مختصون: الإستراتيجيات التصحيحية وتحفيز القطاع الخاص يخفض البطالة في السعودية
أسهمت الإستراتيجيات التصحيحية ودعم فرص التوظيف بمنشآت القطاع الخاص، في انخفاض معدلات البطالة ووصولها إلى مستهدفات رؤية 2030 في وقت قياسي، وفقا لما أكده لـ"الاقتصادية" عدد من المختصين في الاقتصاد والموارد البشرية.
برامج التوطين أثمرت في دخول عدد من الشركات المحلية والدولية في سوق العمل، إضافة إلى إطلاق مشاريع حكومية كبرى أسهمت بدورها في رفع معدلات التوطين، ما يؤكد أن السعودية تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق رؤيتها 2030، التي تؤكد على دعم فرص التوظيف للشباب ودعم الكفاءات الوطنية.
دعاء ميرة المختصة بالموارد البشرية وسوق العمل قالت إن هناك عديد من العوامل التي أسهمت في انخفاض معدلات البطالة بين السعوديين، أبرزها وجود المحفزات والبرامج التي تقدمها وزارة الموارد البشرية لتنمية القطاع الخاص من خلال التدريب والتأهيل واستقطاب الكوادر الوطنية، إضافة إلى المحفزات التي قدمتها الحكومة للقطاع الخاص، حتى تمكن من إضافة نحو مليون وظيفة جديدة خلال 2023، ليتجاوز العدد 11 مليون موظف مقارنة بـ 9.9 مليون موظف في 2022، مشيرة إلى أن الحوافز تتمثل في المكافآت المالية، التدريب والتأهيل والتطوير وبرامج الدعم والتوطين.
برامج التوطين
برامج التوطين لها دور كبير في خفض معدلات نسب البطالة بين السعوديين، ما زاد من فرص العمل للمواطنين وتحفيز القطاع الخاص، حيث تم توطين عدد من الوظائف خلال الفترة الماضية وفقا لما أوضحته ميرة، مثل توظيف مهن الطيران، قطاع البصريات، مهن تقديم الاستشارات، ووصلت إلى 40 % في المرحلة الثانية، كذلك توفير أنماط العمل الحر، العمل المرن، العمل بدوام جزئي أو كامل، العمل عن بعد، غيرها من أنماط العمل المختلفة التي أسهمت بشكل مباشر وغير مباشر بخفض معدلات البطالة ورفع نسب التوطين، إضافة إلى برامج التحول الرقمي والتقني تعد أحد العوامل المؤثرة في ظهور فرص وظيفية جديدة في سوق العمل السعودي، من خلال تعزيز الابتكار واعتماد التقنيات في مختلفة القطاعات الاقتصادية، ما انعكس بدروه في زيادة فرص الوظائف.
ميرة أكدت أن الأمر الأخير يتمثل في تنويع الاقتصاد حيث سجلت الأنشطة غير النفطية أعلى مساهمة في الناتج المحلي الإجمالي ما أسهم في جذب الاستثمارات حيث بلغ إجمالي حجم الاستثمار الأجنبي المباشر نحو 762 مليار ريال بنهاية 2022، كل هذه العوامل المختلفة والعمل الدؤوب على جميع برامج الرؤية بشكل صحيح وتحقيق المستهدفات المطلوبة أسهم في خفض البطالة ورفع نسب التوطين في السعودية.
إستراتيجية وطنية
ميرة المختصة بسوق العمل أوضحت أن من أهم البرامج التي ركزت عليها رؤية 2030 هي برامج تنمية القدرات البشرية، الذي عمل وفق إستراتيجية وطنية طويلة الأمد لدعم وربط مخرجات التعليم، بسوق العمل بشكل جدي وحقيقي بمشاركة القطاعين العام والخاص والقطاعات غير الربحية وفق برامج متعددة ومبتكرة مثل برامج التعليم الإلكتروني وهو من ضمن البرامج المبتكرة لسد حاجة سوق العمل ورفع نسب التوطين وتوظيف الكفاءات الوطنية ما يؤثر إيجاباً في خفض نسب البطالة بين السعوديين.
عمل المرأة
انخفاض معدل البطالة بين السعوديين في الربع الثاني 2024، يرجع لعدة عوامل أبرزها تأسيس مشاريع تجارية عائدة لشباب سعوديين أتاحت مزيدا من فرص العمل للسعوديين والسعوديات، بحسب ما أكدته بسمة الزامل المختصة في الموارد البشرية وإستراتيجيات التوطين.
الزامل أوضحت أن إتاحة الفرص وفتح جميع المجالات أمام النساء للانضمام لسوق العمل وسن القوانين التي تراعي ظروف عمل المرأة، كان له دور كبير في رفع عدد العاملات في جميع القطاعات، إضافة إلى تشجيع الشباب على البدء بأعمال تجاريّة خاصة.
تأسيس مشاريع جديدة
التسهيلات التي قدمتها الجهات الرسمية للشباب السعودي لتأسيس مشاريع تجارية خاصة بهم خلقت فرص عمل لغيرهم من الشباب الآخرين، وفقا لما قاله زيد البقمي اقتصادي سعودي، مشيرا إلى نمو وتوسع الأنشطة في قطاع التجارة والصناعة والسياحة والترفيه وغيرها من الأنشطة الاقتصادية الأخرى.