الأسهم الأمريكية في طريقها لأول مكاسب في سبتمبر منذ 5 أعوام
في الولايات المتحدة يُعرف سبتمبر بأنه شهر قاس على سوق الأسهم، لكن ربما لا يكون الأمر كذلك هذا العام. منذ يوم الجمعة كانت الأسهم الأمريكية في طريقها لإنهاء سبتمبر عند مستوى أعلى لأول مرة منذ خمسة أعوام، وفقا لبيانات السوق من داو جونز.
يمثل هذا تحولا ملحوظا عن اتجاه تاريخي راسخ، لأن سبتمبر عادة ما يكون أسوأ فترة في العام بالنسبة للسوق. تُظهر بيانات داو جونز التي تعود إلى ما يقارب قرنا من الزمان أن مؤشر ستاندرد آند بورز 500 شهد في سبتمبر متوسط عائد بلغ سالب 1.2%، بينما شهدت المؤشرات الرئيسة الأخرى نتائج قاتمة مماثلة، بحسب
كانت الخسائر حادة بشكل خاص في الأعوام الأخيرة. انخفض "إس آند بي 500" نحو 5٪ في سبتمبر 2023 وأكثر من 9٪ في سبتمبر 2022، وفقا لبيانات شركة "فاكت سيت". كما كانت عمليات البيع في 2021 و2020 أكبر بكثير من المتوسط.
لكن يبدو أن المستثمرين يضعون الماضي جانبا هذا العام، إذ ساعد خفض الاحتياطي الفيدرالي الضخم للفائدة في إحياء ثقتهم بالاقتصاد، كما أشار توماس مارتن، مدير محافظ أول في شركة جلوبالت إنفستمنت، بحسب ماركت ووتش.
ارتفع "إس آند بي 500" 1% حتى الآن هذا الشهر، متجها نحو تحقيق أفضل أداء له في سبتمبر منذ 2019 - آخر عام سجلت فيه الأسهم مكاسب في سبتمبر. والأمر سيان لمؤشر داو جونز الصناعي الذي ارتفع 1.6% هذا الشهر. كما أن مؤشر ناسداك المركب يسير نحو تحقيق أفضل أداء له في سبتمبر منذ 2016 بمكاسب بلغت 1.5%، وفقا لبيانات داو جونز.
ارتفعت الأسهم بقوة في 2024، لكن مسار السوق الصاعد توقف في أوائل أغسطس، ومرة أخرى في أوائل سبتمبر، حين استسلم المستثمرون لمخاوف من أن الاقتصاد الأمريكي يتباطأ أسرع مما كان يُعتقد سابقا.
أدى ذلك، مصحوبا بإغلاق مراكز تداولات المناقلة بالين الياباني، إلى أسوأ يوم للأسهم في عامين في الخامس من أغسطس. ورغم تعافي السوق بسرعة، لم يمض وقت طويل قبل أن تعود الأسواق إلى اللون الأحمر. بدأ "إس آند بي 500" سبتمبر بأسوأ انخفاض أسبوعي منذ نوفمبر 2023.
قال مارتن لماركت ووتش: "هذا العام مختلف بالتأكيد. يوجد أمر لم يكن موجودا منذ فترة طويلة، وهو دورة تيسير الفيدرالي".
لكن من المحتمل أن يكون هناك ضعف أكبر في المستقبل. قال روس مايفيلد، استراتيجي الاستثمار في شركة "بايرد"، إنه يتوقع أن يحمل المستقبل القريب للأسهم مزيدا من التقلبات الشديدة مثل التي شهدناها الشهرين الماضيين.
تشير الأسعار المرتفعة للعقود الآجلة المرتبطة بـ "مقياس الخوف" في وول ستريت، إلى أن المتداولين يستعدون لمثل هذه المخاطر، وفقا لما ذكره مات تومسون، مدير المحافظ المشارك في شركة ليتل هاربر أدفايزرز.
كما تظل الأسواق عرضة لبيانات اقتصادية قادمة قد تتحدى فكرة أن تخفيض الفيدرالي للفائدة سينجح في تجنب مزيد من الضعف في سوق العمل – رغم أن أي علامات على عودة التضخم قد تكون مصدر قلق أكبر للمستثمرين، كما قال مايفيلد.
يمكن أن تحدد بيانات الناتج المحلي الإجمالي والتضخم وطلبات إعانات البطالة ما إذا كانت الأسهم ستتمسك بمكاسبها الشهرية.
لدى المستثمرين سبب وجيه للشك في أن مزيدا من المفاجآت قد تكون في انتظارهم قبل نهاية الشهر. إذا استشهدنا بالماضي، ربما لا تزال أصعب فترة للأسهم تنتظرنا. فمنذ 1950، كان النصف الثاني من سبتمبر هو أسوأ أسبوعين للأسهم في العام بأكمله، وفقا لإد كليسولد من شركة نيد ديفس ريسيرش.