نهاية عصر جوجل.. العملاقة الرقمية تتقزم
الحكم التاريخي الذي أصدره قاض فيدرالي الاثنين الماضي بإدانة جوجل بالاحتكار، هو أقوى إشارة حتى الآن إلى أن عصر جوجل في الإنترنت قد انتهى.
جوجل لن تبرح مكانها، وستظل عملاقة رقمية - لكن قدرتها على تحديد أجندة مستقبل صناعة التكنولوجيا والتحكم فيها تتضاءل، وفقا لما ذكره موقع "أكسيوس".
إن محاربة أي دعوى مكافحة احتكار تتطلب دائما المال والوقت - ولكن الأهم من ذلك أنها تشتت انتباه كل من المديرين التنفيذيين والموظفين.
تجلب خسارة تلك الدعاوى احتمال فرض قيود جديدة على حرية عمل الشركة، مع احتمال فرض قواعد من المحكمة وإضافة محامين إلى فريق تطوير المنتجات.
هذا الأمر يعيد أصدأء ما حدث مع المنافس التاريخي "مايكروسوفت"، حيث أدت دعوى مكافحة الاحتكار التي رفعتها وزارة العدل الأمريكية في 1998 ضد مايكروسوفت إلى تشتيت انتباه الشركة وإبطائها عن هيمنة شبكة الإنترنت سريعة النمو بالطريقة التي قادت بها عصر الحوسبة الشخصية. وتأسست جوجل في العام نفسه.
هذه المرة، أصبحت جوجل هي الرائدة في الصناعة، والذكاء الاصطناعي هو المنصة الجديدة، والشركات الناشئة مثل "أوبن أيه آي" تتنافس على الصدارة.
كان التقدم في التكنولوجيا يعتمد دائما على هذه الدورة التي تتمثل في تحدي الشركات الناشئة لنظيرتها القائمة وتصبح في النهاية القوة المهيمنة الجديدة.
ولكن على مدى العقد الماضي، يبدو أن هذه العملية أصبحت في حالة جمود، مع انعدام أمل تحدي الشركات الجديدة لعمالقة التكنولوجيا الخمسة الكبرى.
هذا صحيح، لكن الذكاء الاصطناعي يعمل على البيانات، والبيانات هي ما قضت جوجل ربع القرن الماضي في تجميعه - ما يمنح الشركة قوة هائلة ومستمرة لا تخجل من التسلح بها.
يركز قرار القاضي أميت ميهتا على استخدام جوجل لنفوذها في سوق البحث لإبعاد المنافسين. وهذا يعني أن العقوبات التي يفرضها ستركز على الأرجح على هذا الجزء من أعمالها.
مع ذلك، يمكن لمجموعة إبداعية من الحلول القضائية أن تحد أيضا من قدرة جوجل على الاستفادة من بيانات مستخدمي البحث - أو حتى إيجاد طرق لإلزام الشركة بفتح مخزون بياناتها للمنافسين.
قالت جوجل إنها ستستأنف الحكم، ومن الشائع إلى حد ما أن يتم نقض قرارات مكافحة الاحتكار المعقدة مثل هذا القرار - كما حدث مع جزء كبير من الحكم ضد مايكروسوفت قبل 20 عاما.
في الوقت نفسه، في المرحلة الثانية من المحاكمة، سيقرر القاضي نوع الإصلاح الذي سيفرضه على جوجل - الذي قد يختلف من قواعد محدودة تحكم سلوكها إلى جهد واسع النطاق لتفكيك الشركة.
غالبا ما تنتهي الدعاوى القضائية ضد الاحتكارات التكنولوجية بتفاصيل فنية. لكنها يمكن أن تدفع الصناعة أيضا إلى التطور بطرق جديدة.
يمكن أن يضيف حكم يوم الاثنين قوة قانونية وعمق سياسي إلى الاتجاهات الثورية التي أطلقها الذكاء الاصطناعي. وقد يكون هذا كافيا لفتح سوق البحث المؤصدة منذ فترة طويلة.