الصين: نأمل بالتعاون مع الولايات المتحدة لتسوية النزاعات التجارية
أعربت بكين اليوم عن أملها في التعاون مع واشنطن من أجل تسوية المسائل التجارية، غداة تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الذي توعد بفرض رسوم جمركية مشددة على الصادرات من ثاني قوة اقتصادية في العالم.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غوو جياكون: إن الصين على استعداد لتعزيز الحوار والتواصل مع الولايات المتحدة، والتعامل بالصورة المناسبة مع الاختلافات، مؤكدا أن بلاده تأمل أن تعمل الولايات المتحدة مع الصين لتشجعا معا النمو المستقر للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.
التبادل التجاري بين الولايات المتحدة والصين هو واحد من أكثر العلاقات التجارية أهمية وأثراً في الاقتصاد العالمي. منذ أواخر القرن العشرين، شهدت هذه العلاقة نمواً كبيراً، حيث أصبحت الصين واحدة من أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة.
وإذ أقر غوو بوجود خلافات واحتكاكات بين البلدين، شدد على أن المصالح المشتركة ومجالات التعاون بين البلدين هائلة، وشهدت العلاقات التجارية بين القوتين الاقتصاديتين اضطرابات خلال الأعوام الأخيرة.
فرض ترمب خلال ولايته الأولى رسوما جمركية مشددة على الصادرات الصينية منددا بممارساتها التجارية التي وصفها بغير النزيهة، بينما أبقى خلفه الديموقراطي جو بايدن على الضغوط على الصين وفرض قيودا صارمة حدت بشكل كبير من إمكانية حصول بكين على الشرائح الإلكترونية المستخدمة في التكنولوجيا المتطورة.
وتوعد ترمب خلال حملته الانتخابية بفرض رسوم جمركية أكثر شدة على الصين التي سجلت صادراتها العام الماضي مستوى قياسيا، ولا يزال الاقتصاد الصيني يعتمد بشكل كبير على الصادرات للدفع بالنمو رغم جهود الحكومة لتعزيز الاستهلاك الداخلي.
وسئل متحدث الخارجية الصينية عن مستقبل تطبيق تيك توك الذي حدد له ترمب مهلة 75 يوما للعثور على مشتر غير صيني في الولايات المتحدة مانحا المنصة الصينية شريان حياة كان بأمس الحاجة إليه، فقال إن بكين تأمل أن توجد واشنطن بيئة أعمال عادلة للشركات الصينية.
وعلق على مرسوم أصدره ترمب فور تنصيبه الإثنين وقضى بإعادة إدراج كوبا على قائمة الدول الراعية للإرهاب بعد أيام على شطب سلفه جو بايدن هذا البلد عنها، فرأى أن هذا القرار يكشف تماما عن وجه الولايات المتحدة المتسلط والمتنمر، وأضاف: "خلال أيام قليلة، أزيلت كوبا عن القائمة المزعومة، ثم أعيدت إليها، وكأنها مسألة عرضية"، معتبرا أن ذلك يثير شكوكا حول مصداقية واشنطن.
كذلك علق المتحدث على سحب ترامب بلاده من اتفاقية باريس للمناخ للمرة الثانية، فشدد على أن التغير المناخي تحد مشترك تواجهه البشرية أجمع، ولا يمكن لأي بلد أن يبقى بمنأى عن المشكلة أو حلها وحده.
وأكدت الصين أنها ستواصل دعم منظمة الصحة العالمية بعد إعلان ترمب انسحاب الولايات المتحدة من المنظمة، مشيرة إلى أنه يجب تعزيز ودعم دور منظمة الصحة العالمية وليس إضعافه، والعمل من أجل الصحة للبشرية.
وكان الرئيس دونالد ترمب قد وقع اليوم على أمر تنفيذي يوجه أمريكا بالانسحاب من منظمة الصحة العالمية، وهو قرار من شأنه أن يقطع أحد أكبر مصادر التمويل لمجموعة المساعدات الدولية والاستجابة للأمراض، ولم تتوفر تفاصيل الأمر التنفيذي، الذي كان من بين سلسلة من الإجراءات التنفيذية التي وقعها ترمب في المكتب البيضاوي على الفور.
الرئيس الأمريكي قال: إن المنظمة أساءت التعامل مع جائحة كوفيد وغيرها من الأزمات الصحية، مضيفا أنها لم تتصرف بمعزل عن التأثير السياسي غير المناسب للدول الأعضاء فيها وطالبت بمدفوعات باهظة على نحو غير عادل من أمريكا لا تتناسب مع المبالغ التي قدمتها دول مثل الصين، وقال عند التوقيع: "المنظمة خدعتنا والجميع يخدعون أمريكا، لن يحدث هذا بعد الآن".
يشار إلى الصحة العالمية التي تتخذ مقرها في جنيف، تؤدي دورا محوريا في مكافحة التهديدات الصحية العالمية، مع التركيز على الأمراض المعدية، وكذلك الأزمات الإنسانية والحالات الصحية المزمنة، مثل السرطان وأمراض القلب.