الأسواق تقلص خسائرها بعد موجة الصواريخ الإيرانية التي قفزت بالنفط والذهب

انخفض مؤشر الأسهم العالمية MSCI اليوم الثلاثاء بينما ارتفع الدولار كما انخفضت عائدات الخزانة، بينما ارتفعت العقود الآجلة للنفط مع رد فعل المستثمرين على الصراع المتصاعد في الشرق الأوسط مع إطلاق إيران أكثر من 100 صاروخ على إسرائيل.

وقال أنتوني ساجليمبين، كبير استراتيجيي السوق في أميريبرايز فاينانشال : يستمر الوضع في الشرق الأوسط في التطور بسرعة، ومع انخراط إيران ولبنان في الصراع في الشرق الأوسط بشكل أكثر مباشرة، فإن ردود الفعل اليوم تتجلى في ارتفاع أسعار النفط الخام والذهب.

كتب وزير الخارجية الإيراني على منصة إكس: تحرك إيران انتهى ما لم يقرر النظام الإسرائيلي استدعاء مزيد من الرد، فيما قال الجيش الإسرائيلي إن الهجوم الصاروخي الإيراني انتهى وإن بمقدور الناس مغادرة الملاجئ في جميع أنحاء البلاد، أما الرئيس الأميركي جو بايدن فقد أعلن عبر مؤتمر صحفي من البيت الأبيض أن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل بعد هجوم الصواريخ البالستية الهائل، مشيرا إلى أن الهجوم تم صده وأثبت عدم فعاليته.

ستاندرد آند بورز تخفض تصنيف إسرائيل الائتماني

خفضت وكالة ستاندرد آند بورز للتصنيفات الائتمانية اليوم تصنيف إسرائيل على المدى الطويل من A+ إلى A، وأرجعت هذا إلى المخاطر الأمنية المتزايدة في ضوء التصعيد الأحدث في الصراع، فيما خفضت توقعاتها للنمو الحقيقي للاقتصاد الإسرائيلي إلى 0% في 2024 و2.2% في 2025

قالت الوكالة إنه يجب وضع اعتبار لاستمرار النشاط العسكري في غزة وتصاعد حدة القتال عبر الحدود الشمالية لإسرائيل في 2025.

أكدت ستاندرد آند بورز أن خفض التصنيف يعكس التداعيات على اقتصاد إسرائيل وأوضاع ماليتها العامة نتيجة تفاقم الصراع مع حزب الله في لبنان.

توقعت الوكالة زيادة عجز إسرائيل المالي في الأمدين القصير والمتوسط ​​مع زيادة الإنفاق المرتبط بالدفاع بشكل أكبر، إضافة إلى تأخر التعافي الاقتصادي.

وأضافت في بيانها قائلة: "نتوقع أيضا أن التصاعد الحالي في حدة القتال سيدعم الزيادة المستمرة في النفقات المتعلقة بالدفاع، والنظرة السلبية تعكس خطر اندلاع حرب أكثر مباشرة مع إيران"، مشيرة إلى تزايد احتمالات أن يطول أمد الصراع وأن تشتد قوته.

النفط يغلق مرتفعا 3 % بعد أن كسب الخامان القياسيان أكثر من 5 % اليوم

أغلقت أسعار النفط مرتفعة نحو 3 % اليوم بعد أن أطلقت إيران وابلا من الصواريخ الباليستية على إسرائيل ردا على حملة إسرائيل ضد حلفاء طهران في لبنان.

زادت العقود الآجلة لخام برنت 1.86 دولار بما يعادل 2.6 % لتغلق عند 73.56 دولار للبرميل. وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.66 دولار أي 2.4 % لتغلق عند 69.83 دولار للبرميل. وفي وقت سابق من اليوم، ارتفع الخامان القياسيان أكثر من 5 %.

دوت صفارات الإنذار في أنحاء إسرائيل، وسمعت انفجارات في القدس وغور الأردن بعد أن تجمع إسرائيليون في ملاجئ.

قال كلاي سيجل، وهو مفكر استراتيجي مستقل للمخاطر السياسية إن إسرائيل لن تتردد في توسيع هجومها العسكري، مضيفا: "الهجوم الإسرائيلي على منشآت إنتاج أو تصدير النفط الإيرانية قد يتسبب في تعطل ربما يزيد عن مليون برميل يوميا".

في الوقت نفسه أعلن الحوثيون المتحالفون مع إيران في اليمن، مسؤوليتهم عن مهاجمة واحدة على الأقل من سفينتين تضررتا قبالة ميناء الحديدة في البحر الأحمر. 

من جانبه قال تاماس فارجا، المحلل في (بي.في.إم) للوساطة والاستشارات: "في حالة التصعيد ثمة مخاوف حقيقية الآن من تأثر إمدادات النفط، ومن المتوقع أن تكون التداولات متوترة ومتقلبة حتى تتضح الصورة".

قبل أنباء اعتزام إيران تنفيذ هجوم صاروخي، كانت أسعار النفط قرب أدنى مستوى في أسبوعين بعد أن طغى أثر توقعات بزيادة الإمدادات ونمو الطلب العالمي الذي يشهد بعض الفتور حاليا على أثر المخاوف من تصاعد حدة الصراع في الشرق الأوسط وتأثيره على صادرات الخام من المنطقة.

تجتمع لجنة وزارية تابعة لمجموعة منتجي أوبك+ غدا لاستعراض أوضاع السوق، وليست هناك تغييرات متوقعة لسياسات الإنتاج.

من المقرر أن ترفع أوبك+، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء منهم روسيا، الإنتاج بدءا من ديسمبر 180 ألف برميل يوميا كل شهر.

