الأيام الذهبية للتسوق الفاخر في الصين تتلاشى .. 6 أسباب بخلاف الاقتصاد المتعثر

الأيام الذهبية للتسوق الفاخر في الصين تتلاشى .. 6 أسباب بخلاف الاقتصاد المتعثر
تصدر السفر الأولويات مع استئناف السفر بعد الجائحة. "رويترز"

بسبب حجم سكانها الهائل ونموها الاقتصادي السريع، يشاد بالصين بأنها بقرة حلوب تعتمد عليها العلامات التجارية الفاخرة لعقود من الزمان.

وصل هذا الأمر أوجه في أعقاب الجائحة، إذ جمع المستهلكون فاحشي الثراء أموالا زائدة لإنفاقها على السلع الفاخرة.

لكن يبدو أن الأيام الذهبية للتسوق الفاخر في الصين تتلاشى أمام علامات تجارية فاخرة كثيرة - رغم وجود استثناءات.

أدت أزمة العقارات والتوترات الجيوسياسية ومعدلات البطالة المرتفعة بين الشباب إلى إضعاف اقتصاد الصين وأثرت على ثقة المستهلك.

في حين تنفذ الحكومة حزم تحفيز لمعالجة اقتصاد البلاد المتعثر، من غير الواضح ما إذا كانت هذه الحزم ستمنح المستهلكين الثقة للإنفاق مجددا، بحسب بزنس إنسايدر.

بدأت شركة إل في إم إتش موسم أرباح السلع الفاخرة الأسبوع الماضي، حيث أعلنت انخفاضا 16% في مبيعات الربع الثالث في منطقة آسيا، باستثناء اليابان، مقارنة بالربع الثالث من 2023. في 2021، كانت آسيا، باستثناء اليابان، مسؤولة عن 35% من إجمالي إيرادات الشركة. وبعد مرور 3 أعوام، تراجعت 6%.

تواجه علامات فاخرة أخرى الأمر نفسه، حيث أشارت كل من هوقو بوس وبربري وريشمونت وسواتش إلى انخفاض المبيعات في الصين في موسم الأرباح الماضي مع خفض المستهلكين الإنفاق.

لكن المستثمرين يتساءلون الآن عما إذا كان تباطؤ الطلب يرجع بالكامل إلى ضعف الظروف الاقتصادية أو ما إذا كانت هناك عوامل هيكلية أخرى، أولها ضجر المتسوقين من ارتفاع الأسعار و"تضخم الجشع" أحد أعراض طفرة السلع الفاخرة في الصين بعد الجائحة، وهي النظرية التي تفيد بأن الشركات تستغل الاضطرابات لزيادة الأسعار.

لكن المستهلكين أدركوا ارتفاع الأسعار، وانتشر الغضب بشأن فروق الأسعار بين الصين والأسواق الأخرى على وسائل التواصل الاجتماعي. وهذا يعني أن بعض المتسوقين يعيدون تقييم عملية الشراء بالكامل.

ثانيا: إن لكل جيل نظرته، حيث يعيد جيل الألفية وجيل زد في الصين وهما أطراف رئيسة في سوق السلع الفاخرة، تعريف الرفاهية لأنفسهم أيضا.

قالت أوليفيا بلوتنيك، مؤسسة واي سوشال، وهي شركة إعلانات ووسائل تواصل اجتماعي في شنغهاي، إن هؤلاء المتسوقين أصبحوا أكثر تمييزا، إذ يبحثون عن العلامات التجارية ذات القيم الفريدة والأهمية الثقافية وإضفاء الطابع الشخصي بدلا من التباهي.

ثالثا: تصدر السفر والتجارب الأولويات مع استئناف السفر بعد الجائحة، وتغير عادات الإنفاق لدى المستهلكين الصينيين أيضا.

قالت بلوتنيك: إن التجارب أصبحت تحظى بالأولوية بشكل متزايد على السلع الفاخرة لبعض المستهلكين، سواء كان ذلك لحضور الحفلات أو السفر إلى وجهة جديدة لتجربة حدث ثقافي محلي.

رابعا: زراعة حكومة شي جين بذور "عار الرفاهية"، مع اتخاذ إجراءات صارمة ضد إظهار التباهي بالثروة، ما أدى إلى ظهور "عار الرفاهية" بين المستهلكين.

بدأ ذلك بحظر اللوحات الإعلانية اللامعة التي تحمل مصطلحات مثل "فخامة" و"طبقة راقية" في بكين في 2011. والآن، تدخلت الحكومة في التعامل مع المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي. وهذا يجعل المستهلكين أكثر انتقائية بشأن كيفية إنفاق أموالهم ويشجعهم على أن يكونوا أكثر تواضعا.

خامسا: التوجه لسوق السلع المستعملة بدلا من شراء منتجات جديدة تماما، حيث يتجه المستهلكون الصينيون الأصغر سنا إلى منصات بيع الملابس المستعملة، لشراء السلع الفاخرة المستعملة.

قالت أمريتا بانتا، المديرة الإدارية لشركة أجيليتي ريسيرتش آند إستراتيجي المتخصصة في السلع الفاخرة: إن هناك فترة كان فيها شراء السلع المستعملة له دلالات سلبية في الصين، لكنه الآن مقبول جدا، خاصة بين جيل الألفية وجيل زد.

سادسا: شراء بعض المستهلكين الصينيين منتجات فاخرة من الخارج للاستفادة من الأسعار الأرخص، بدلا من التسوق محليا، وهذا يشمل اليابان.

 

الأكثر قراءة