أسواق الخليج تستعد لأول طرح عام أولي في قطاع الطيران منذ عقدين
تستعد شركتي الاتحاد للطيران وطيران ناس لطرح عام أولي هذا العام، سيكون الأول في قطاع الطيران بالخليج منذ ما يقرب من عقدين، إذ ستبدأ الاتحاد جس نبض المستثمرين الأسبوع المقبل قبل بيع محتمل لحصة تبلغ نحو 20 %، وفقا لمصادر مطلعة.
قالت المصادر إن الشركة تتطلع إلى إدراج خلال ربع السنة الحالي، وأضاف أحدهما إنها ستستهدف المستثمرين المحليين والدوليين.
وأفاد أحد المصدرين ومصدر ثالث إنها قد تجمع نحو مليار دولار في ما سيكون أول طرح عام أولي لشركة طيران بمنطقة الخليج منذ طرح شركة طيران الجزيرة الكويتية في 2008.
وقال مصدر آخر مطلع على خطط لشركة الطيران الاقتصادي السعودية طيران ناس، المدعومة من شركة المملكة القابضة التي يرأسها الملياردير الأمير الوليد بن طلال، قد تدرج أيضا خلال العام الجاري.
وربما تطرح الخطوط الجوية القطرية، إحدى أكبر شركات الطيران في المنطقة، حصة للاكتتاب أيضا قبل نهاية العقد الحالي.
ورفضت المصادر الأربعة الكشف عن هوياتها نظرا لسرية الخطط، فيما رفضت الاتحاد وصندوق الثروة السيادي في أبوظبي الذي يملكها القابضة إيه.دي.كيو التعليق. ولم ترد طيران ناس على طلب للتعليق.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة المملكة القابضة طلال الميمان لقناة العربية يوم الأربعاء "الشركة قدمت ملف إدراج طيران ناس في سوق الأسهم السعودية وتنتظر الموافقة النهائية من هيئة سوق المال المتوقعة قريبا، إذ سيتم طرح 30 % من أسهم الشركة في السوق".
وقال الأمير الوليد في منشور على إكس في وقت سابق من الشهر الجاري إن طيران ناس سوف يتم طرح أسهمها في السوق السعودية بأقل تقدير ملياري دولار.
وكان اسم طيران الإمارات في دبي من الأسماء التي كانت مرشحة في السابق لطرح عام أولي محتمل. وقال رئيس مجلس إدارتها ورئيسها التنفيذي الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم لصحفيين العام الماضي إن الطرح العام الأولي ليس قراره، وإن هذا سيكون قرارا لحكومة دبي، وإنه سيمضي قدما إذا طُلب منه ذلك.
السياحة
من الأمور التي تدفع نحو عمليات الإدراج المحتملة جهود حكومات دول المنطقة لتنويع موارد اقتصاداتها بعيدا عن النفط، والمراهنة على قطاعات مثل السياحة مع انتعاش خركة السفر الدولي بعد أن أصابتها كبوة في فترة الجائحة.
وقال محلل شؤون الطيران جون ستريكلاند إن الطروحات العامة الأولية ستسمح للمستثمرين بدخول سوق تتمتع بإمكانات نمو كبيرة، مشيرا إلى قدرات يتسبب فيها الموقع الجغرافي بين أوروبا وآسيا، بالإضافة إلى عوامل الجذب في دبي كونها وجهة سياحية.
دبي بالفعل نقطة توقف رئيسية للرحلات الطويلة واقتنصت من مطار هيثرو لقب أكثر مطارات العالم ازدحاما لحركة المرور الدولية منذ نحو عشر سنوات.
ومرت الاتحاد بإعادة هيكلة وإعادة تنظيم إدارية لعدة سنوات بعد استثمار مليارات الدولارات للتنافس بشكل أكثر فاعلية مع نظيراتها الخليجية من خلال شراء حصص أقلية في شركات طيران أخرى.
أدى تدشين مبنى جديد بمليارات الدولارات في مطار زايد الدولي بأبوظبي في 2023 إلى زيادة الطاقة الاستيعابية لقطاع الطيران التجاري في أبوظبي إلى 45 مليون مسافر سنويا، ويمكن أن يدعم خطط نمو شركة الطيران.
وقالت الاتحاد إنها تعمل على زيادة الوجهات إلى أكثر من 125 مطارا بحلول 2030، من أكثر من 90 مطارا حاليا، وتنمية أسطولها في ظل خطة لتعزيز دور عاصمة الإمارات كونها مركز سفر يربط آسيا وأوروبا.
وقال محمد علي ياسين المؤسس والرئيس التنفيذي في شركة أوراكل للاستشارات والاستثمارات المالية "هذه أسواق نابضة بالنشاط، والتقييمات (للشركات الإقليمية) مرتفعة".
وفي السعودية التي تعد السياحة ركيزة أساسية للإصلاح الاقتصادي في إطار رؤية 2030، تعتزم طيران ناس التي تأسست قبل 20 عاما تقريبا لزيادة حجم أسطولها إلى أكثر من 160 طائرة بحلول 2030 من أكثر من 60.
وقال ستريكلاند إنه على الرغم من المنافسة المحلية من أمثال شركة الطيران منخفضة التكلفة طيران أديل، فإن طيران ناس لديها كل المؤهلات للمزيد من النمو، مشيرا إلى حجم وإمكانات السوق السعودية التي يدعمها صغر متوسط أعمار سكانها ونموهم.
تشير بيانات الاتحاد الدولي للنقل الجوي إلى أن منطقة الشرق الأوسط، التي بلغت حصتها 9.4 % من سوق السفر الجوي العالمي في 2023 قياسا على الإيرادات لكل كيلومتر، شهدت زيادة في الطلب بلغت 8.7 % في نوفمبر 2024 مقارنة مع الشهر نفسه من العام السابق.
وتشير البيانات إلى أن مناطق أخرى لا تزال تستحوذ على حصص أكبر من إجمالي السوق، إذ تصدرت منطقة آسيا والمحيط الهادي القائمة بحصة بلغت 31.7 %.
نقطة مضيئة؟
تشير بيانات مجموعة بورصات لندن إلى أن منطقة الخليج استحوذت على الغالبية العظمى من عمليات الطرح العام الأولي البالغ عددها 54 بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في 2024، والتي جمعت 12.2 مليار دولار، بزيادة 12 بالمئة عن العام السابق.
ويمكن أن تصبح عمليات الإدراج في الخليج نقطة مضيئة للمستثمرين في قطاع الطيران الذي يواجه مشاكل في مناطق أخرى، منها أوروبا، حيث تعاني شركات طيران مثل لوفتهانزا من تأخر تسليم طائرات ومشاكل في المحركات والاضطرابات العمالية وارتفاع التكاليف.
وقال ستريكلاند "بعد الخروج من كوفيد، كانت بعض شركات الطيران الخليجية من أوائل الشركات التي بدأت حقا في التعافي وإعادة تنشيط السوق مرة أخرى".
وأضاف أن أوروبا "حبيسة التنظيم والتركيز على تغير المناخ وحتى التغييرات في المشهد السياسي بالطبع".