الأسهم الأمريكية تعيش "سبتمبر إيجابي" لا ينسى ومفاجآت أكتوبر قد تغير الحسابات

الأسهم الأمريكية تعيش "سبتمبر إيجابي" لا ينسى ومفاجآت أكتوبر قد تغير الحسابات

سبتمبر على وشك الانتهاء، وقد كان شهرا إيجابيا لسوق الأسهم الأمريكية رغم بدايته الصعبة. لكن التاريخ يشير إلى أن المستثمرين قد يواجهون مزيدا من التقلبات في أكتوبر.

من المؤكد أن المؤشرات الرئيسة مثل ستاندرد آند بورز 500 مستعدة لمقاومة اتجاه تاريخي راسخ بإنهائها سبتمبر بلون أخضر سائد، بمكاسب بلغت 1.6% للشهر حتى الآن، يسير المؤشر لتحقيق أقوى أداء في سبتمبر منذ أكثر من عقد عند إغلاق وول ستريت يوم الإثنين، وفقا لبيانات داو جونز ماركت.

على مدى قرن تقريبا، كان سبتمبر هو أسوأ شهر في العام للأسهم، وكانت العائدات في الأعوام الأخيرة محبطة، بحسب موقع ماركت ووتش.

يشير تحليل موسمي مماثل إلى أن الأمور قد تصبح صعبة في أكتوبر. خلال أعوام الانتخابات، كان ضعف سوق الأسهم في سبتمبر يميل إلى الامتداد حتى أكتوبر، وفقا لبيانات تعود إلى الأربعينيات.

لكن الاتجاهات الموسمية ليست هي فقط ما يوقف المستثمرين، فأي عدد من المحفزات قد يزعزع ثقتهم خلال الشهر المقبل. ساعد خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة على تعزيز الأسهم في سبتمبر، ولن يتمكن المستثمرون من الاعتماد على ذلك، لأن الاجتماع التالي للفيدرالي لن يعقد حتى نوفمبر.

وسيتعين عليهم أيضا التعامل مع سلسلة من البيانات الاقتصادية، كل منها قد تكشف عن مخاطر جديدة. ويأتي أول تقرير مهم يوم الجمعة، عندما تصدر وزارة العمل تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر سبتمبر.

قد تشكل بداية موسم أرباح الشركات في الربع الثالث تحديا أيضا. فبعد ربع ثان قوي، تتوقع وول ستريت أن تسجل أكبر الشركات الأمريكية نموا أقوى في الأرباح في 2025.

قال تيري ساندفين، كبير استراتيجيي الأسهم في "يو إس بانكويلث مانيجمنت"، لماركت ووتش "إن أي توقعات للأرباح من الشركات تخالف هذه التوقعات قد تؤدي إلى انتكاسة أخرى لصعود جعل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 يحقق مكاسب بلغت 60% مقارنة بأدنى مستوياته في أكتوبر 2022"، وفقا لبيانات شركة فاكت سيت.

وفي الوقت نفسه توجد مخاطر جيوسياسية وأخرى سياسية، إضافة إلى أن أي مفاجأة في أكتوبر تغير الحسابات المتعلقة بانتخابات نوفمبر قد تثير الذعر بين المستثمرين. ولأن تقييمات الأسهم مرتفعة الآن مقارنة بالتاريخ، فإن أي خيبة أمل قد تتفاقم بسرعة، كما قال ساندفين.

حتى لو زادت التقلبات في المستقبل، فإن المستثمرين لديهم أسباب كثيرة للتفاؤل بشأن آفاق السوق على المدى الطويل.

أولا، استمر عدد الأسهم التي تعزز مؤشر ستاندرد آند بورز 500 في التوسع في سبتمبر، بعد ارتفاع أولي في وقت سابق من الربع الثالث. وإلى جانب ذلك أثبت المستثمرون حرصهم على شراء الأسهم عند انخفاضها، ما يشير إلى أنهم ما زالوا يرون قيمتها وسط الاضطرابات.

بدأ السوق شهر سبتمبر بانخفاض حاد، ثم عوض ذلك سريعا كما حدث في أغسطس.

وفقا لبيانات داو جونز، شهد هذا العام المرة الأولى على الإطلاق التي ينهى فيها مؤشر ستاندرد آند بورز 500 تداولاته عند مستوى أعلى لشهرين متتاليين بعد انخفاض 4% أو أكثر خلال أيام افتتاحه.

قال جاي وودز، كبير الإستراتيجيين العالميين في فريدوم كابيتال ماركتس، "إن حركة الأموال هذه إلى جانب تحول الفيدرالي نحو سياسة التيسير واحتمال استمرار الأرباح القوية خلال الربع الثالث، يمكن أن تجعل سوق الأسهم في وضع جيد في أكتوبر والربع الأخير من 2024".

بعد فترة طويلة من الهدوء، عادت التقلبات إلى الأسواق خلال الصيف. ونظرا لعدم اليقين المحيط بمدى سرعة تحرك الفيدرالي لخفض الفائدة في المستقبل، يرجح محللون أن يستمر المستثمرون في مواجهة نوبات تقلب مستمرة.

الأكثر قراءة