«كوب29» ينطلق في سياق جيوسياسي مضطرب وحروب تجارية
انطلق مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب29) في أذربيجان في سياق جيوسياسي مضطرب وحروب تجارية وإعادة انتخاب دونالد ترمب المشكك في قضايا المناخ الذي تعهد بالتراجع عن التزامات بلاده بخفض الانبعاثات.
في كلمته الافتتاحية، قال الرئيس الأذربيجاني في (كوب29) مختار باباييف المنعقد في باكو: "إن المؤتمر يشكّل لحظة حقيقة لاتفاق باريس الذي أبرم 2015، نحن على طريق الخراب، الأمر لا يتعلق بمشكلات مستقبلية، فتغير المناخ موجود، علينا الآن أن نظهر أننا مستعدون لتحقيق الأهداف التي وضعناها لأنفسنا هذه ليست مهمة سهلة".
ويأتي هذا المؤتمر الذي يشارك فيه عشرات من رؤساء الدول والحكومات، بعد تحذيرات جديدة من أن 2024 سيكون الأكثر حرّا على الإطلاق، ما يزيد من ضرورة هذه النقاشات الرامية إلى التوصل لاتفاق حول تمويل المناخ.
لكن عودة ترمب إلى البيت الأبيض خيمت على لقاء باكو مع مخاوف من أن يؤدي خروج واشنطن المرجّح من اتفاق باريس للمناخ الذي أبرم في العام 2015 للحد من احترار المناخ، إلى تراجع الطموح حول طاولة المفاوضات.
وقال رالف ريجنفانو، المبعوث الخاص لفانواتو لتغير المناخ والبيئة: "لا يمكننا تحمّل تبعات خروج زخم التحرّك العالمي بشأن تغير المناخ عن مساره".
وأضاف: "إنها مشكلة مشتركة لن تحل نفسها من دون تعاون دولي، وسنواصل عرض هذه القضية على الرئيس المقبل لواحدة من أكبر الدول المسببة للتلوث في العالم".
ويناقش المؤتمر سبل الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري وتقديم التزامات مالية جديدة للدول الفقيرة المتضررة من موجات الحر والعواصف والفيضانات التي باتت تحدث بوتيرة أكثر تكرارا بسبب الاحتباس الحراري.
وأشارت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى مدى إلحاح هذه المهمة لدى تقديم تقريرها عن درجات الحرارة العالمية لعام 2024.
وأفادت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في باكو بأن متوسط درجة الحرارة العالمية سجل رقما قياسيا بلغ 1.54 درجة مئوية فوق مستوى ما قبل العصر الصناعي بين عامي 1850 و1900. وعبر باحثو المنظمة العالمية للأرصاد الجوية عن عدم ثقتهم في حدوث تغييرات كبيرة بحلول نهاية العام.
وحدد اتفاق باريس للمناخ لـ 2015 هدفا للحد من ارتفاع متوسط درجات الحرارة على المدى الطويل إلى 1.5 درجة مئوية. ووفقا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، يبلغ الارتفاع حاليا 1.3 درجة مئوية وفقا لهذا المعيار.
وقالت الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية سيليستي ساولو: "إن هطول الأمطار والفيضانات القياسية، والأعاصير المدارية التي تتسارع شدتها، والحرارة المميتة، والجفاف المستمر وحرائق الغابات التي شهدناها في مناطق مختلفة من العالم هذا العام هي للأسف تمثل واقعنا الجديد ولمحة عما ينتظرنا في المستقبل".
وفي وقت سابق، قال الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، سيمون ستيل، أثناء افتتاحه المؤتمر: إن هناك حاجة إلى خطوات مهمة.
وشدد ستيل أمام المشاركين في المؤتمر الذي يستمر أسبوعين المعروف باسم كوب 29 قائلا: "لا يمكننا مغادرة باكو دون نتيجة جوهرية".
وتابع: "دعونا نتخلص من أي فكرة مفادها أن تمويل المناخ هو عمل خيري، فالهدف الجديد الطموح لتمويل المناخ يصب بالكامل في مصلحة كل الدول، بما فيها الدول الأكبر والأغنى".
وأقر ستيل بأن المفاوضات يمكن أن تبدو في بعض الأحيان بعيدة كل البعد عن ضحايا أزمة المناخ، لكنه أصر على أن العملية التي تقودها الأمم المتحدة تحقق نتائج، بدون هذه العملية فإن البشرية كانت ستتجه نحو ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 5 درجات".