صناديق التحوط تلجأ إلى الليرة التركية كملاذ وسط اضطرابات العملات
حققت الليرة التركية مكاسب أمس الأربعاء، لتصبح العملة الوحيدة في الأسواق الناشئة التي ترتفع أمام الدولار الأميركي، فيما تراجعت العملات الأخرى عالمياً بعد عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.
ارتفعت الليرة بنحو 0.3 % مقابل الدولار عند الساعة 10:00 صباحا بتوقيت لندن، مدعومة بتدخل البنوك المملوكة للدولة والتي شجعت أيضا دخول صناديق استثمار أجنبية إلى السوق، وفقاً لمتداولين مطلعين على المعاملات، والذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لعدم تخويلهم الحديث علناً.
دعم الليرة يجذب المستثمرين
أوضح المتداولون أن البنوك الحكومية تدخلت لدعم الليرة من خلال بيع أكثر من 500 مليون دولار، بهدف الحفاظ على سعر صرف الليرة عند مستوى 34.3550 مقابل الدولار، خاصة خلال ساعات التداول الآسيوية التي شهدت تراجعا في عملات الأسواق الناشئة الأخرى وسط توقعات بفوز ترمب. واستجابة لهذا الدعم، انضمت صناديق التحوط إلى السوق أيضا، بحسب الأشخاص.
في هذا السياق قال أونور إيلجين، رئيس الخزانة لدى بنك "إم يو إف جي بنك تركيا" في إسطنبول، إن "دخول المستثمرين الأجانب إلى مراكز التداول بالليرة منطقي نظراً لجاذبية تجارة الفائدة في وقت تشهد فيه العملات الأخرى للأسواق الناشئة تقلبات عالية". وأوضح أن المستثمرين كانوا يراهنون على استفادة الليرة من العلاقات القوية بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ودونالد ترمب حتى قبل الانتخابات.
ما هي تجارة الفائدة ؟
يشير مصطلح "تجارة الفائدة" إلى استراتيجية استثمارية تقوم على الاقتراض بعملات ذات أسعار فائدة منخفضة ومن ثم الاستثمار في عملات أو دول تقدم عوائد أعلى، مثل تركيا، التي يصل فيها سعر الفائدة الرئيسي للبنك المركزي إلى 50 %. ويعد هذا ثاني أعلى معدل في العالم مما يعزز جاذبية العوائد بفضل جهود السلطات للحفاظ على استقرار الليرة نسبياً أمام الدولار.
وسجلت الليرة هذه المكاسب يوم الأربعاء بينما وصل الدولار إلى أقوى مستوياته خلال عام، حيث ارتفع مؤشر "بلومبرغ للدولار الفوري" بنسبة 1.7 %، وهو أكبر ارتفاع منذ أربعة أعوام.
ذكر بيتر كينسيلا، رئيس استراتيجية النقد الأجنبي لدى "يونيون بانكير بريفيه" (Union Bancaire Privée Ubp) في لندن، أن "العائد المرتفع للغاية لليرة التركية يكفي لتعويض أي تحرك للدولار، وبالتالي لا نتوقع تحركات كبيرة في أسعار الليرة الفورية".