عمالقة الوجبات السريعة .. رهان على الصين والطبقة المتوسطة في أمريكا
أعلنت كل من سلسلة مطاعم كنتاكي وماكدونالدز توسعات جريئة وطموحة في حقبة ما بعد كوفيد في الصين، في وقت فقدت فيه معظم الشركات التي يقودها الغرب الثقة في اقتصاد البلاد المتعثر. يقول خبراء إن ما يدفعهم هو الفرصة المتوقعة في المدن الأقل تطورا في الصين، حيث تسبق هذه العلامات التجارية سمعتها، والإيجارات أقل، والمستهلكون أكثر تفاؤلا.
قال شون راين، مؤسس مجموعة أبحاث السوق الصينية الاستشارية، لـ"بزنس إنسايدر": "تتراجع المبيعات في المدن الكبرى لأن السوق مشبعة جدا. ولكن هناك إمكانات نمو هائلة في المدن الأصغر".
ربما تعد كنتاكي أو ماكدونالدز من أرخص خيارات الوجبات الأمريكية. ولكن المراكز ميسورة الحال في الصين تعد خيارا ممتازا لكلتا السلسلتين.
تاريخيا، تتمتع سلسلة كنتاكي، التي تديرها شركة يم تشاينا ومقرها شنغهاي، بنصيب الأسد من شهية الوجبات السريعة في البلاد. بلغ عدد متاجرها في ديسمبر 10 آلاف، أي أكثر من ضعف عددها البالغ 4300 في أمريكا.
تأمل ماكدونالدز، التي لديها 500 متجر في شنغهاي وحدها، في زيادة عدد متاجرها من 6 آلاف إلى 10 آلاف بحلول 2028.
وفقا لوسائل إعلام حكومية، نحو نصف متاجر ماكدونالدز هذه موجودة بالفعل في مدن الدرجة الثالثة والرابعة.
تصنف مدن الصين بشكل غير رسمي إلى درجات وفقا لمكانتها وحجمها وثروتها.
التفاؤل يتراجع في مدن الدرجات الأعلى، حتى بعد انتهاء كوفيد 19 في 2022. تغادر الشركات متعددة الجنسيات والمستثمرون بأعداد كبيرة، قلقين بشأن القيود المالية، والتوقعات الاقتصادية السيئة، والتهديد الوشيك بالصراع مع الولايات المتحدة.
يعتقد مستشارون مثل راين أن المدن تحت الدرجة الثانية مثل الأماكن الأقل شهرة تقدم فرصا أكبر للتحسن.
وقال متحدث باسم "يم تشاينا" لـ "بزنس إنسايدر" إن أكثر من أفرع كنتاكي الجديدة التي افتتحتها الشركة تقع في مدن الدرجة الأدنى، حيث تكون تكاليف الإيجار والعمالة أرخص.
يراهن محللون وبعض العلامات التجارية على أن هذه المدن ستكون حيث يولد الجيل القادم من الطبقة المتوسطة في الصين.
الأهم هو أن هناك أمل في أن يتطلع المستهلكون في البلاد إلى رفع مستوى أنماط حياتهم بملابس أو أصناف أطعمة جديدة. يشير بعض المحللين، مثل أليسون مالمستين من شركة داكسو للاستشارات، إلى مؤشرات مثل الإسكان الأرخص، "سوق الإسكان هي إحدى العوامل الرئيسة التي تحدد ثقة المستهلك في الصين".
تأمين هذا الحشد من شأنه أن يكون حافز لعلامات تجارية مثل كنتاكي وماكدونالدز. شهدت كلتا السلسلتين انخفاضا في مبيعات عملياتهما العالمية. وانخفض سعر سهم "يم تشاينا" نحو 43 % في الأشهر الـ 12 الماضية.
لكن التوسع المحتمل الذي ينتظرهم هائل. تستضيف مدن الدرجة الثالثة الصينية وحدها ما مجموعه 330 مليون شخص، أي ما يعادل تقريبا إجمالي سكان الولايات المتحدة. أما مدن الدرجة الرابعة وما دونها فهي موطن لضعف هذا العدد تقريبا.
بذلت الحكومة المركزية الصينية جهودا حثيثة لتطوير هذه المناطق في السنوات الأخيرة، وحثت المسؤولين المحليين على تحمل ديون بمليارات الدولارات لتمويل البنية الأساسية مثل السكك الحديدية عالية السرعة والطرق السريعة والمطارات.
تقول "يم تشاينا" إنها تستعد لركوب هذا الموجة، وبناء مطاعم في محطات الطرق السريعة في 20 مقاطعة وسط زيادة متوقعة في أعداد ملكية السيارات الصينية.
قد يكون التوسع خلال اقتصاد راكد منطقيا لعلامات الوجبات السريعة، التي غالبا ما تصنف على أنها مقاومة للركود حيث يخفض المستهلكون إنفاقهم.
قد تتلاشى هوية الوجبات السريعة منخفضة التكلفة في الولايات المتحدة بسبب ارتفاع الأسعار، ولكن في الصين، لم تكتسب ماكدونالدز وكنتاكي أبدا سمعة الوجبات الأقل تكلفة. المتاجر والمطاعم المحلية أرخص دائما تقريبا.