مولينكامب ناصحا المستثمرين: اكتنزوا النقد وراهنوا على الذهب وابتعدوا عن الذكاء الاصطناعي
يرى جيف مولينكامب أن أفضل طريقة لتنمية أموال عملائه في بعض الأسواق هي عدم فعل أي شيء بها.
وتفوق مدير صندوق مولينكامب على 98% من الصناديق في فئة القيمة الرأسمالية الكبيرة في السنوات الخمس الماضية. الأمر المثير للاهتمام هو أن مولينكامب تفوق في الأداء مع تشبثه بالنقد، رغم أن ذلك يمكن أن يؤثر في العائدات حسبما هو متعارف عليه.
في منتصف 2022، قال مولينكامب: إن النقد يشكل45% من محفظته، وهي نسبة خفضها إلى 30% في أوائل 2023. أتت هذه الإستراتيجية غير التقليدية بثمارها، حيث حقق صندوق مولينكامب عائدا إيجابيا في 2022، وهو أسوأ عام للأسهم الأمريكية منذ 2008، بحسب "بزنس إنسايدر".
رغم أن مولينكامب استثمر النقد منذ ذلك الحين، لا يزال نحو 14% من أصول صندوقه على الهامش. بني جزء كبير من هذا المخزون عندما قلص المراكز التي بلغت مستويات القيمة العادلة.
ويسير وارن بافيت على الخطى نفسها، حيث احتفظت شركة بيركشاير هاثاواي بمستوى قياسي من النقد، بلغ نحو 17.5% من أصولها، في منتصف العام.
في مقابلة مع "بيزنس إنسايدر"، قال مولينكامب: إنه على استعداد لاستخدام مخزون النقد، وأضاف أن عقبة الاستثمار مرتفعة بشكل غير عادي لأن تقييمات الأسهم باهظة، ويبدو أن الاقتصاد يضعف، والعائد النقدي يبلغ نحو 5%.
لاحظ مولينكامب أن الأسهم الأكثر شعبية في السوق هي شركات التكنولوجيا ذات القيمة السوقية الضخمة، ربحت عديد من هذه الشركات نتيجة اقتحامها ساحة الذكاء الاصطناعي.
شهد سهم إنفيديا ارتفاعات فلكية، لكنه مع ذلك تعرض لضربة كبيرة هذا الصيف حين شعر المستثمرون بالقلق من أن الطلب على الذكاء الاصطناعي قد يبقى على ما هو عليه.
قال مولينكامب: إن التقييم السخي لشركة إنفيديا لن يكون مبررا إلا إذا استمرت الشركات في التسابق لدفع العلاوات على رقائق الذكاء الاصطناعي التي تنتجها. وإلا، فقد لا تتمكن الشركة من الخروج قريبا من سوق الهبوط التي تعيشها.
في حين استبعد بعض الخبراء حدوث ركود تقريبا، قال مولينكامب إنه ليس متأكدا من ذلك.
,أضاف أن احتمالات انكماش الاقتصاد واردة، مشيرا إلى أن بعض القطاعات تشعر بالألم أصلا.
وأعرب مولينكامب عن اعتقاده بأن التوسع الاقتصادي قد يستمر، لكن الأسواق يجب أن تأخذ في الحسبان الألم المحتمل.
قال: "هناك عدد قليل جدا من الشركات المسعرة كما لو أن السوق تتوقع ركودا - حتى لو كان التصنيع في ركود، وصناعة الشاحنات في ركود، وصناعة الرقائق في ركود. كل ذلك صحيح، لكنه لا ينعكس في الأسعار. وهذا يعني أن الوقت قد حان للتحلي بالصبر".
حتى في سوق تندر فيها التخفيضات، يمتلك مولينكامب استثمارات يمكن أن يضع فيها أمواله، بما في ذلك الشركات المرتبطة بالذهب. قال: "بدأ الذهب في تحقيق مستويات مرتفعة، ولم تكن أي من الأسهم المرتبطة بالذهب تتحرك على الإطلاق".
خرج المعدن الأصفر من ضيق استمر سنوات وارتفع 22% هذا العام، رغم أن مولينكامب أشار إلى أن أسهم تعدين الذهب مثل "نيو مونت" و"رويال جولد" لم ترتفع حتى أواخر مارس.
ارتفعت هاتان الشركتان، اللتان أصبحتا الآن اثنتين من أكبر حيازات مولينكامب 49% و 22% منذ ذلك الحين على التوالي، لكنه يعتقد أنهما لا تزالان مقومتين بأقل من قيمتهما الحقيقية.
الذهب ليس مجرد معقل ضد الاقتصاد الأضعف، بل وسيلة تحوط مجربة ضد ارتفاع التضخم. ويخشى مولينكامب أن يتسارع التضخم إلى3% أو 4% في المستقبل، لأن الإنفاق الحكومي أعلى كثيرا مما يراه مناسبا.