أثرياء الصين يسلكون مسارا محافظا في استثمار ثرواتهم ..عقارات فاخرة وأصول دولية
من المتوقع أن يزيد عدد أثرياء الصين نحو 50٪ في غضون بضعة أعوام، إذ ينتظر أن يرتفع عددهم إلى 145 ألفا بحلول 2028 من 99 ألفا في 2023، وفقا لتوقعات تقرير الثروة الأخير من شركة نايت فرانك.
في وقت يواجه فيه اقتصاد الصين رياحا معاكسة، ويتباطؤ النمو، يقفز سؤال مهم، أين يضع أثرياء الصين - الأشخاص الذين تبلغ ثروتهم الصافية 30 مليون دولار على الأقل – ثرواتهم؟
أخبر تنفيذيون في مجال إدارة الثروات شبكة "سي إن بي سي" أن الاتجاه الاستثماري الحالي للصينيين الأثرياء هو اتجاه "محافظ"، حيث تتدفق أموالهم إلى الأصول الدولية نتيجة تباطؤ الاقتصاد الصيني الذي يعرقله قطاع العقارات المتعثر. مع ذلك، تظل سوق العقارات الراقية في البلاد من الأصول المفضلة.
قال جيمس ماكدونالد، رئيس قسم أبحاث الصين في شركة العقارات العالمية، سافيلز: "هناك زيادة ملحوظة في المعاملات داخل قطاع العقارات الفاخرة في شنغهاي"، عازيا ذلك إلى تخفيف السياسة أخيرا من قبل الحكومة، الذي أدى إلى زيادة تدشين عقارات راقية جديدة في مواقع وسط المدينة، ومعالجة الطلب المكبوت.
بحسب بيانات قدمها سام شي، رئيس قسم الأبحاث في شركة "سي بي آر إي" في الصين، نما حجم معاملات المساكن المبنية حديثا التي لا يقل سعرها عن 2.75 مليون دولار لكل وحدة 38٪ على أساس سنوي في الربع الأول من 2024. وأشار إلى أن 40٪ من المشترين كانوا من سكان شنغهاي المحليين.
قال خبراء لـ"سي إن بي سي": إن فئات الاستثمار المحلية الأخرى، مثل سوق العقارات الأوسع والأسهم المدرجة في الصين ليست شائعة بين الأثرياء.
"كان العملاء الصينيون تقليديا يميلون إلى زيادة وزن العقارات وأسهم السوق المحلية"، كما قال نيك شياو، الرئيس التنفيذي لمكتب هايوين إنترناشيونال لإدارة ثروات العائلات - مقره هونج كونج. لكن المستثمرين الصينيين الأثرياء أصبحوا يتبنون مجموعة متنامية ومتنوعة من فئات الأصول، بما في ذلك العملات والائتمان الخاص والأسهم الخاصة وسندات الخزانة الأمريكية وأسهم الأسواق المتقدمة.
تابع شياو قائلا: "تقدم الأسهم الأمريكية واليابانية لكثير من العملاء الصينيين مشاركة في قطاعات ذات نمو مرتفع واتجاهات طويلة المدى لن تنعكس في المدى القريب".
من جانبه، أشار ستيفن باو، كبير مسؤولي الاستثمار في مكتب هيفينج لإدارة ثروات العائلات إلى أن تدفق أموال الصينيين الأثرياء إلى الأصول الدولية نتج عن زيادة تخصيصات المستثمرين المؤسسيين المحليين المؤهلين (برنامج يسمح للمؤسسات المالية بالاستثمار في الأوراق المالية خارج الصين) والشراكة المحدودة المحلية المؤهلة (برنامج يسمح بتحويل اليوان المحلي إلى عملات أجنبية للاستثمارات الخارجية).
وذكر أن الصينيين الأثرياء يتحولون نحو الحفاظ على رأس المال ونحو المنتجات ذات العائد الأعلى والمنخفضة المخاطر، مثل سندات الخزانة الأمريكية، خاصة بعد تكبد خسائر في العقارات والأسهم المحلية. قال: "هذا يتناقض مع نهج الاستثمار الأكثر تنوعا الذي يتبعه الأثرياء في أماكن أخرى من العالم، إذ غالبا ما يكونون على استعداد لتخصيص الأموال لصناديق الاستثمار المشتركة ومحافظ الأصول المتعددة".