تسونامي السياحة تهديد يلوث المدن ويتلف المواقع التاريخية
تشهد الوجهات السياحية العالمية الشهيرة إقبالا أكبر من طاقتها، أدى إلى ارتفاع الأسعار وتلوث المدن وإتلاف المواقع التاريخية وإثارة غضب السكان المحليين. مع ذلك، لا يظهر تسونامي السياحة أي علامات على التباطؤ، وبعض أجمل الأماكن وأكثرها شهرة على هذا الكوكب تقع على مساره.
يقول كريستوفر جافني، أستاذ الضيافة في جامعة نيويورك الذي يدرس مخاطر السياحة العالمية: "السياحة ليست مجرد فرصة. إنها تهديد أيضا"، وفقا لـ"أكسيوس".
وتشير ناشيونال جيوغرافيك إلى أن نحو 80 % من المسافرين يزورون 10 % فقط من الوجهات في العالم، كما تتوقع ذراع السياحة التابعة للأمم المتحدة أن يصل عدد السياح العالميين من 1.5 مليار في 2019 ليصل إلى 1.8 مليار بحلول 2030.
وبالرغم أن أسعار تذاكر الطيران أعلى مما كانت عليه قبل الوباء، إلا أنها أصبحت تقارب نصف تكلفة ما كانت عليه في الثمانينيات عند تعديلها وفقا للتضخم.
يقول جافني إن المحرك الرئيسي للطفرة الحديثة في السياحة هو صعود الطبقة المتوسطة الضخمة في الصين. ويحلم الأشخاص بالسفر بعد أن أصبح التعرف على المعالم السياحية الجذابة في الدول الأخرى سهلا، بينما يقول تيم
ويليامسون، المدير الإداري لشركة ريسبونسبال ترافل: "من المفارقات أن السياحة المفرطة يمكن أن تؤدي إلى تآكل الروح الثقافية التي تجذب الزوار (...) في المقام الأول".
وشهدت إسبانيا رقما قياسيا بلغ 85 مليون زائر في 2023، وكانت برشلونة واحدة من أكثر المدن تأثرا، وفقا لتقرير "سي إن بي سي".
على الرغم من تضاعف عدد فنادق برشلونة أربع مرات خلال الفترة من 1990 إلى 2023، تصاعد التوتر في المنطقة السياحية إلى درجة دفعت سكان محليين إلى التظاهر ورشق السياح بالماء ورفع لافتات تطالبهم بالعودة إلى بلادهم، مما أدى إلى زيادة المدينة لضريبة السياحة، وحظر جميع الإيجارات قصيرة الأجل على طراز أيربنب بحلول 2028.
ولدى أمستردام حملة بعنوان "ابق بعيدا" تستهدف السياح، تتضمن لوائح جديدة بشأن الإيجارات القصيرة الأجل والحد من حركة السفن السياحية.
من الأفضل أن تفكر في تخطي الوجهات الأكثر شعبية، أو زيارتها في غير المواسم لتجنب زيادة الحشود، أو القيام برحلات إلى الوجهات القريبة بالسيارة أو السكك الحديدية.
"تذكر أنها ليست وجهة سياحية. إنها منزل شخص ما"، كما يقول ويليامسون، مضيفا: "أعتقد أننا ننسى أنه في بعض الأحيان، عندما نكون في عطلة، أن نكون ضيوفا".