 ،A380، وA350 في مجمع بالقرب من تولوز، بينما يتم تجميع طائرات A318، A319، وA321 في هامبورغ.
إضافة إلى ذلك، يتم تجميع طائرات A320 في تيانجين الصينية، منذ 2008. بينما يتم تجميع طائرات A320 في موبايل، ألاباما، منذ 2015.
بدأ برنامج إيرباص في 1965 عندما بدأت حكومتا فرنسا وألمانيا مناقشات حول تشكيل اتحاد لبناء طائرة نقل نفاثة أوروبية ذات قدرة عالية وقصيرة المدى.
في العام التالي، أعلن المسؤولون الفرنسيون والألمان والبريطانيون أن شركة Sud Aviation (فرنسا)، وشركة Arge Airbus (مجموعة غير رسمية من شركات الطيران الألمانية)، وشركة Hawker Siddeley Aviation (بريطانيا) تدرس تطوير طائرة ذات 300 مقعد للرحلة القصيرة لقطاع النقل.
نظرا لأن المحركات التي تلبي متطلبات إيرباص لم تتحقق، فقد تم تعديل التصميم الأولي، المسمى A300، إلى نسخة تتسع لـ 250 مقعدا.
في عام 1969، انسحبت الحكومة البريطانية من البرنامج، لكن فرنسا وألمانيا وقعتا على بنود رسمية للمضي قدما في مرحلة البناء.
وتم تطوير طائرة A300 لملء السوق المختصة للطائرات ذات المدى القصير إلى المتوسط، ذات السعة العالية.
كانت أول طائرة نفاثة ذات جسم عريض مزودة بمحركين فقط لتحسين اقتصاديات التشغيل. وقام النموذج الأولي لطائرة A300 بأول رحلة له في 1972، ودخلت الطائرة الخدمة التجارية مع الخطوط الجوية الفرنسية في 1974.
ورغم أدائها الممتاز، إلا أن مبيعات طائرة A300 كانت ضعيفة في البداية لمخاوف شركات الطيران بشأن الشركة المصنعة الجديدة وغير المؤكدة.
في 1987، أطلقت شركة إيرباص طائرتين ذواتي جسم عريض تعتمدان على نفس جسم الطائرة والجناح لتوسيع خط إنتاجها ليشمل قطاع الطائرات طويلة المدى.
دخلت الطائرة A340 ذات الأربعة محركات الخدمة في 1993، وتبعتها الطائرة A330 ذات المحركين بعد عام.
إيرباص شركة عالمية في صناعة الطيران، وتعمل في قطاعات الطائرات التجارية والمروحيات والدفاع والفضاء. وتقوم الشركة بتصميم وتصنيع وتقديم منتجات وخدمات وحلول الطيران للعملاء على نطاق عالمي.
إيرباص تمتلك عمليات تجارية تقع في أوروبا والأمريكتين وإفريقيا والشرق الأوسط وآسيا.