دخول الشركات العقارية الأجنبية يحفز المطورين السعوديين لتبني تقنيات جديدة
يتوقع أن يحفز دخول الشركات الأجنبية والمنصات الرقمية إلى السوق السعودية، المطورين والمسوقين المحليين إلى تبني أساليب جديدة وتعلم أدوات وتقنيات حديثة وتقديم خدمات ذات قيمة مضافة، بحسب خبراء تحدثوا لـ"الاقتصادية".
وأكدوا أن المسوق العقاري المحلي سيكون مضطرا ليواكب مستجدات السوق ليتحول من وسيط إلى صانع علامة تجارية له عبر بناء هوية مؤثرة عبر محتوى مميز على المنصات الرقمية.
وفي هذا الإطار، قال لـ "الاقتصادية" المدير التنفيذي للمعهد العقاري السعودي عبدالقادر العبدالقادر: إنه جاري تطوير مسارات جديدة في مجال القطاع العقاري من بينها مسار الوساطة العقارية.
وأشار إلى أن هناك مسار جديد يتعلق بتطوير الوسطاء العقاريين فيما يخلص التعامل مع شركات العقار الأجنبية ومتى ما تمت الموافقة عليه من قبل الهيئة العامة للعقار فسيتم تقديمه كمسار جديد.
من جهته، قال الخبير والوسيط العقاري العبودي بن عبدالله "في عالم العقار الذي يتسارع نرى تحدٍ كبير أمام الوسطاء العقاريين فدخول شركات الوساطة الأجنبية المتوقع إلى السوق واقتحام المنصات العقارية العالمية ذات التقنيات العالية هو صفحة جديدة من كتاب المنافسة العالمية".
وأضاف "لا تطأ أقدام الشركات الأجنبية أرض السوق المحلية من فراغ بل تحمل معها خبرات وأساليب عمل احترافية مستندة إلى دراسات سوق دقيقة ومنصات تسويقية ذكية، وقد تكون هذه الشركات نافذة يطل منها المسوّقون على تجارب جديدة وأسلحة معرفية تكسبهم طرقًا أكثر إبداعا وإقناعا".
وأكد أن المنصات العقارية الذكية ليست مجرد مواقع إلكترونية بل منظومات تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات تجعل البحث عن العقار أشبه برحلة سريعة داخل خريطة دقيقة التفاصيل.
صانع محتوى عقاري
العبودي ذكر أن الوسيط العقاري لن يكون أمام خيار المقاومة بل خيار التعامل الذكي مع الأدوات الحديثة، حيث يصبح صانع محتوى عقاري لا مجرد وسيط بل مرشد رقمي يفهم العميل ويقوده نحو أفضل قرار.
وأشار إلى أنه قد يتراجع دخل الوسيط الذي يركن إلى الأساليب التقليدية ويرفض التطور لكن من يحتضن التغيير سيتحول من وسيط عقاري إلى علامة تجارية بذاته حيث ترتبط خبراته بخدمات استشارية ذكية تضيف قيمة إلى كل خطوة في رحلة العميل.
وأكد أن الوسيط الذي يريد البقاء في المنافسة عليه التحول الرقمي الكامل وتعلم الأدوات التحليلية والتقنيات العقارية الحديثة، وصناعة العلامة الشخصية لبناء هوية مؤثرة عبر محتوى مميز على المنصات الرقمية، والشراكات الذكية والاستفادة من التعاون مع منصات التكنولوجيا بدلا من منافستها.
من جهتها، أكدت الخبيرة العنود بنت عبدالعزيز أنه في ظل الانفتاح الاقتصادي المتسارع، يواجه المسوقون العقاريون تحديات جديدة تتمثل في المنافسة الشرسة من الشركات الأجنبية والمنصات الرقمية المتقدمة، فإذا لم يطور المسوق العقاري أساليبه التسويقية ويواكب تطورات السوق العقاري، فإن ذلك قد يتسبب في تراجع دخله.
وأوضحت أن دخول الشركات الأجنبية والمنصات التقنية يخلق بيئة تنافسية قد تؤدي إلى تقليل الاعتماد على المسوقين الغير متميزين، خصوصاً مع انتقال العملاء إلى استخدام الحلول الرقمية بشكل أكبر.
بناء علامة تجارية
العنود أكدت أنه يجب على المسوق العقاري تطوير مهاراته عبر استخدام الأدوات والمنصات الرقمية لتحليل السوق، إدارة العملاء، وتقديم خدمات ذات قيمة مضافة، كما يجب عليه التخصص في السوق المحلية كون الشركات الأجنبية قد تفتقر إلى المعرفة الدقيقة بالسوق، مشيرة إلى أنه يمكن للمسوق المحلي استغلال هذه النقطة من خلال تقديم رؤى ومعلومات تفصيلية حول المناطق والمجتمعات المحلية.
وأوضحت أن بناء علامة تجارية شخصية مهم، فالمسوق العقاري الناجح يجب أن يركز على بناء سمعة قوية وثقة لدى العملاء من خلال تقديم خدمات عقارية مميزة موثوقة.
وأشارت إلى أهمية تعزيز التواصل مع العملاء عبر الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى شريحة أكبر من العملاء وبناء علاقات جيدة معهم، والتعاون مع المنصات الرقمية بدلاً من اعتبارها تهديداً، يمكن للمسوق العقاري التعاون معها لتعزيز وجوده الرقمي والوصول إلى شريحة أوسع من العملاء.
وذكرت أن التغيرات التي تشهدها سوق العقارات مع دخول شركات أجنبية ومنصات تقنية متقدمة تمثل فرصة بقدر ما تمثل تحديا، فالمسوق العقاري الذي يستطيع التكيف مع هذه المتغيرات من خلال اكتساب المهارات الجديدة وتبني التكنولوجيا سيظل قادراً على المنافسة وتحقيق دخل مستدام.
العنود أشارت إلى أن النجاح يعتمد على الابتكار، والتخصص، وبناء العلاقات القوية مع العملاء في بيئة تتغير بسرعة.