سوق العمل الأمريكية الضعيفة .. بقعة مظلمة لكن إيجابية على الاقتصاد

نما الاقتصاد الأمريكي بوتيرة قوية إلى حد ما في الربع الثاني، واحتوى معظم تقرير الناتج المحلي الصادر صباح الخميس على أخبار جيدة، إذ ظل مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، مقياس الفيدرالي المفضل للتضخم، كما كان بالضبط في الربع السابق عند 2.5%، كما ارتفع الدخل المتاح وأرباح الشركات.

يرسم ذلك صورة إيجابية لاقتصاد فيه بقعة مظلمة واحدة مقلقة: سوق العمل المتباطئة. لكن رغم تباطؤ سوق العمل، زاد الناتج المحلي الإجمالي 3% وهو ضِعف النمو في الربع السابق تقريبا، بحسب موقع ماركت بليس.

هذا يعني أن العمال الأمريكيين أصبحوا أكثر إنتاجية. يمكن تعريف الإنتاجية بأنها نسبة الأشياء التي نصنعها ونفعلها، مقارنة بالوقت الذي نقضيه في ذلك. بعبارة أخرى، إنها مقياس للكفاءة.

قال جورج بيركس، إستراتيجي الاقتصاد الكلي في مجموعة بيسبوك إنفستمنت، "إن الاقتصاد ذا الإنتاجية المرتفعة يمكن أن ينتج أشياء أكثر في القدر نفسه من الوقت، أو يمكنه إنتاج الكمية نفسها بشكل أسرع. في كلتا الحالتين، التغيرات في إنتاجية العمل هي التي تدفع النمو الاقتصادي على المدى الطويل".

في الوقت الحالي، كلا الجانبين يعزز الإنتاجية، إذ يستمر الاقتصاد في النمو، وقد انخفض عدد الساعات التي يعملها الناس.

بدوره، أوضح سكاندا أمارناث، المدير التنفيذي لمجموعة الأبحاث إمبلوي أمريكا، أن هذا يرجع جزئيا إلى أنواع الوظائف التي يتم إنشاؤها الآن، "غالبا تكون في قطاعات من الشائع فيها العمل بدوام جزئي، أو بعدد ساعات مقيد أكثر، وبالتالي انخفض متوسط ساعات العمل الأسبوعية"، وتشمل هذه القطاعات الرعاية الصحية والترفيه والضيافة، كما قال.

وذكر "هذه القطاعات هي التي تحسن الركود. وهي القطاعات التي توظف بسهولة أكبر".

وأضاف، "إننا الآن نشهد أرباح هذا التوظيف القوي، ونرى أشخاصا في مناصب زادت خبرتهم فيها، لذا لا توجد حاجة إلى توظيف عمال إضافيين لأداء المهام نفسها".

يوجد أمر آخر يمكن أن يستمر في تعزيز الإنتاجية، خاصة الآن بعد أن بدأت أسعار الفائدة في الانخفاض: الاستثمار التجاري.

من جانبه، قال جورج بيركس "إنه في الوقت الحالي، يوجد استثمار كبير في مجال التصنيع المتقدم، مثل بطاريات السيارات الكهربائية والألواح الشمسية وأشباه الموصلات، أي المنتجات القيّمة التي لا تتطلب كثيرا من العمالة".

وأشار إلى أنه عندما يكون الإنتاج مرتفعا ولا يتطلب عددا كبيرا من الساعات، فالجميع سيكون في وضع أفضل، وسيرتفع مستوى المعيشة نتيجة تدفق الدخل بشكل أكبر".

"وهذا يعني أن العمال سيكون لديهم مزيد من المال لإنفاقه، وهذه هي الطريقة التي يستمر بها الاقتصاد في النمو على المدى الطويل"، حسبما قال بيركس.