السعودية وفرنسا .. قرن من العلاقات الإستراتيجية وتبادلات تجارية بـ 40.3 مليار ريال
في الوقت الذي تستعد فيه الرياض لاستقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تعتبر باريس من أبرز الشركاء التجاريين والاستثماريين للسعودية ضمن علاقة استراتيجية تمتد لنحو قرن وسط تبادلات تجارية بلغت 40.3 مليار ريال في 2023.
زيارة ماكرون تأتي استجابة لدعوة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس الوزراء، لتعكس قوة العلاقات الثنائة وتعد الأعلى بروتوكوليا بين الزيارات الرسمية وتستمر حتى الرابع من ديسمبر الجاري.
الرئاسة الفرنسية أكدت أن زيارة الدولة هذه تمثل فرصة لتعزيز الشراكة الإستراتيجية بين البلدين، إذ يعتزم الرئيس ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تعميق التعاون في مجالات حيوية تشمل الدفاع والأمن.
كما تشمل تعزيز انتقال الطاقة وقطاعات الاتصالات والتكنولوجيا والمالية، والأمن السيبراني، والذكاء الاصطناعي، فيما تحتل فرنسا المرتبة العاشرة بين الشركاء التجاريين للسعودية وفقاً لبيانات الهيئة العامة للإحصاء.
مجال الاستثمار
بلغ رصيد الاستثمارات الفرنسية في السعودية 23 مليار ريال، محتلة المرتبة التاسعة بين أعلى الدول استثماراً.
ووصل صافي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى 4.5 مليار ريال، وهو أعلى مستوى لها منذ 2016، وفقاً لوحدة التحليل المالي في صحيفة "الاقتصادية"، استنادا إلى بيانات وزارة الاستثمار حتى نهاية 2022.
قرن من العلاقات الثنائية
تعود العلاقات السعودية - الفرنسية إلى بدايات حكم الملك عبدالعزيز آل سعود، إذ كانت فرنسا من أوائل الدول التي حرصت على توطيد العلاقات بحكم الملك عبدالعزيز في 1926 ما يعكس اهتمامها المبكر بالشراكة.
ومع إعلان تأسيس السعودية رسمياً 1932، أنشأت فرنسا أول بعثة دبلوماسية لها في جدة 1936، لتشهد العلاقات الدبلوماسية بين البلدين نموا مستمرا منذ ذلك الحين.
الاستثمار الفرنسي في مترو الرياض
في مجال النقل والبنية التحتية، تلعب الشركات الفرنسية دوراً مهماً في تطوير وتشغيل مترو الرياض.
أسست شركة RATP DEV الفرنسية، بالتعاون مع "سابتكو"، تحالف "مترو العاصمة" لتشغيل وصيانة المسارين الأول والثاني، بعقد بلغت قيمته 8.53 مليار ريال.
كما تولى تحالف يضم شركة "ألستوم" الفرنسية وشركتين إيطاليتين تشغيل وصيانة الخطوط 3 و4 و5 و6، بعقد قيمته 10.9 مليار ريال.
تطوير العلا
تعمل السعودية بالتعاون مع فرنسا على تحويل العلا إلى وجهة سياحية ومركز ثقافي عالمي، في إطار شراكة انطلقت 2018 أسفرت عن إنشاء الوكالة الفرنسية لتطوير العلا (AFALULA). حتى 2019، تجاوزت قيمة العقود الموقعة 200 مليون دولار أمريكي، وتسارعت وتيرة التعاون بتوقيع عقود إضافية في 2022. تُشرف اللجنة الوزارية السعودية الفرنسية على هذا التعاون، ضمن رؤية السعودية 2030 لتعزيز مكانة العلا عالمياً.