أولمبياد باريس .. تحول تجاري فاخر في عاصمة الموضة والرياضة
تضفي باريس جوا من الفخامة على الألعاب الأولمبية. من حقائب لويس فيتون المخصصة لعرض الميداليات الأولمبية والشعلة، إلى ملابس أرماني التي يرتديها فريق إيطاليا، ستكتسح العلامات التجارية الفاخرة والجمالية ساحة الألعاب الأولمبية في المدينة. اجتذبت الخلفية الساحرة للبلاد رعاة من بينهم شركات التجميل والأزياء الراقية، ما سيكون أكبر انتشار للرفاهية في الألعاب الأولمبية. وتعد "إل في إم إتش" أحد أكبر الشركاء التجاريين للألعاب الأولمبية في باريس، حيث أنفقت المجموعة 160 مليون دولار، وفقا لتقرير "بلومبرغ".
وتنفق علامات تجارية مثل ديور ولويس فيتون وأرماني وبرادا مبالغ كبيرة لرعاية الرياضيين أو الفرق، وكذلك العلامات الراقية الأخرى مثل سكيمز وجلوسيير ولولوليمون. إنها تتطلع إلى الاستفادة من قيمة العلامة التجارية للألعاب، والاهتمام المتزايد بالرياضة النسائية، ومن قيمة المدينة المضيفة باريس في جذب الجمهور الذي يجلبه الحدث المستمر لأسابيع، وفقا لـ "أكسيوس".
ووفقا لـ "بزنس إنسايدر"، فأن "ألعاب باريس" جعلت المدينة تعود إلى سابق عهدها، مع عودة الحشود لأول مرة منذ الجائحة، وهذا يساعد في جذب المعلنين من جميع أنحاء العالم الذين يأملون في الوصول إلى جمهور واسع. حيث جدت شركة سبونسر يونايتد أن 64 % من الرعاة لدورة الألعاب الأولمبية في باريس غير محليين، مقارنة بـ 14 % لدورة الألعاب في طوكيو.
وقالت إيلي ثورب مديرة كانتار براندز "سنرى جمهورا أكبر بكثير مقارنة بدورات الألعاب القليلة الماضية، لذا فهي فرصة رائعة للعلامات التجارية لتحظى بهذا الانكشاف العالمي والظهور على المسرح العالمي".
في مشهد إعلامي مفكك، إذ يتلقى عدد أكبر من الأشخاص إعلانات مخصصة على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من الإعلانات التجارية في نشرات الأخبار المسائية، توفر الألعاب الأوليمبية فرصة نادرة لجذب جمهور كبير ومتنوع ومضمون في وقت واحد، حيث أن الافتقار إلى فرص إيجاد جمهور كبير يتزامن مع الاهتمام المتزايد بالرياضة النسائية وهي فرصة تلقائية للعلامات التجارية للأزياء والجمال.
للمرة الأولى على الإطلاق، سيكون هناك عدد متساو من الرياضيين من الذكور والإناث يتنافسون في الألعاب الأولمبية، وتتوقع شركة ديلويت أن تتجاوز الإيرادات العالمية السنوية للرياضات النسائية النخبوية مليار دولار هذا العام، وهو رقم قياسي.
كتبت مارغريت لو رولاند، رئيسة الملابس والأحذية في يورومونيتور إنترناشيونال، في تقرير حديث: "الحضور والمشاهدات ومشاركة المشجعين في ارتفاع، ويُنظر إلى رعاية الرياضيات والفرق النسائية على أنها الطريقة السهلة للعلامات التجارية (للوصول إلى الجمهور)".
تأتي الألعاب في وقت مضطرب للرفاهية، التي تتعرض للضغط نتيجة التضخم وتباطؤ نمو المبيعات في أعقاب الجائحة. شهدت "إل في إم إتش"، الرائدة في هذا القطاع، انخفاض أسهمها بعد فشل أرباح الربع الثاني في تلبية التوقعات وسط ركود المبيعات.
وقالت ثورب: "لكن ما رأيناه في تحليلنا هو أن الناس على استعداد لإنفاق الأموال على العلامات التجارية التي يرون أنها تستحق ذلك. العلامات التجارية التي ستتصدر اختيارات المستهلكين هي التي تتواصل وتبني علاقات قوية معهم".
وأخيرا، تعد الألعاب الأولمبية أيضا فرصة عالية المخاطر لإثبات أن الرفاهية "تستحق الإنفاق" بعد رد الفعل العنيف الأخير ضد الأسعار المرتفعة للغاية.