"BP" تتخلى عن طاقة الرياح لجذب المستثمرين ومواجهة تراجع سعر النفط
أعلنت شركة "بي بي" أمس الإثنين، عن خطط لبيع أعمالها في مجال طاقة الرياح البرية في الولايات المتحدة، حيث تعمل شركة النفط والغاز العملاقة على تقليص تعرضها لمصادر الطاقة المتجددة والتركيز على أعمالها الأساسية.
وفي وقت سابق من يوم أمس، قالت الشركة أيضا إنها ستبيع جزءاً من حصتها في خط أنابيب رئيسي للغاز الطبيعي لشركة الاستثمار "أبوللو غلوبال مانجمنت" ومقرها نيويورك، في صفقة تبلغ قيمتها مليار دولار.
تسلط الصفقات المنفصلة الضوء على التحديات التي تواجه شركة "بي بي" في سعيها لجذب المستثمرين. والتزمت الشركة بزيادة توزيعات الأرباح وإعادة شراء أسهم بمليارات الدولارات هذا العام، على الرغم من أنها تتحمل ديونا أكبر من بعض نظيراتها في القطاع. وفي الوقت نفسه، تحاول الشركة - التي تجني معظم أموالها من الوقود الأحفوري - التغلب على انهيار أسعار النفط في ظل فتور الطلب.
تقترب أسهم "بي بي" من التداول بالقرب من أدنى مستوى لها منذ عامين، على الرغم من ارتفاعها أمس.
قالت الشركة في بيان لها إنها ستبدأ قريباً عملية بيع شركة "بي بي ويند إنرجي"، حتى تتمكن من الاستمرار في "تبسيط محفظتنا والتركيز على القيمة". تمتلك شركة "بي بي" حصصا في 10 مزارع رياح عاملة في الولايات المتحدة. وتخطط للتركيز بدلاً من ذلك على ذراعها للطاقة الشمسية "لايت سوريس بي بي".
تحول مفاجئ
تمثل هذه الخطوة تحولا مفاجئا في استراتيجية الشركة للطاقة المتجددة. فمنذ أقل من عام، عندما قامت بتحديث توربينات الرياح في ولاية إنديانا، قالت الشركة إن "الرياح البرية أمر بالغ الأهمية لأعمال الطاقة المتجددة والطاقة التابعة لشركة (بي بي)، وهي واحدة من محركات النمو الانتقالية الخمسة للشركة".
قالت "بلومبرغ إن إي إف"، في تقرير صدر في يونيو، إن تطوير طاقة الرياح البرية في الولايات المتحدة توقف في السنوات الأخيرة، مع تباطؤ المنشآت بسبب ارتفاع أسعار الفائدة، وبطء تسليم المعدات والتصاريح، وعقبات الاتصال بالشبكة. أدى تأخير المشاريع والعقبات الأخرى إلى قيام "بلومبرغ إن إي إف"بخفض توقعاتها لإنتاج طاقة الرياح البرية الجديدة بنسبة 22 % حتى 2030، حيث إن عوامل مثل انخفاض أسعار الطاقة تعني أن المطورين سيختارون عدم بناء بعض المشاريع حتى بعد الحصول على جميع التصاريح.
الأعمال الأساسية
قال بيراج بورخاتاريا، رئيس أبحاث الطاقة الأوروبية في شركة "آر بي سي يوروب"، إن "بي بي" "تستعد لتحويل مسارها". وأضاف أنها "تحول رأس المال بعيداً عن موضوعات التحول نحو الطاقة المتجددة، وتعود إلى الأعمال الأساسية"، مشيراً إلى أن شركة "شل" المنافسة لها أقرت استراتيجية مماثلة.
في العام الماضي، قالت "بي بي" إنها ستخفض إنتاج النفط والغاز بشكل أبطأ هذا العقد، بعد أن أدى انقطاع الإمدادات الناجم عن الغزو الروسي لأوكرانيا إلى ارتفاع أرباح النفط والغاز إلى مستويات قياسية. لكن الآن، تواجه الصناعة انخفاضاً بنسبة 20 % في أسعار النفط الخام مقارنة بالذروة التي بلغتها هذا العام.
يمكن لصفقة خط الأنابيب مع "أبولو" أن توفر لشركة "بي بي" بعض المجال للمناورة في سعيها لإعادة تخصيص الموارد. ستشتري شركة "أبولو" الأميركية حصة غير مسيطرة في شركة تابعة لـ"بي بي"، والتي تمتلك بدورها حصة تبلغ 20% في خط أنابيب عبر البحر الأدرياتيكي، وهو جزء من شبكة تنقل الغاز من منطقة بحر قزوين إلى جنوب أوروبا. سيسمح هذا الاتفاق لـ"بي بي" بالحفاظ على إدارتها على الكيان.