ذعر في الأسواق يرفع صرخات خفض الفائدة .. اقتصاد شبيه بزمن الجوائح

ذعر في الأسواق يرفع صرخات خفض الفائدة .. اقتصاد شبيه بزمن الجوائح
رئيس الفيدرالي جيروم باول

تشهد سوق الأسهم الأمريكية هبوطا حادا، شعر المستثمرون بالذعر، وطالبوا الفيدرالي بخفض الفائدة الآن، قبل أكثر من شهر من اجتماعه القادم المحدد في سبتمبر.

فعل ذلك من شأنه أن يجعل اقتصاد اليوم متشابها مع أوقات الجائحة أو الهجمات الإرهابية الكبرى على غرار أحداث 11 سبتمبر. وفقا لـ "بزنس إنسايدر" أصدر مكتب إحصاءات العمل يوم الجمعة تقرير الوظائف لشهر يوليو، والذي وجد أن معدل البطالة ارتفع إلى 4.3% أعلى معدل منذ 3 سنوات. كما كان نمو الوظائف أقل بكثير من التوقعات وأدى إلى انخفاض حاد للأسواق حول العالم - أشار كثيرون بأصابع الاتهام إلى الاحتياطي الفيدرالي لتأخره في خفض الفائدة، بعد تثبيتها في اجتماعه الأسبوع الماضي.

استمرت تداعيات تقرير الوظائف على مدى الأيام القليلة الماضية. هبطت سوق الأسهم الأمريكية يوم الاثنين، مع انخفاض مؤشري ناسداك وداو جونز. كما انخفض مؤشر سوق الأسهم الرئيس في اليابان 12.4% يوم الاثنين في رد فعل لكل من تقرير الوظائف في الولايات المتحدة وأحدث زيادة في أسعار الفائدة في اليابان. دفع الذعر العالمي بعض خبراء الاقتصاد إلى دعوة الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض طارئ لأسعار الفائدة هذا الأسبوع. ذكرت بلومبرغ أن المتداولين كانوا يتوقعون احتمالية 60% لخفض الفائدة الأسبوع المقبل. لكن من غير المرجح أن تجتمع لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية مرة أخرى حتى 18 سبتمبر.

ومن المتوقع أن تُخفض أسعار الفائدة خلال ذلك الاجتماع بعد أن أبقتها ثابتة لمدة عام تقريبا. صرح جيريمي سيجل، أستاذ في كلية وارتون لإدارة الأعمال، لشبكة سي إن بي سي يوم الاثنين أن الفيدرالي يجب أن يخفض أسعار الفائدة تخفيضا طارئا بمقدار 75 نقطة أساس هذا الأسبوع وأنه يجب أن "يخفضها مجددا بمقدار 75 نقطة أساس الشهر المقبل في اجتماع سبتمبر – وهذا هو الحد الأدنى".

لم يعط الاحتياطي الفيدرالي أي إشارة حيال ما إذا كان سيخفض الفائدة هذا الأسبوع، لكنه لم يجري تخفيضا طارئا إلا في حالات حرجة في الماضي – ولا يبدو أن الاقتصاد الأمريكي قد وصل إلى هذه النقطة بعد.
مع ذلك، بسبب المخاوف من عدم قدرة الاحتياطي الفيدرالي على تحقيق هبوط ناعم وتجنب حدوث ركود، من المرجح أن تزداد دعوات المساعدة. إن الخفض الطارئ للفائدة نادر للغاية، وقد قنن الفيدرالي ذلك في الماضي.

كانت هناك سلسلة من تخفيضات أسعار الفائدة خارج الدورة في 2001 بعد انفجار فقاعة دوت كوم وبعد ذلك أحداث 11 سبتمبر، وكلاهما أدى إلى انهيار سوق الأسهم. بعد ذلك في 2008، أجرى الفيدرالي تخفيضات طارئة لأسعار الفائدة في أعقاب انهيار سوق الإسكان، وخفض الفائدة أخيرا خارج الدورة في مارس 2020 استجابة لبداية جائحة كوفيد-19. لكن إلى جانب الدعوات لخفض الفائدة هذا الأسبوع، يحث بعض الخبراء على عدم المبالغة في رد الفعل.

قال جيم سميجيل، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة الخدمات المالية إس إي آي، في بيان إن "إجراء تخفيضات طارئة لأسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي لا معنى له نظرا إلى الظروف الاقتصادية في الولايات المتحدة وستدمر مصداقية صانعي السياسات".

إذا لم يخفض الفيدرالي أسعار الفائدة هذا الأسبوع، فمن المرجح أن يكون هناك ضغوط متزايدة على الفيدرالي في سبتمبر لخفضها بحدة، قال باول خلال مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي إن اتخاذ أي قرار سيكون بناء على البيانات فقط، وإن كل السيناريوهات ممكنة من عدم تخفيض الفائدة إلى تخفيضها عدة مرات اعتمادا على حال الاقتصاد.

الأكثر قراءة