"نيسان" تبحث عن شركاء جدد مع اقتراب انهيار صفقتها مع "هوندا"
تبحث شركة "نيسان موتور" عن شريك جديد، مع استعدادها لإنهاء المفاوضات لتشكيل شركة قابضة مشتركة مع "هوندا موتور"، حسبما قال أشخاص مطلعون على الأمر. الشركة اليابانية لصناعة السيارات تبحث عن شريك يُفضّل أن يكون من قطاع التكنولوجيا ومقره في الولايات المتحدة، حسبما قال الأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، كون المعلومات ليست متاحة للرأي العام.
تُعد أمريكا الشمالية السوق الأكثر أهمية لشركة نيسان، وقد دفع التحول المتسارع نحو استخدام الطاقة الكهربائية (الكهربة) والتكنولوجيا لتحسين العمليات (الأتمتة) شركات صناعة السيارات العالمية إلى البحث عن إبرام تحالفات مع قطاعات أخرى.
قفزت أسهم "نيسان" بنسبة 8.7% خلال بداية التعاملات بعد الظهر في طوكيو يوم الخميس. رفض المتحدث باسم "نيسان"، شيرو ناغاي، التعليق، مضيفاً أن أي تفاصيل تتعلق بالمحادثات مع "هوندا" ستُعلن كما هو مقرر في منتصف فبراير. أكدت شركات صناعة السيارات أمس أنها لا تزال تناقش خيارات متعددة، بما في ذلك إمكانية إنهاء المحادثات بشأن الصفقة.
قال أحد الأشخاص إن "هوندا" طرحت فكرة الاستحواذ على "نيسان" وجعلها شركة تابعة، وهو ما لاقى معارضة شديدة داخل "نيسان". وأضاف الشخص أن حجم الاستثمار كان أيضاً نقطة خلاف.
كما جعلت "هوندا" إعادة هيكلة عمليات "نيسان" شرطاً مسبقاً لإتمام أي صفقة. ومع ذلك، وباستثناء خفض الوظائف والإنتاج، لا تشمل خطط "نيسان" الحالية إغلاق للمصانع.
إنهاء مفاوضات "نيسان" و"هوندا"
من شأن إنهاء المناقشات مع "هوندا"، التي كانت حصرية،أن يسمح لأي من الجانبين بالانسحاب من الصفقة دون الحاجة إلى دفع رسوم إلغاء ضخمة تبلغ 100 مليار ين (657 مليون دولار)، بحسب مذكرة التفاهم التي تم التوصل إليها في 23 ديسمبر.
ماكوتو أوشيدا الرئيس التنفيذي لشركة نيسان ( على اليسار)، وتوشيهيرو ميبي الرئيس التنفيذي لشركة "هوندا" (على اليمين) - بلومبرغ
قال الأشخاص إن مجلس إدارة "نيسان" يضغط على الرئيس التنفيذي ماكوتو أوشيدا وغيره من المديرين التنفيذيين لوضع خطة إعادة هيكلة أكثر شمولاً، وذلك بالتوازي مع إجراء مناقشات مع أي شريك جديد محتمل.
ويتمثل الهدف في التوصل إلى إصلاح شامل في الوقت المناسب بحلول 13 فبراير، عندما يُنتظر أن تقدم "نيسان" التي تصنع السيارات من طرازي "ألتيما" و"باثفايندر" نتائج ربع سنوية. قال أحد الأشخاص إن هذا هو أيضاً الموعد الذي سيجتمع فيه مجلس الإدارة لإضفاء الطابع الرسمي على قراره أو توثيقه.
"نسيان" من أزمة لأخرى
كافحت نيسان لاستعادة مكانتها منذ اعتقال الرئيس التنفيذي السابق كارلوس غصن وإبعاده عن منصبه في 2018 بتهمة التقليل من قيمة التعويضات، ما جعلها تصنع مجموعة منتجات قديمة وأصبح لديها طاقة إنتاجية فائضة.
أصبح نطاق الأزمة المالية التي تمر بها "نيسان" واضحاً في نوفمبر، عندما أدى تراجع صافي الدخل بنسبة 94% إلى إطلاق خطة لخفض 9 آلاف وظيفة وتقليص القدرة الإنتاجية 20% وخفض التوقعات السنوية للأرباح بنسبة 70%. وأي خطط إعادة هيكلة جديدة ستتجاوز هذه الأرقام.
قال أريفومي يوشيدا المحلل في "سيتي غروب": "من المحتمل حدوث مزيد من التدهور في الأرباح لدى نيسان.. والتدابير الإضافية لإعادة الهيكلة أمر حيوي".
أوقفت "هون هاي بريسيجن إندستري" (Hon Hai Precision Industry) الشركة المصنعة لأجهزة "آيفون" والمعروفة باسم "فوكسكون" ترسيخ موطئ قدم في تصنيع المركبات الكهربائية المعتمدة على التعهيد، اهتمامها بالتعاون مع "نيسان" العام الماضي عندما اتضح أن الشركة اليابانية لصناعة السيارات تجري مفاوضات بشأن اندماج محتمل مع "هوندا".
لكن الشركة المتخصصة في تصنيع المنتجات الإلكترونية بناءً على طلب الشركات الأخرى، لم تتخل عن الفكرة تماماً، مفضلة أن تنتظر لترى ما إذا كان الشركتان ( نيسان وهوندا) تحققان تقدماً حقيقياً نحو التوصل إلى اتفاق قبل اتخاذ قرار بشأن اتخاذ خطوة جديدة.