تدشين برنامج استمطار السحب في السعودية بـ 4 طائرات والأثر الاقتصادي خلال 2027
دشن المهندس عبدالرحمن الفضلي، وزير البيئة والمياه والزراعة، رئيس مجلس إدارة المركز الوطني للأرصاد، اليوم في الدمام، برامج توطين المعرفة والطائرات والتقنيات الحديثة وعدداً من المشاريع التشغيلية للبرنامج الوطني لاستمطار السحب في السعودية.
وزير البيئة والمياه والزراعة قال "إن برنامج توطين المعرفة لتقنيات استمطار السحب، يهدف إلى بناء القدرات الداخلية وتعزيزها، إلى جانب استدامة الأعمال".
أكد الفضلي خلال حفل التدشين، أن البرنامج يهدف إلى رفع مستوى تغطية وكفاءة عمليات الاستمطار، وخفض التكاليف المصاحبة لتشغيل الطائرات، وتجويد مخرجات البرنامج الوطني لاستمطار السحب لتحقيق النتائج التي تتماشى مع رؤية السعودية 2030، وتدعم مبادرة السعودية الخضراء وقمة الشرق الأوسط الأخضر نحو مستقبل بيئي مستدام.
تم خلال الحفل استعراض أبرز منجزات البرنامج منذ إطلاق المرحلة الأولى لعملياته التشغيلية في 2022، حيث تم تسليط الضوء على أحدث التقنيات والطائرات المستخدمة في عمليات الاستمطار، والتي ستدخل الخدمة خلال الفترة المقبلة.
تأتي هذه التقنيات في إطار تعزيز قدرات البرنامج الفنية والتقنية والبشرية، بما يحقق أهداف البرنامج في دعم مبادرتي "السعودية الخضراء و"الشرق الأوسط الأخضر" في تحقيق مستقبل بيئي مستدام.
أوضح الدكتور أيمن غلام الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد، المشرف العام على البرنامج الوطني لاستمطار السحب، أن البرنامج خطوة إستراتيجية تهدف إلى تعزيز الأمن المائي وضمان استدامة مواردنا الطبيعية، مشيرا إلى أن البرنامج يسعى من خلال الاستفادة من التقنيات العالمية المتطورة لتحسين الظروف المناخية وزيادة فرص هطول الأمطار، للمساهمة في مواجهة التحديات البيئية المرتبطة بالتغيرات المناخية.
وأضاف غلام: "لقد حقق البرنامج منذ انطلاقه إنجازات بارزة، من بينها أول رحلة استمطار في أبريل 2022، إلى جانب تطوير الدراسات البحثية التي مكّنت من الاستفادة المثلى من عناصر الطقس في السعودية، وذلك بالتوازي مع مبادرات مثل السعودية الخضراء وقمة الشرق الأوسط الأخضر".
من جانبه، أكد الدكتور أيمن البار، المدير التنفيذي للبرنامج الوطني لاستمطار السحب، أن البرنامج الإقليمي لاستمطار السحب التابع للمركز الوطني للأرصاد أجرى سلسلة من الدراسات للأثر الاقتصادي لاستمطار السحب، مشيرا إلى أن البرنامج يخطط للإعلان عنها في 2027 ضمن سلسلة من الدراسات والأبحاث، معتبرا توطين التقنية جزءا من الأثر الاقتصادي لاستمطار السحب، ما يسهم في تخفيف التكاليف التشغيلية عبر وجود منظومة طيران، لافتا إلى امتلاك السعودية 4 طائرات، حيث تم تصميمها واختبارها، مؤكدا أن الطائرات ستدخل قريبا مرحلة التشغيل، ما ينعكس على انخفاض التكلفة التشغيلية.
وأوضح البار، أن البرنامج يعمل على إحدى التقنيات الحديثة المتمثلة في منصات البدر الأرضي، كما يستهدف البرنامج نشر هذه التقنية على المناطق الجنوبية (الطائف – الباحة – عسير)، وبالتالي التخفيف من التكلفة التشغيلية لعمليات الطيران والوقود، لافتا إلى أن المنصات بالإمكان تشغيلها "من بعد" من خلال غرفة العمليات دون استخدام الطائرات، موضحا أن البرنامج يستفيد من ديمغرافية السعودية في تكونات السحب الموجودة على المناطق الجبلية في جنوب السعودية.
وأشار إلى وجود منظومة حوكمة تتمثل في سلسلة من الإجراءات، مبينا، أن البرنامج يستفيد من منظومة الحوكمة الموجودة عبر " إدارة الإنذار المبكر" التابعة للمركز الوطني للأرصاد، مؤكدا أن البرنامج ينسق مع عديد من الجهات، من أجل توفير المعلومة، الأمطار وأعمال الاستمطار لتعزيز التكامل بين مختلف القطاعات.
كان البرنامج الوطني لاستمطار السحب قد أتم 6 مراحل من عملياته التشغيلية حتى الآن، عبر 444 رحلة وأكثر من 1400 ساعة طيران بواسطة 4 طائرات بذرت 8753 شعلة استمطار وأنتجت 5 مليارات مليمتر مكعب من الهاطل المطري، فيما سجلت طائرة البحث العلمي أكثر من 160 ساعة طيران.
البرنامج الوطني لاستمطار السحب أطلق كأحد مخرجات قمة الشرق الأوسط الأخضر، التي أعلنها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في إطار مستهدفات رؤية السعودية 2030، ويهدف إلى زيادة مستويات هطول الأمطار لإيجاد مصادر جديدة للمياه، وزيادة وتكثيف الغطاء النباتي، لمواجهة التحديات المتعلقة بالتغيرات المناخية والتصحر والجفاف، فيما بدأت العمليات التشغيلية للبرنامج من مناطق الرياض، حائل، والقصيم كأول مراحل الاستمطار في السعودية.