كما أثرت احتمالات تعافي إنتاج النفط الليبي على السوق. ووافق مجلس النواب الليبي المتمركز بشرق البلاد أمس على تعيين محافظ جديد لمصرف ليبيا المركزي في إطار الجهود المبذولة لإنهاء الأزمة التي أدت إلى انخفاض إنتاج البلاد من النفط. وإيران وليبيا عضوان في منظمة أوبك

أنتجت إيران التي تعمل في ظل عقوبات أمريكية نحو أربعة ملايين برميل يوميا من النفط في 2023، بينما أنتجت ليبيا نحو 1.3 مليون برميل يوميا العام الماضي، وفقا لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.

عملات الملاذ الآمن تصعد

ارتفعت عملات الملاذ الآمن اليوم بعد إطلاق إيران صواريخ على إسرائيل، في حين صعد الدولار أيضا بعدما أظهرت بيانات عن الوظائف الأمريكية متانة سوق العمل.

قال آدم بوتون كبير محللي العملات لدى فوركس لايف بتورنتو: "تجاهلت السوق إلى حد كبير الصراع في الشرق الأوسط الشهر الماضي، لكن المواجهة المباشرة بين إيران وإسرائيل مرشحة دائما لخطر التفاقم".

انخفضت العملة اليابانية 0.04 % مقابل الدولار إلى 143.7 ين. وكان الدولار سجل 144.53 ين قبل ورود أنباء إطلاق الصواريخ على إسرائيل.

صعد الدولار مقابل الفرنك السويسري 0.2 % إلى 0.847 فرنك. وحققت العملة السويسرية مكاسب بفضل أنباء الصواريخ، قبل أن تبدد مكاسبها ويجري تداولها قرب المستوى المسجل قبل الأنباء. وارتفع مؤشر الدولار 0.45 % إلى 101.20.

أظهرت بيانات أمريكية اليوم بعض المتانة في الاقتصاد، وذلك غداة استبعاد رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول خفض أسعار الفائدة 50 نقطة أساس أخرى عندما يجتمع المركزي الأمريكي الشهر المقبل. وزاد عدد الوظائف الأمريكية بشكل مفاجئ في أغسطس بعد شهرين متتاليين من الهبوط، إلا أن شغل الوظائف يتسق مع تباطؤ سوق العمل.

تراجع اليورو في أحدث التعاملات 0.57 % إلى 1.1071 دولار بعد تصريحات حذرة من مسؤولين في البنك المركزي الأوروبي.

من جانبها قالت كريستين لاجارد رئيسة البنك المركزي الأوروبي للبرلمان إن أحدث التطورات تعزز ثقتنا بأن التضخم سيعود إلى المستوى المستهدف في الوقت المناسب، وهذا ينبغي أن ينعكس في قرار السياسة النقدية في 17 أكتوبر.

في أسواق العملات المشفرة، هبطت بتكوين 2.89 % إلى 61943 دولارا.

الأسهم الأمريكية تغلق منخفضة وارتفاع أسهم شركات الطاقة والدفاع

أنهت الأسهم الأمريكية تعاملات اليوم الثلاثاء على انخفاض، وخسر مؤشر ناسداك أكثر من واحد في المائة، إذ انتابت المستثمرين حالة من الحذر بعد إطلاق إيران صواريخ على إسرائيل.

أطلقت إيران الصواريخ ردا على عمليات إسرائيل الأخيرة ضد حلفاء طهران.

على خلفية ذلك، قال مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن وجه الجيش الأمريكي بدعم دفاع إسرائيل وإسقاط الصواريخ الموجهة إلى إسرائيل.

رغم التراجع الذي شهدته السوق، ارتفعت أسهم شركات الطاقة مقتفية أثر أسعار الخام الأمريكي التي أنهت الجلسة على ارتفاع 2.4 في المائة.

كما ارتفعت أسهم شركات الدفاع، منها سهم نورثروب جرومان ولوكهيد مارتن. وهبطت أسهم شركات الطيران، مثل سهم دلتا إيرلاينز.

تشير البيانات الأولية إلى أن مؤشر ستاندرد آند بورز تراجع 54.01 نقطة بما يعادل 0.94 في المائة إلى 5708.47 نقطة، ونزل مؤشر ناسداك 279.35 نقطة أو 1.54 في المائة إلى 17909.82 نقطة، وهبط مؤشر داو جونز 171.76 نقطة أو 0.41 في المائة إلى 42158.39 نقطة.

ستوكس 600 الأوروبي يبدد مكاسبه ويغلق منخفضا 0.4 %

تراجعت الأسهم الأوروبية اليوم الثلاثاء في ظل عزوف المستثمرين عن المخاطرة وسط مخاوف جيوسياسية متصاعدة في الشرق الأوسط.

أغلق مؤشر ستوكس 600 الأوروبي منخفضا 0.4%، ليبدد مكاسبه بعد ارتفاعه بنحو 0.5% خلال اليوم.

على عكس اتجاه السوق، قفزت أسهم شركات الطاقة ذات الثقل 1.3% مقتفية أثر مكاسب النفط التي بلغت أكثر من 3%.

قفز سهم شركة الدفاع الألمانية راينميتال 5.1%، وكسب سهم شركة ساب السويدية 3.5%.

ارتفع سهم شركة كوفيسترو 3.8% بعد أن قالت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) إنها أبرمت صفقة لشراء الشركة المصنعة للمواد الكيميائية مقابل 14.7 مليار يورو (16.3 مليار دولار)، بما في ذلك الديون.