أبو ظبي تتحدى تايوان في صناعة أشباه الموصلات
تبرهن شركة استثمار التكنولوجيا المتطورة المملوكة للدولة في أبو ظبي، والتي تعتبر آخر شركة تدخل مجال صناعة الشرائح، بموجب عقود تبلغ قيمتها 20 مليار دولار، بأن لديها رأس المال الذي يدعم طموحها المتمثل في جعل أبو ظبي، بلداً مهماً في مجال صناعة الشرائح، من خلال الاتفاقية التي أبرمتها بقيمة 1.8 مليار دولار، لشراء حصة أغلبية في شركة تشارترد لأشباه الموصلات Chartered Semiconductor في سنغافورة.
الاستحواذ على شركة تشارترد يعطي شركة استثمار التكنولوجيا المتطورة، دفعة لكسر هيمنة شركات صناعة الشرائح التايوانية على هذه السوق.
كانت شركة تشارترد ثالث أكبر شركة لصنع الشرائح بموجب عقود، حتى استثمرت شركة استثمار التكنولوجيا المتطورة 1.4 مليار دولار، لمساعدة شركة أيه إم دي AMD على حل ذراعها التصنيعية، وتحويلها إلى شركة جديدة تحت اسم جلوبال فاوندريز في شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
ويقول تان كاي يانغ كبير محللي الأبحاث في شركة جارتنر إن شركتي تشارترد وجلوبال فاوندريز مجتمعتين، تستحوذان على حصة 30 في المائة من سوق صناعة الشرائح بموجب عقود، وهو ما يعادل تقريباً حصة شركة يونايتد ميكروإلكترونيكس كورب أوف تايوان United Microelectronics Corp of Taiwan(UMC)، التي تعتبر ثاني أكبر شركة في تايوان، في هذا العام.
وفي حين أن هذه الحصة تقل كثيراً عن الحصة التي تهيمن عليها شركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات، البالغة 50 في المائة من السوق، فإن من المتوقع أن تتجاوز شركة يو إم سي UMC في العام المقبل، عندما تزداد الطاقة الإنتاجية لشركة جلوبال فاوندريز، كما يقول تان.
ويضيف: إن شركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات تأخذ شركة يو إم سي UMC على محمل الجد. وإن أبوظبي ملتزمة ولديهم جيب عميقة.
ويضيف تان أن شراء شركة تشارترد يعرض شركة استثمار التكنولوجيا المتطورة للنمو في آسيا، وهو ما كانت شركة جلوبال فاوندريز تفتقر إليه، لأنه كان لها مصانع في أوروبا والولايات المتحدة فقط، كما أنه يساعد على توسعة شبكة عملائها.
ولكن رهان أبوظبي الكبير يأتي في وقت تنشغل فيه الشركات التايوانية المنافسة لها في تنويع أنشطتها، بعد أن سجلت هذه الصناعة تراجعاً في هوامش الربح خلال الأعوام القليلة الماضية.
أسست كل من شركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات وشركة يو إم سي UMC، وحدتين جديدتين لتنمية الأعمال للمساعدة في الانتقال إلى قطاعات كقطاع التقنية صديقة البيئة.
وافق مجلس إدارة شركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات على إنفاق 50 مليون دولار، على استثمارات محتملة في الطاقة الشمسية، بعد أن قال رئيسه موريس تشانغ الذي يعود له الفضل في تأسيس نموذج التصنيع، بموجب عقود في أشباه الموصلات، إن عهد النمو السريع بالنسبة لصناعة الشرائح انتهى في عام 2000، بسبب المنافسة الشديدة وارتفاع تكاليف تحسين المصانع ورفع سويتها.
أما إبراهيم عجمي الرئيس التنفيذي لشركة استثمار التكنولوجيا المتطورة، والذي قال إنه لا يستبعد مزيد من عمليات الاستحواذ، بعد دمج شركة تشارترد في شركة جلوبال فاوندريز، فقد ظلت نظرته إيجابية بشأن إمكانات هذه الصناعة.
وقال لصحيفة ''فاينانشيال تايمز'': إنها تظل لعبة حجم.
لقد عملت شركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات بصورة ممتازة، ونكن لها احتراماً كبيراً. وما زالت هي رائدة السوق غير أننا نعتقد أن هناك متسعاً للاعب كبير آخر.
ورغم التراجع الحاد في المبيعات منذ بدأت الأزمة المالية، ربما تستفيد شركات صنع الشرائح بموجب عقود في المدى الطويل من الانكماش الاقتصادي، لأن العديد من هذه الشركات التي اندمجت من الناحية الفعلية، أخذت تنفتح على فكرة إسناد عمليات الإنتاج لشركات خارجية، لكي يتسنى لها التركيز على العلامات التجارية وعلى تصميم الشرائح.
شركة فوجيتسو اليابانية في وقت سابق من هذا العام، أسندت عملية إنتاج أشباه الموصلات الأكثر تطوراً إلى شركة تايوان لتصنيع الشرائح، فيما وصل إلى درجة الخروج التدريجي من عملية صنع الشرائح.
وقالت شركة توشيبا المنافسة لها إنها تنظر في إسناد جزء من عملها في صنع الشرائح لجهات خارجية، لكنها امتنعت عن التعليق على تقرير نشر في جريدة نيكي اليابانية، وذكر أن اختيارها وقع على شركة تشارترد لأشباه الموصلات أو على شركة جلوبال فاوندريز.
يقول تان من شركة جارتنر: توجد هناك فرص في تصنيع الشرائح المتطورة والغالية بسبب هذا التوجه.
وقال دوغلاس جروس الرئيس التنفيذي لشركة جلوبال فاوندريز في مقابلة سابقة، إنه يرغب في التركيز على عدة زبائن محتملين يطلبون التقنية المتطورة والغالية.
ويقول بافتوش فاجبايي رئيس قسم بحوث التكنولوجيا في شركة سي إل إس أيه CLSA، إن هذا يعني أن من غير المرجح أن تصبح شركة جلوبال فاوندريز منافساً جدياً لشركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات، حتى يبدأ مصنعها في نيو يورك بالعمل في عام 2012.
وكتب في مذكرة بحثية يقول: في هذه الأثناء، سوف تملأ شركة تشارترد الفراغ في صناعة الشرائح المقلدة متوسطة الثمن.
لكن المحللين يتوقعون أن يعمل استحواذ شركة استثمار التكنولوجيا المتطورة، على زيادة الضغط على شركات صنع الشرائح الأخرى لكي تندمج فيما بينها، ومن هذه الشركات شركة يونايتد للتصنيع أو الشركة الصينية الدولية لتصنيع أشباه الموصلات.
صرحت شركة يونايتد بالفعل بأنها ترغب في الاستحواذ الكامل على شركة هي جيان He Jian لصناعة الشرائح، التي تملك فيها حصة 15 في المائة، لكن القانون التايواني يمنعها من ذلك.
ويقول فاجبايي: عمليات الاندماج تسير على قدم وساق في صناعة المسبوكات.